الآلاف يواصلون التظاهر في 10 محافظات

7 قتلى جدد في احتجاجات العراق.. والعصيان المدني يتصاعد

جانب من الاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين في بغداد. أ.ب

أفاد شهود ومصادر طبية عراقية، أمس، بمقتل سبعة متظاهرين، وإصابة أكثر من 300 آخرين في موجة عنف شهدتها محافظات بغداد والبصرة وذي قار وكربلاء بين القوات الأمنية والمتظاهرين، منذ الليلة الماضية، واكتظت ساحات التظاهر بالآلاف، رغم الإجراءات الأمنية المشددة، وإغلاق الشوارع في بغداد وتسع محافظات، مع تصاعد العصيان المدني، وإغلاق الطرق بمناطق عدة.

وفي الناصرية، التي تعدّ مع الديوانية، رأس الحربة في موجة الاحتجاجات في الجنوب، قتل ثلاثة متظاهرين بالرصاص في مواجهات مع القوات الأمنية، بحسب مصادر طبية، وأوضحت المصادر أن 53 متظاهراً جرحوا.

وقتل ثلاثة متظاهرين في بلدة أم قصر في محافظة البصرة الغنية بالنفط، بحسب ما أفادت مفوضية حقوق الإنسان في البصرة، مشيرة إلى أن الإصابات وقعت جرّاء إطلاق الرصاص الحي، كما قتل متظاهر آخر بالرصاص في بغداد.

وشهدت مدن جنوب العراق تصاعداً في حدة العصيان المدني، ففي الناصرية، قام المتظاهرون بحرق الإطارات المطاطية وقطع الجسور الخمسة التي تعبر نهر الفرات للربط بين شطري المدينة، وفي البصرة عمد المحتجون إلى قطع بعض الطرق الرئيسة، منها الطريق المؤدي إلى ميناء أم قصر، المرفق الحيوي لاستيراد المواد الغذائية والأدوية.

وذكر شهود عيان أن سحب الدخان الأسود غطت شوارع البصرة والناصرية جرّاء إحراق الإطارات عند مداخل الشوارع والجسور، فيما أحكمت القوات الأمنية سيطرتها على شوارع أخرى لمنع تدفق المتظاهرين إلى ساحات التظاهر.

وجاء العصيان المدني غداة قرار من وزارة التربية العراقية هدف إلى إعادة فتح المدارس، التي انضم طلابها إلى التظاهرات بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة في مناطق مختلفة، لكن البيان لم يلق صدى في الناصرية، حيث بقيت المدارس مغلقة، ومثلها معظم الدوائر الحكومية التي تجمع خارجها محتجون رفعوا لافتات كتب عليها «مغلقة بأمر من الشعب».

واتسعت رقعة الاحتجاجات في الناصرية الواقعة على مسافة 300 كلم جنوب بغداد، لتشمل حرق أحد المباني، وإغلاق طرق مؤدية إلى مقر شركة نفط ذي قار، وحقل «كطيعة» النفطي، كما بقيت معظم الدوائر الحكومية والمدارس مغلقة في مدن الحلة والديوانية والنجف والكوت والعمارة والبصرة.

وواصل المحتجون اعتصامهم في العاصمة العراقية بغداد، لاسيما في ساحة التحرير على مقربة من ثلاثة جسور مقطوعة، هي: الجمهورية والسنك والأحرار، وأكد المتظاهرون أنهم لن يتركوا أماكن اعتصامهم حتى إسقاط الحكومة وتنفيذ مطالبهم.

وشهدت مدينة كربلاء جنوب بغداد مواجهات بين قوى الأمن والمتظاهرين، وتبادل الطرفان رمي قنابل المولوتوف الحارقة، واتهم محتجون قوات الأمن باستخدام الرصاص الحي، واندلعت مواجهات واسعة بين الطرفين في الشوارع والأزقة، حيث حاول المحتجون التحصن خلف عوائق حديدية.

وجاء تواصل الاحتجاجات غداة قيام نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، بزيارة سريعة إلى العراق، شملت تفقد قوات بلاده في قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، ولقاء رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في مدينة أربيل، بينما اكتفى باتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، وقال مسؤول أميركي رافق بنس في زيارته، إن «أسباباً أمنية» حالت دون زيارته بغداد للقاء المسؤولين.

تحصينات حدودية

شرعت قوات شرطة الحدود العراقية بإقامة تحصينات أمنية على طول الشريط الحدودي بين العراق وسورية، في محافظتي نينوى والأنبار، بهدف منع عمليات التهريب أو تسلسل الإرهابيين.

ومازالت مناطق عديدة من محافظة نينوى، خصوصاً القريبة من الحدود السورية شمال غرب الموصل، تشهد أعمال عنف واختطاف وقتل وتفجيرات تنفذها عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي ضد القوات الأمنية العراقية والمدنيين، على الرغم من إعلان العراق القضاء على التنظيم عسكرياً عام 2017. بغداد - د.ب.أ

تويتر