بالصور.. اقتحام السفارة الأميركية في بغداد.. التفاصيل الكاملة
اقتحم محتجون عراقيون، بينهم أنصار كتائب ميليشيات «حزب الله» و«الحشد الشعبي»، الجدار الخارجي لمقر السفارة الأميركية المحصنة في المنطقة الخضراء ببغداد، لأول مرة منذ تشييدها بعد الحرب الأميركية على العراق عام 2003، منددين بالضربات الجوية الأميركية التي استهدفت قواعد لفصيل «حزب الله» الموال لإيران، فيما حمّل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إيران المسؤولية عمّا حدث بمحيط السفارة، وترصد «الإمارات اليوم» فيما يلي التفاصيل الكاملة لاقتحام السفارة الأميركية في بغداد.
أحرق المحتجون أعلاماً للولايات المتحدة، وحطموا كاميرات مراقبة خلال تشييعهم مقاتلي «حزب الله» الـ25 الذين قضوا في الغارات الأميركية، وتمكنوا من عبور جميع حواجز التفتيش في المنطقة الخضراء شديدة التحصين دون صعوبة، واقتحموا نقطة أمنية عند مدخل مجمع السفارة وأضرموا فيها النار، وأضرموا النار في جدار السفارة الخارجي وغرف الحراسة، وحطّم آخرون الزجاج المضاد للرصاص في إحدى البوابات.
وارتدى بعض المشاركين في الاقتحام الزي الرسمي لقوات الحشد الشعبي المؤلفة من فصائل موالية لايران من أبرزها كتائب «حزب الله»، وباتت تشكل جزءا من القوات الأمنية العراقية، وحمل محتجون لافتات كتب على إحداها «يجب إخراج القوات الاميركية والإ سيتم طردهم»، كما كتب المحتجون على جدار السفارة الخارجي عبارات بينها «سيكون الرد بحجم عقائدنا» و«نعم نعم للحشد»، و«سليماني قائدي»، في إشارة إلى قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني»، قاسم سليماني.
وأطلق حراس الأمن داخل السفارة قنابل صوت على المحتجين خارج بوابة المجمع، وانتشرت القوات العراقية الخاصة حول البوابة الرئيسية لمنع المحتجين من دخول مقر السفارة، كما انتشرت قوات عراقية متخصصة في مكافحة الإرهاب دربتها وجهزتها الولايات المتحدة.
وقال شهود عيان، إن القوات العراقية، التي تغلق الطريق المؤدي إلى السفارة الأميركية، لم تمنع في البداية المشاركين في التشييع من دخول الشارع، ومن ثم اقتحام مبنى السفارة، وبعد ساعات قليلة من بدء الاحتجاج أطلقت قوات الأمن العراقية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
وأطلقت القوات الأميركية المسؤولة عن حراسة السفارة قنابل الغاز المسيل للدموع وأخرى دخانية وصوتية، لتفريق المحتجين الذين تمكنوا من عبور الحاجز الأول والدخول إلى مجمع السفارة الشاسع، وقال مسؤولان في وزارة الخارجية العراقية لـ«رويترز»، إنه تم إجلاء السفير الأميركي وموظفين آخرين من السفارة في بغداد في ظل تصاعد الاحتجاجات خارجها، لدواع أمنية، وبقي بعض موظفي أمن السفارة في الداخل، وأفادت قوات «الحشد الشعبي» بإصابة 32 من المحتجين بقنابل ورصاص حرس السفارة الأميركية.
ومن جانبه، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، عصر اليوم: «قتلت إيران مقاولًا أميركياً، لقد استجبنا بقوة، وسنفعل ذلك دائماً. الآن تقوم إيران بتنظيم هجوم على السفارة الأميركية في العراق، وسيتحملون المسؤولية الكاملة، بالإضافة إلى ذلك نتوقع أن يستخدم العراق قواته لحماية السفارة، وأبلغناه بذلك!».
وفي تغريدة لاحقة، خاطب ترامب العراقيين قائلاً: «إلى هؤلاء الملايين من الناس في العراق الذين يريدون الحرية ولا يريدون أن تسيطر عليهم إيران.. هذا هو وقتكم».
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في بيان له، إنه أبلغ زعماء العراق في اتصال هاتفي أن الولايات المتحدة ستحمي وتدافع عن الأميركيين بالعراق، وقال البيان إن «كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبدالمهدي، والرئيس برهم صالح، أكدا لبومبيو في اتصال هاتفي أنهما يأخذان مسؤوليتهما على محمل الجد، وسيضمنان سلامة وأمن الموظفين الأميركيين والممتلكات الأميركية».
إلى ذلك، حذرت السفارة، المواطنين الأميركيين من الاقتراب من مبناها في بغداد، بسبب استمرار التظاهرات قربه، وقالت في بيان لها: «يجب على الأميركيين مراجعة أمنهم الشخصي وتأهبهم في حالات الطوارئ، وسوف نواصل تقديم تحديثات حسب الحاجة».
وفي المقابل، حذر رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية، عادل عبدالمهدي، من أي اعتداء على السفارات والبعثات الأجنبية في بغداد، وطالب المحتجين بالمغادرة فورا من أمام السفارة الأميركية، وقال في بيان: «أي اعتداء أو تحرش بالسفارات والممثليات هو فعل ستمنعه بصرامة القوات الأمنية وسيعاقب عليه القانون بأشد العقوبات»، وأعلن «عبدالمهدي» حالة الحداد العام في البلاد على أرواح قتلى القصف الأميركي الذي استهدف مقرات للحشد الشعبي.
يشار إلى أنه منذ 28 أكتوبر الماضي، وقع 11 هجوماً على قواعد عسكرية عراقية تضم جنوداً أو دبلوماسيين أميركيين، وصولاً إلى استهداف السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة الخضراء، وأسفرت أول عشرة هجمات عن سقوط قتيل وإصابات عدة في صفوف الجنود العراقيين، إضافة إلى أضرار مادية، غير أنّ هجوم الجمعة الماضي في كركوك مثّل نقطة تحوّل، ومساء الأحد الماضي، شنت القوات الأميركية سلسلة غارات استهدفت منشآت قيادة وتحكم تابعة لـ«كتائب حزب الله»، أحد أبرز الفصائل الموالية لإيران في الحشد الشعبي.
وكان التحالف الدولي ضد «داعش» أعلن أن الهجوم الصاروخي، الذي وقع الجمعة الماضي، على القاعدة العسكرية العراقية قرب كركوك، أسفر عن مقتل متعاقد مدني أميركي، وإصابة العديد من العسكريين الأميركيين وعناصر الخدمة العراقيين، وقال مسؤول أميركي إن 30 صاروخاً على الأقل أصابت القاعدة، وعُثر على أربعة صواريخ أخرى في أنابيبها داخل شاحنة في النقطة التي تم إطلاق الصواريخ منها، واصفاً الهجوم بالأكبر بين سلسلة ضربات صاروخية طالت مصالح الولايات المتحدة في العراق منذ نهاية أكتوبر الماضي.
وتعرضت قاعدة «عين الأسد» في محافظة الأنبار غرب العراق لهجوم بخمسة صواريخ في الثالث من ديسمبر الجاري، بعد أربعة أيام من زيارة قام بها نائب الرئيس الأميركي مايك بنس لقوات بلاده هناك، وأصيبت قاعدة القيارة الجوية الواقعة في شمال العراق بأكثر من 10 صواريخ في نوفمبر، واتخذت القوات الأميركية إجراءات غير مسبوقة على خلفية وجود مخطط لاستهداف القاعدة، حيث حلقت مقاتلات فوق القاعدة، وشكلت مظلة جوية لرصد أي تحركات غريبة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news