الموقع الذي استهدفت فيه الضربة الأميركية قاسم سليماني على طريق مطار بغداد. أ.ف.ب

«التحالف» يقلص عملياته العسكرية في العراق وينفي وقوع غارة شمال بغداد

قرّر التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، تقليص عملياته العسكرية في العراق غداة ضربة أميركية استهدفت قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس في بغداد،

مشيراً إلى تعزيز «الإجراءات الأمنية والدفاعية في القواعد العراقية التي تستضيف قوات التحالف»، ونفى في الوقت نفسه تنفيذ ضربة جوية جديدة في العراق.

وتفصيلاً، قال مسؤول عسكري أميركي «سنقوم بعمليات محدودة ضد تنظيم (داعش) مع شركائنا.. تدعم بشكل متبادل جهودنا لحماية قواتنا». وأضاف «عزّزنا الإجراءات الأمنية والدفاعية في القواعد العراقية التي تستضيف قوات التحالف».

وتابع المسؤول نفسه أن التغيير جاء بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية من الفصائل الموالية لإيران على القوات الأميركية في الأشهر الأخيرة، موضحاً أن جهود المراقبة ستتركز الآن على هجمات جديدة محتملة بدلاً من التركيز على تنظيم «داعش». وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية الجمعة إرسال ما يصل إلى 3500 جندي إضافي إلى المنطقة لتعزيز أمن المواقع الأميركية.

من جهة أخرى، نفى المتحدث باسم التحالف الدولي الجنرال مايلز كاغينز، أن يكون التحالف أو القوات الأميركية نفذا ضربة جوية جديدة بعد الضربة التي أودت بحياة قاسم سليماني وأبومهدي المهندس.

وقال الجنرال مايلز إنه «لم يكن هناك أي ضربة أميركية أو من التحالف الدولي».

وكان إعلام الحشد الشعبي أعلن عن ضربة جوية في التاجي التي تبعد 20 كلم شمال بغداد استهدفت رتلاً للطبابة تابعاً لقوات الحشد، مشيراً إلى سقوط قتلى وجرحى. واتهمت وسائل إعلام عراقية رسمية الولايات المتحدة بالوقوف وراء الهجوم.

لكن في وقت لاحق، نشر القسم الطبي في قوات الحشد الشعبي تغريدة على «تويتر» جاء فيها «طبابة الحشد تنفي استهدافها بصواريخ أميركية في قضاء التاجي».

وفي طهران زعم نائب قائد الحرس الثوري الإيراني علي فدوي، أن بلاده تلقت رسالة من واشنطن بعد مقتل قاسم سليماني، تدعوها إلى أن يكون ردها على الاغتيال «متناسباً».

وقال في تصريحات للتلفزيون الإيراني «لجأ (الأميركيون) إلى الطرق الدبلوماسية.. و(قالوا إذا أردتم الانتقام، انتقموا بشكل متناسب مع ما فعلناه)» حسب زعمه.

ولم يوضح فدوي كيف تلقت إيران الرسالة الأميركية في ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ أربعة عقود.

لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قال في مقابلة تلفزيونية ليل الجمعة، إن «الموفد السويسري نقل رسالة من الأميركيين هذا الصباح».

من جهته، علق حلف شمال الأطلسي مهام التدريب التي يقوم بها في العراق، وفق ما أعلن المتحدث باسمه ديلان وايت، وذلك إثر مقتل قاسم سليماني في الضربة الأميركية.

وتقوم بعثة الحلف الأطلسي «الناتو» التي تضم نحو 500 عنصر بتقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية بطلب من حكومة بغداد.

وفي برلين أعربت نائبة رئيس البرلمان الألماني كلاوديا روت، عن اعتقادها بأن تعليق مهمة الجيش الألماني في العراق غير كافٍ.

وقالت روت إن تعليق المهمة هو «القرار الوحيد الصحيح، والآن يجب إجراء مراجعة جذرية للمهمة في ضوء التطورات الأخيرة».

وأضافت روت المنتمية إلى حزب الخضر المعارض أن الجميع مطالبون بالبحث عن حل دبلوماسي «ويجب أن تكون الأولوية العليا بالنسبة للحكومة الألمانية أيضاً العمل على درء دوامة العنف والعنف المضاد في المجتمع الدولي بأكبر قدر ممكن من الدبلوماسية».

من جانبها، حثّت الصين أمس، الولايات المتحدة على «عدم الإفراط في استخدام القوة» غداة اغتيال الجنرال قاسم سليماني.

الأكثر مشاركة