واشنطن: أعدنا الردع ضد إيران.. وسنستمر في عــزل النظام سياسياً واقتصادياً
قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن واشنطن استعادت الردع ضد إيران بمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وإنها ستستمر في عزل النظام الإيراني سياسياً واقتصادياً حتى يتصرف كدولة طبيعية، فيما قالت الشرطة الإيرانية، أمس، إن أفرادها لم يطلقوا النار على المحتجين بعد اعتراف طهران بإسقاط طائرة ركاب، ونشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر إطلاق نار وبركاً من الدماء.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مورجان أورتاغوس، في إفادة صحافية، أنه إذا قرر النظام الإيراني قتل أو قمع المتظاهرين كما فعل في السابق فسنكشفه أمام العالم.
وأضافت أورتاغوس: «نريد أن تنضم إلينا جميع الدول في حث إيران على التصرف كدولة سويّة».
وفي ما يتعلق بالتظاهرات، علقت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية قائلة: «نعلم أن المحتجين في إيران يقاتلون من أجل الحق في اختيار مستقبلهم، لذا فنحن نقف معهم».
في المقابل، قالت الشرطة الإيرانية إن أفرادها لم يطلقوا النار على المحتجين، الذين خرجوا في موجة غضب عام في إيران على مدى أيام مع نفي السلطات المتكرر بأنها مسؤولة عن تحطم الطائرة الأوكرانية، وتحولت إلى احتجاجات السبت الماضي بعد اعتراف الجيش باسقاط الطائرة الأوكرانية. وخرج المحتجون مرة أخرى، أول من أمس الأحد.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، الليلة قبل الماضية، إطلاق أعيرة نارية في محيط الاحتجاجات في ميدان أزادي بطهران وبركاً من الدماء على الأرض، وصوراً لمصابين يحملهم آخرون وأشخاص يعتقد أنهم أفراد أمن يركضون وبحوزتهم بنادق.
وأظهرت منشورات أخرى الشرطة في زي مكافحة الشغب تضرب المحتجين بالعصي في الشارع في حين يصيح الناس على مقربة قائلين «لا تضربوهم».
وأظهرت لقطات بعض المحتجين وهم يرددون «الموت للديكتاتور»، موجهين غضبهم للمرشد الإيراني علي خامنئي.
ورددت مجموعة أخرى أمام جامعة في طهران هتافات تقول «يكذبون ويقولون إن عدونا أميركا، عدونا هنا».
وقال قائد شرطة طهران، حسين رحيمي، في بيان نشرته هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية على موقعها «الشرطة لم تطلق النار على الإطلاق خلال الاحتجاجات، لأن ضباط شرطة العاصمة تلقوا أوامر بضبط النفس».
وقال ترامب على «تويتر»، الليلة قبل الماضية، إن مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين «أشار (أول من أمس) إلى أن العقوبات والاحتجاجات جعلت إيران تختنق، ما سيجبرها على التفاوض».
وأضاف ترامب «حقيقة لا يهمني إذا تفاوضوا. الأمر يعود إليهم تماماً، ولكن لا أسلحة نووية، ولا تقتلوا المحتجين عليكم»، مكرراً تغريداته السابقة التي دعا فيها السلطات الإيرانية لعدم إطلاق النار.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، رفض أمس، تغريدات ترامب، وقال إن ترامب، الذي طالب السلطات الإيرانية في تغريدات بالفارسية والإنجليزية بعدم قتل المحتجين، وأثنى على «الشعب الإيراني العظيم»، يذرف «دموع التماسيح» عندما يعبر عن قلقه على الإيرانيين. وأضاف أن السفير البريطاني في طهران روب ماكير تصرف بطريقة «غير مهنية وغير مقبولة بالمرة»، وذلك بعد احتجازه لفترة وجيزة قرب احتجاج. وقال السفير إن السلطات احتجزته بعدما حضر وقفة احتجاجية وانصرف بعدما أخذت منحى سياسياً.
ونفت طهران، أمس، أي محاولة «للتكتم على قضية» إسقاط الطائرة الأوكرانية عن طريق الخطأ الأربعاء الماضي قرب العاصمة الإيرانية.
وقال علي ربيعي، في مؤتمر صحافي «في هذه الأيام الحزينة، وجهت انتقادات إلى مسؤولي البلاد وسلطاتها. واتهم بعض المسؤولين بالكذب وبمحاولة التكتم على القضية، فيما في الواقع، وبصراحة، لم يحصل ذلك».
وأضاف ربيعي «الحقيقة هي أننا لم نكذب. الكذب يعني تشويه الحقيقة عن قصد وعن علم. الكذب يعني التكتم على معلومات. الكذب يعني إدراك أمر ما وعدم قوله أو تشويه حقيقته». وأكد أن «ما قلناه الخميس كان مبنياً على معلومات قدمت للحكومة كاملةً، ولم تذكر وجود أي رابط بين الحادثة وإطلاق الصواريخ».
وأقرت السلطات الإيرانية السبت بمسؤوليتها عن كارثة الطائرة التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية التي أسقطت فجر الثامن من يناير بعيد إقلاعها من مطار طهران.
في السياق نفسه، وعد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، عائلات ضحايا تحطم الطائرة الأوكرانية في إيران بالعمل «بلا توقف حتى إحقاق العدالة»، وذلك خلال حفل تأبين في إدمونتون في غرب كندا، أول من أمس.
وفي كلمة أمام نحو 1700 شخص تجمعوا في القاعة الرياضية في جامعة إدمونتون، قال ترودو لعائلات الضحايا «ربما تشعرون بأنكم بمفردكم، لكنكم لستم كذلك». وأضاف أن «البلاد بأكملها إلى جانبكم، هذا المساء وغداً، ولسنوات مقبلة».
وكان أكثر من نصف ضحايا تحطم الطائرة الكنديين يعيشون في مقاطعة ألبيرتا، بينهم 13 من مدينة إدمونتون وحدها، وفق الإعلام الكندي.
وأكد ترودو من جديد «سنواصل العمل مع شركائنا للقيام بتحقيق شفاف وكامل»، وأضاف «لن نتوقف حتى نحصل» على أجوبة.
طلبة إيرانيون يتجنبون السير على عَلمي أميركا وإسرائيل
أظهرت صور نشرها نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي مجموعة من الطلبة الإيرانيين يرفضون السَّير على رسم لعَلمي أميركا وإسرائيل في حرم جامعة بهشتي شمال طهران.
جاء ذلك خلال تظاهرات نظّمها الطلبة احتجاجاً على إسقاط الطائرة الأوكرانية التي راح ضحيتها العشرات من المواطنين الإيرانيين والأجانب.
ورسْم عَلمي الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل على الأرض لكي يكونا تحت الأقدام منتشرٌ بإيران في إطار الدعاية التي يطلقها النظام لإظهار العداء ضد البلدين. طهران ■وكالات
- أظهرت لقطاتٌ بعض المحتجين وهم يرددون «الموت للديكتاتور» موجهين غضبهم لخامنئي.
- واشنطن تريد أن تنضم إليها جميع الدول في حث إيران على التصرف كدولة سويّة.