الجزائريون يصوّتون لاختيار الرئيس الجديد على وقع الاحتجاجات
أدلى الناخبون الجزائريون، أمس، بأصواتهم لاختيار رئيس جديد للبلاد من بين خمسة مرشحين، وتزامنت عمليات الاقتراع مع احتجاجات رافضة للانتخابات، حيث تظاهر المئات في وسط العاصمة الجزائرية احتجاجاً على الانتخابات الرئاسية، وحطم معارضون لها مركزي تصويت في ولاية بجاية.
وتفصيلاً، أجرت الحكومة الجزائرية أمس، انتخابات رئاسية تأجلت لفترة طويلة، ويعتبرها المحتجون، الذين يشاركون في تظاهرات بالشوارع مستمرة منذ شهور، مسرحية أعدت للإبقاء على النخبة الحاكمة في مكانها.
ويحق لنحو 24 مليون جزائري الإدلاء بأصواتهم في نحو 60 ألف مركز اقتراع بجميع أنحاء الجمهورية، لاختيار سابع رئيس للبلاد، في انتخابات مفتوحة على كل الاحتمالات والفرضيات.
وتظاهر مئات في وسط العاصمة الجزائرية، أمس، احتجاجاً على الانتخابات الرئاسية، وذلك بعد ساعات من فتح مراكز الاقتراع، وطالب المحتجون بمقاطعة التصويت الذي يصفونه بأنه مجرد مسرحية.
وفي وسط العاصمة، أدلى البعض بأصواتهم، في حين جاب أفراد الشرطة شوارع المدينة راجلين وفي مركبات. وحلقت طائرة هليكوبتر في السماء.
وخارج العاصمة، قال شهود إن مراكز الاقتراع في بعض المناطق كانت مازالت مغلقة بعد ساعات من الموعد الرسمي لبدء الاقتراع.
وقال شهود وسكان إن المحتجين شاركوا في مسيرات ببلدات في منطقة القبائل، حيث أغلقت بعض مراكز الاقتراع.
ولا يتوقع صدور نتائج قبل اليوم الجمعة على أقرب تقدير.
وحطم معارضون للانتخابات الرئاسية مركزي تصويت في ولاية بجاية شمالي البلاد، إحدى أكبر مدن منطقة القبائل، تعبيراً عن رفضهم إجراء الاقتراع.
واقتحم محتجون غاضبون مركزي الاقتراع في ولاية بجاية، وحطموا صناديق التصويت، وخربوا قوائم الناخبين، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن شهود.
وأفادت مصادر، أن عدداً من مكاتب الاقتراع في ولايتي تيزي وزو والبويرة شمالي البلاد أغلقت أبوابها، بعد تسجيل مناوشات خلال عمليات التصويت في الانتخابات الرئاسية الجزائرية.
وأدلى الرئيس الجزائري المخلوع عبدالعزيز بوتفليقة بصوته في انتخابات الرئاسة، حيث كلف شقيقه ناصر التصويت نيابة عنه بأحد مراكز الاقتراع في العاصمة. وشدد ناصر بوتفليقة على أنه وأخاه «يتمتعان بكل حقوقهما المدنية والسياسية»، على عكس أخيهم الأصغر سعيد بوتفليقة، الذي يخضع للمحاكمة بتهم فساد.
ويتنافس في الانتخابات خمسة مرشحين، جميعهم من المسؤولين الكبار السابقين، وهم رئيسا الوزراء السابقان، علي بن فليس (رئيس حزب طلائع الحريات) وعبدالمجيد تبون (مستقل)، وكذلك عبدالعزيز بلعيد (رئيس جبهة المستقبل)، وعبدالقادر بن قرينة (رئيس حركة البناء الوطني)، إضافة إلى عزالدين ميهوبي وزير الثقافة السابق (من التجمّع الوطني الديمقراطي)، وكلهم ارتبطوا سابقاً بصلات وثيقة مع نظام بوتفليقة، سواء عبر المشاركة في دعمه أو عبر تقلّد مناصب رسمية.
وأدلى المترشحون للرئاسيات في الساعات الأولى من عملية الاقتراع بأصواتهم، وأعقبوها بتصريحات اتسمت بالتفاؤل بالعملية الانتخابية.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، على هامش تأديته واجبه الانتخابي، قال المترشح عز الدين ميهوبي: «إن هذا اليوم ليس لانتخاب رئيس فقط، لكنه يوم لتمكين ركائز الجمهورية الجديدة»، معرباً عن تمنياته في أن يهب الجزائريون بالملايين لإنجاح هذا الموعد الانتخابي، كونه يوم لاسترداد السيادة الحقيقية. من جانبه قال عبدالمجيد تبون، خلال إدلائه بصوته على مستوى إكمالية أحمد عروة ببوشاوي، إن انتخابات 12 ديسمبر «فرصة لقيام جمهورية جديدة عمادها الشباب».
من جانبه، أعرب بن فليس، في تصريح عقب الإدلاء بصوته، عن أمله في أن «تأتي الانتخابات الرئاسية بالخير للشعب الجزائري وللجزائر».
أما بلعيد، فاعتبر أن الجزائر «ستحتفل اليوم (الجمعة)، بانتصار الديمقراطية».
ونقل التلفزيون الجزائري، صباح أمس، عن الرئيس المؤقت عبدالقادر بن صالح قوله: «أهيب بالجزائريين والجزائريات أن يتحملوا مسؤوليتهم، من خلال التوجه إلى صناديق الاقتراع، ليختاروا بكل حرية ووعي المرشح والبرنامج الذي يتناسب مع قناعاتهم، للخروج ببلادنا من هذه الأوضاع التي لا مصلحة للجزائر في استمرارها».
وقال بن صالح إن الانتخابات فرصة تاريخية من أجل تكريس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وتشييد دولة الحق والمؤسسات في الجزائر. ودُعي لهذا الاقتراع الرئاسي نحو 24 مليوناً و741 ألفاً و161 ناخباً، حسب أرقام السلطة المستقلة للانتخابات، بينهم 914 ألفاً و308 ناخبين في المهجر، و500 ألف إلى 600 ألف من البدو الرحل، من أصل 44 مليون جزائري.
ومن المتوقع أن يتمّ تسجيل مشاركة ضعيفة في هذه الانتخابات، بسبب غياب التوافق حولها في الشارع الجزائري.
ويحيط الغموض بهوية الرئيس القادم للجزائر، بسبب تقارب حظوظ المتنافسين الخمسة، رغم أن التكهنات تعطي الأفضلية إلى المرشحين عزالدين ميهوبي وعبدالمجيد تبّون، في انتظار إعلان النتائج الرسمية.
- معارضون للانتخابات
الرئاسية حطموا
مركزي تصويت
في ولاية بجاية.