غداة اشتباكات واسعة بين المتظاهرين وأنصار «حزب الله» و«أمل»

«الحريري» يرفض رئاسة حكومة لبنانية جديدة.. وعون يجري «الاستشارات» غداً

صورة

أعلن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، سعد الحريري، أمس، عدم رغبته بشكل قاطع وصريح، في تولي رئاسة الحكومة المقبلة، مؤكداً أنه لا يرى خروجاً من الأزمة اللبنانية إلا بتشكيل حكومة تكنوقراط، وانتقد ما وصفه بـ«حالة الإنكار المزمنة»، فيما أكدت مصادر أن الرئيس اللبناني ميشال عون سيجري استشارات نيابية، غداً، لاختيار رئيس الوزراء، وذلك غداة ليلة من الاشتباكات الواسعة بين المتظاهرين وأنصار حركتي «أمل» و«حزب الله».

وتفصيلاً، قال الحريري في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، إن قراره عدم تشكيل حكومة جديدة «صريح وقاطع»، مضيفاً أن «حالة الإنكار بين الزعامة السياسية أخطر من أزمة لبنان السياسية والاقتصادية».

وأكد الحريري تمسكه بقاعدة «ليس أنا، بل أحد آخر لتشكيل حكومة تحاكي الطموحات، وتعالج الأزمة في الاستشارات النيابية الملزمة التي يفرضها الدستور، وينتظرها اللبنانيون ويطالبون بها منذ استقالة الحكومة الحالية».

وقال الحريري بعد 40 يوماً على حراك اللبنانيات واللبنانيين، وقرابة الشهر على استقالة الحكومة: «استجابة لصرختهم العارمة، وإفساحاً في المجال لتحقيق مطالبهم المحقة، بات من الواضح أن ما هو أخطر من الأزمة الوطنية الكبيرة والأزمة الاقتصادية الحادة التي يمر بها بلدنا، وما يمنع البدء بالمعالجة الجدية لهاتين الأزمتين المترابطتين، هي حالة الإنكار المزمن الذي تم التعبير عنه في مناسبات عديدة طوال الأسابيع الماضية».

وأضاف: «إزاء هذه الحالة الخطرة، والمانعة لتفادي الأسوأ سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وأمنياً، وجدت أنه من واجبي أن أصارح اللبنانيين واللبنانيات، كما عودتهم دائماً، لعل في هذه المصارحة مدخلاً لتحريك عجلة المعالجات، وفتح الباب أمام البدء بالحلول السياسية والاقتصادية الضرورية».

واستكمل: «حالة الإنكار المزمن بدت كأنها تتخذ من مواقفي ومقترحاتي للحل ذريعة للاستمرار في تعنتها، ومناوراتها ورفضها الإصغاء إلى أصوات الناس ومطالبهم المحقة، عندما أعلنت استقالة الحكومة تجاوباً مع الناس، ولفتح المجال للحلول، أجد من يصرّ على أني استقلت لأسباب مجهولة، عندما يصر الناس على محاسبة من في السلطة اليوم، وأنا منهم، وتغيير التركيبة الحكومية، وأنا على رأسها، أو بالحد الأدنى تحسين أدائها ومراقبته، يجدون من لا يريد إلا التصويب على من كانوا في السلطة قبل 30 عاماً».

وتابع: «عندما أعلن على الملأ، في السر وفي العلن، أنني لا أرى حلاً للخروج من الأزمة الاقتصادية الحادة إلا بحكومة أخصائيين، وأرشح من أراه مناسباً لتشكيلها، ثم أتبنى الترشيح تلو الآخر، لمن من شأنه تشكيل حكومة تكنو-سياسية، أواجه بأنني أتصرف على قاعدة أنا أو لا أحد، ثم على قاعدة أنا ولا أحد، علماً أن كل اللبنانيين يعرفون من صاحب هذا الشعار قولاً وممارسة».

وأشار إلى أن «أسوأ الإنكار هو أن من يعرفون كل هذه الوقائع مازالوا يتحججون تجاه الرأي العام، بأنهم ينتظرون قراراً من سعد الحريري المتردد لتحميلي، زوراً وبهتاناً، مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة الجديدة».

وأعرب الحريري عن أمله وثقته بأن رئيس الجمهورية سيبادر فوراً إلى الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة، لتكليف رئيس جديد تشكيل الحكومة، متمنياً لمن سيتم اختياره التوفيق في مهمته.

وجاء بيان الحريري، غداة ليلة من الاشتباكات بين متظاهرين، وأنصار حركتي «حزب الله» و«أمل»، تطورت إلى إطلاق نار في بيروت، وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن أنصار الحركتين أزالوا خياماً للمحتجين بمدينة صور، وأشعلوا فيها النيران، ما دفع الأمن للتدخل وإطلاق النار في الهواء.

وشوهدت مجموعات من الرجال على دراجات نارية، بعضهم يرفعون أعلام «حزب الله» و«أمل»، تجوب شوارع بيروت، منتصف ليلة أمس، وشوهدت قوات الجيش اللبناني في أجزاء مختلفة من العاصمة، وخصوصاً على جسر الرنج، واندلعت المصادمات بعد إغلاق المتظاهرين المناهضين للحكومة للجسر، ووفقاً للصليب الأحمر اللبناني، أصيب أربعة متظاهرين معارضين للحكومة على الأقل، إضافةً إلى جنديين لبنانيين.

إلى ذلك، حذر وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال جميل جبق، من النقص في المعدات الطبية المستوردة من الخارج، مطالباً مصرف لبنان بالتدخل لتوفير المبالغ الضرورية اللازمة بالدولار لتسهيل الاستيراد.

تويتر