الحي المسيحي من أهم وأقدم أحياء البلدة القديمة المجاورة للمسجد الأقصى المبارك. الإمارات اليوم

حارة النصارى بالقدس.. أجواء الميلاد حاضرة رغم مشاهد التضييق

الجائل في البلدة القديمة بمدينة القدس قادماً من جهة باب العامود التاريخي، يمر عبر طريق طويل، تتفرع على شماله ويمينه الأزقة والطرقات، المؤدية إلى حارات وأحياء البلدة القديمة، ومساجدها وكنائسها، وفي منتصف ذلك الطريق توصله سلالم سوق خان الزيت إلى حارة النصارى، أهم وأقدم أحياء القدس العتيقة.

وما أن يتجاوز المتجول في موسم عيد الميلاد المجيد السلالم الطويلة، يجد أشجار الميلاد تكسي أزقة وأحياء حارة النصارى، أو كما تشتهر بالحي المسيحي، والتي تتوسط مشاهد الكنائس التي تجاور المآذن، وتلاصق قباب المنازل العتيقة، وبعد أن يواصل مسيره، تجذبه مناظر زينة وهدايا العيد المجيد التي تتزين بها المحال والحوانيت المنتشرة في الحي.

هذا جانب من مشاهد أجواء عيد الميلاد التي يحييها 4000 مقدسي مسيحي من سكان حارة النصارى، داخل البطريركيات الأربع، وهي الروم الأرثوذكس واللاتين والروم الكاثوليك والأقباط، إلى جانب الكثير من الأديرة والكنائس، والأزقة، والأحياء، على الرغم من قسوة ممارسات الاحتلال ضد الحي المسيحي وسكانه.

وتتعمد إسرائيل تضييق مساحات العيش والسكن في حارة النصارى، بالإضافة إلى الاعتداءات التي يتعرض لها الأهالي، من المستوطنين القاطنين في أكبر البؤر الاستيطانية بالحي المسيحي، والمقامة في دير مار يوحنا.

وتقول مديرة مركز يبوس الثقافي في حارة النصارى، رانيا إلياس: «إن أجواء عيد الميلاد المجيد تسود جميع أحياء البلدة القديمة في القدس، وأبرزها حارة النصارى، التي تعد حاضنة الطائفة المسيحية في المدينة المقدسة منذ الأزل، وهذه الأجواء نعيشها كمسيحيين مقدسيين، رغماً عن ممارسات الاحتلال».

وتؤكد أن إحياء المسيحيين في القدس أجواء ميلاد السيد المسيح، عليه السلام، لها دلالات مهمة على تمسكهم كمقدسيين فلسطينيين بمدينتهم المقدسة، مضيفة: «هذه المشاهد تتناقض مع سياسة الاحتلال لتفريغ القدس من سكانها الأصليين، وتهويد الأحياء والمعالم فيها».

من جهته، يشير مختار حارة النصارى باسم سعيد، إلى أن ممارسات الاحتلال ضد أهالي الحي المسيحي، وتضييق مساحات العيش والسكن المخصصة لهم، دفعت جزءاً كبيراً منهم إلى مغادرة الحي في البلدات المجاورة أو خارج فلسطين.

ويقول سعيد لـ«الإمارات اليوم»: «إن منازل الحي، ونظراً لقدمها، تآكلت جدرانها العتيقة، وتحتاج إلى ترميم وإعادة بناء، والقيود المفروضة على المقدسيين المسلمين ذاتها تفرض علينا، فعملية إعادة البناء مشروطة بالحصول على ترخيص من بلدية الاحتلال في القدس، والتي غالباً ترفضها، إلى جانب ضيق مساحة المنازل».

وتقع حارة النصارى، التي تعد أحد الأحياء الأربعة الكبرى في البلدة القديمة بالقدس، في الركن الشمالي الغربي للمدينة المقدسة، حيث تحتضن بين شوارعها وأزقتها كنيسة القيامة من أقدس المقدسات المسيحية، إلى جانب 40 موقعاً مسيحياً، تمتد على طول الجدار الغربي لأسوار البلدة القديمة، من باب جديد أحد الأبواب الرئيسة للمسجد الأقصى، حتى باب الخليل.

الأكثر مشاركة