التحالف الدولي ضد «داعش» يعلق أنشطته العسكرية في العراق
أعلن التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، أمس، تعليق أنشطته العسكرية في العراق، وذلك للتركيز على حماية القواعد التي تستضيف أفراد التحالف. وبعد أن قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن إيران «تتراجع في ما يبدو، وهذا أمر جيد لجميع الأطراف المعنية»، حذر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الولايات المتحدة من المخاطرة بمواجهة جديدة إذا تحركت واشنطن مجدداً، في حين دعا رئيس الوزراء البريطاني الرئيس الإيراني إلى إنهاء المواجهة بين طهران وواشنطن.
وتفصيلاً، قال التحالف الدولي، في بيان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إنه «علّق حالياً الأنشطة العسكرية في العراق، للتركيز على حماية القواعد العراقية التي تستضيف أفراد التحالف»، موضحاً أن «الأنشطة التي تم تعليقها تشمل التدريب مع الشركاء ودعم عملياتهم ضد داعش».
وأضاف أنه «على الرغم من تعليق الأنشطة العسكرية في الوقت الحالي، فإن الأنشطة الأخرى تستمر بشكل طبيعي، بما فيها مكافحة دعاية داعش الضارة، وتحقيق الاستقرار وتعطيل التمويل».
ويأتي قرار تعليق العمليات العسكرية غداة قيام إيران بقصف قاعدتين عسكريتين تستضيفان قوات أميركية في العراق، رداً على مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في ضربة جوية بطائرة مسيرة أميركية في العراق، يوم الجمعة الماضي.
وأشار البيان إلى تصويت البرلمان العراقي لمصلحة قرار يطالب الحكومة بإنهاء وجود أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية. وقال التحالف إنه ينتظر «مزيداً من التوضيح بشأن الطبيعة القانونية، وتأثير القرار في القوات الأجنبية التي لم يعد مسموحاً لها بالبقاء في العراق».
وختم بالقول: «نعتقد أن من المصالح المشتركة لجميع شركاء التحالف (من بينهم العراق)، أن نواصل القتال ضد داعش».
ويأتي التعليق غداة إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن إيران «تتراجع في ما يبدو، وهذا أمر جيد لجميع الأطراف المعنية».
وشدد ترامب على أن الوقت حان لأن تستبدل القوى العالمية الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015، باتفاق جديد يتيح لإيران «الازدهار».
ووجه الحرس الثوري الإيراني تهديدات جديدة لواشنطن محذراً من «انتقام أشد قريباً» بعد الضربات الصاروخية.
ووفقاً لوسائل إعلام إيرانية، قال القائد الجديد لفيلق القدس الذي يشرف على العمليات العسكرية الخارجية، الجنرال إسماعيل قاآني إنه سيواصل السير على النهج الذي حدده سلفه سليماني، وقال قاآني: «سنواصل على هذا الطريق بقوة».
وفي طهران، حذر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الولايات المتحدة، أمس، من المخاطرة بمواجهة «رد خطير» إذا ما حاول البيت الأبيض التدخل مرة أخرى في المنطقة.
ونقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية عن روحاني، قوله أثناء مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إنه «إذا قامت الولايات المتحدة بعملية أخرى، ستتلقى رداً خطيراً للغاية».
من جهته، دعا رئيس الوزراء البريطاني الرئيس الإيراني إلى إنهاء المواجهة بين طهران وواشنطن، وأكد على التزام لندن بالاتفاق النووي، بحسب ما ذكرت الحكومة البريطانية.
ودعا جونسون إلى «إنهاء الأعمال العدائية»، وأكد على التزام بريطانيا بالاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، الذي وصفه بأنه «أفضل ترتيب متوافر حالياً لتحقيق هدفنا بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي». وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، قالت الولايات المتحدة، إن قتل قاسم سليماني كان دفاعاً عن النفس، وتوعدت باتخاذ إجراء جديد «إذا اقتضت الضرورة» في الشرق الأوسط لحماية جنودها ومصالحها.
وكتبت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، كيلي كرافت، في الرسالة التي وجهتها للأمم المتحدة، أن واشنطن «مستعدة للدخول دون شروط مسبقة في مفاوضات جادة مع إيران، لمنع تعريض السلام والأمن الدوليين لمزيد من الخطر أو للحيلولة دون حدوث تصعيد من جانب النظام الإيراني». وكتبت كرافت في الرسالة أن قتل سليماني في بغداد، كان مبرراً بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، مضيفة: «الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية في المنطقة، إذا اقتضت الضرورة لمواصلة حماية جنودها ومصالحها». وتضمن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة للدول حق الدفاع عن النفس، باستخدام جميع الوسائل المتاحة لها بما فيه العسكرية. وقالت كرافت إن قتل سليماني، والضربات الجوية الأميركية في العراق وسورية، يوم 19 ديسمبر، التي استهدفت ميليشيات مدعومة من إيران، جاءا «رداً على تصعيد هجمات مسلحة شنتها إيران وفصائل تدعمها، في الأشهر الأخيرة، على قوات ومصالح أميركية في الشرق الأوسط».
وفي بغداد، أكد الرئيس العراقي، برهم صالح، على أهمية العمل والتنسيق المشترك لتجنيب العراق والمنطقة الصراعات والحروب، مشدداً على رفض مبدأ الحرب بالوكالة، وأن يكون العراق منطلقاً لأي اعتداء على أي بلد مجاور. وطالب صالح، خلال استقباله وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، بـ«ضرورة توحيد الجهود الرامية بين جميع الأطراف لمعالجة الأزمات الحالية، وضبط النفس والتهدئة من أجل أن تنعم شعوب المنطقة بالاستقرار والأمن والرفاهية»، حسب بيان لرئاسة الجمهورية.
من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي دعم «تركيا لسيادة واستقرار العراق، وضرورة تخفيف التوتر المتصاعد، والركون إلى الحوار البنّاء للتعامل مع الأوضاع الحسّاسة التي تمر بها المنطقة حالياً».
- واشنطن في رسالة للأمم المتحدة: قتل سليماني «دفاع عن النفس».
- برهم صالح: نرفض أن يكون العراق منطلقاً للاعتداء على دول الجوار.
- «التحالف»: من المصالح المشتركة لجميع الشركاء (من بينهم العراق)، أن نواصل القتال ضد «داعش».