السيستاني يدعو إلى تشكيل حكومة جديدة ويحذّر من المماطلة في الإصلاحات
أكدت المرجعية الشيعية العليا في العراق بزعامة علي السيستاني أمس، احترام سيادة العراق وقراره السياسي ووحدة أراضيه، وحثت على تشكيل حكومة جديدة بأسرع ما يمكن مطالبة السلطات باحترام حق المحتجين في التعبير عن أنفسهم.
في الأثناء، شارك الآلاف من مؤيدي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في تظاهرة للمطالبة بطرد القوات الأميركية من العراق، في حين سقط ستة قتلى برصاص قوات الأمن.
وتفصيلاً، قال معتمد المرجعية أحمد الصافي، خلال خطبة صلاة الجمعة أمام آلاف من المصلين في وسط كربلاء «إنّ المرجعية الدينية تؤكد موقفها المبدئي من ضرورة احترام سيادة العراق واستقلال قراره السياسي ووحدته أرضاً وشعباً، ورفضها القاطع لما يمسّ هذه الثوابت الوطنية من أي طرف كان وتحت أي ذريعة، وللمواطنين كامل الحرية في التعبير ـ بالطرق السلمية ـ عن توجهاتهم بهذا الشأن والمطالبة بما يجدونه ضرورياً لصيانة السيادة الوطنية بعيداً عن الإملاءات الخارجية».
وأضاف «تؤكد المرجعية الدينية أيضاً ضرورة تنفيذ الإصلاحات الحقيقية التي طالما طالب بها الشعب وقدّم في سبيل تحقيقها الكثير من التضحيات، وترى أن المماطلة والتسويف في هذا الأمر لن يؤدي إلاّ إلى مزيد من معاناة المواطنين وإطالة أمد عدم الاستقرار الأمني والسياسي في البلد».
وأكد «أنّ تشكيل الحكومة الجديدة قد تأخر طويلاً عن المدة المحددة له دستورياً، فمن الضروري أن يتعاون مختلف الأطراف المعنية لإنهاء هذا الملف وفق الأسس التي أشير إليها من قبل، وهذه خطوة مهمة في طريق حلّ الأزمة الراهنة».
وأكد الصافي أن «المرجعية الدينية تدعو مرة أخرى جميع الفرقاء العراقيين إلى أن يعوا حجم المخاطر التي تحيط بوطنهم في هذه المرحلة العصيبة، وأن يجمعوا أمرهم على موقف موحد من القضايا الرئيسة والتحديات المصيرية التي يواجهها، مراعين في ذلك المصلحة العليا للشعب العراقي حاضراً ومستقبلاً».
من جهة أخرى، شارك الآلاف من مؤيدي مقتدى الصدر أمس، في تظاهرة للمطالبة بطرد القوات الأميركية من العراق.
وفي ساعات الصباح الأولى أمس، تجمع الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من كل الأعمار في حي الجادرية بشرق بغداد، رغم الطقس البارد.
وأطلق بعضهم هتافات «اخرج اخرج يا محتل» و«نعم نعم للسيادة».
وتلا ممثل عن الصدر على منبر نصب في موقع التظاهرة، بياناً من زعيم التيار الصدري، دعا فيه جميع القوات الأجنبية إلى مغادرة العراق وإلغاء الاتفاقيات الأمنية العراقية مع الولايات المتحدة وإغلاق المجال الجوي العراقي أمام الطائرات العسكرية والمسيّرة الأميركية، وألا يتعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ«فوقية واستعلاء» عند مخاطبته المسؤولين العراقيين.
وأضاف البيان «إذا لم يتم تنفيذ ما ورد أعلاه، فسيكون تعاملنا على أساس أنها دولة معادية للعراق».
وسعى المتظاهرون المطلبيون إلى استعادة الزخم وتشديد الضغط على السلطات، وبدأوا منذ مطلع الأسبوع بقطع الطرقات في العاصمة ومدن جنوبية.
على صلة، أعلنت مصادر طبية عراقية، مساء أمس، عن ارتفاع حصيلة الضحايا في بغداد إلى ستة قتلى منهم اثنان سقطا في وسط بغداد، و54 جريحاً.
وكان قد أعلن في وقت سابق عن مقتل متظاهرين اثنين، إثر اشتباكات بين محتجين وقوات الأمن العراقية، وسط العاصمة بغداد.
ونقلت «رويترز» عن مصادر أمنية، أن قوات الأمن استخدمت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لتفريق احتجاج على طريق محمد القاسم السريع في العاصمة.
وكان مصدر أمني أفاد لموقع السومرية، بعودة المصادمات على طريق محمد القاسم في بغداد، فيما أشار إلى أنه تم تسجيل ثماني حالات اختناق جراء قنابل الغاز.
وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 470 شخصاً أغلبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى مسعفين ومصادر أمنية ومفوضية حقوق الإنسان العراقية.
وتحدث الشارع عن سيناريوهات عدة. وأعرب كثيرون عن قلقهم من أن ينجر المتظاهرون إلى السفارة الأميركية، وتكرار المسلسل نفسه الذي حصل الشهر الماضي وأطلق شرارة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وجعل من العراق ساحة لتصفية الحسابات.
برهم صالح: العراقيون مصرون على دولة ذات سيادة كاملة
صرح الرئيس العراقي برهم صالح، أمس، بأن العراقيين مصرّون على دولة ذات سيادة كاملة غير منتهكة.
وقال صالح في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «العراقيون مصرّون على دولة ذات سيادة كاملة غير منتهكة، خادمة لشعبها ومعبرة عن إرادتهم الوطنية المستقلة بعيداً عن التدخلات والإملاءات من الخارج، دولة ضامنة لأمنهم وحقوقهم في الحياة الحرة الكريمة، دولة في أمن وسلام مع جيرانها».
وتشهد البلاد تظاهرات شعبية هي الأولى تطالب بإجراء إصلاحات في العملية السياسية متواصلة منذ أربعة اشهر في بغداد وتسع محافظات شيعية، والثانية خرجت أمس لساعات عدة تطالب بإخراج القوات الأميركية والأجنبية من العراق على خلفية مقتل نائب رئيس الحشد الشعبي أبومهدي المهندس وقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، بضربة جوية أميركية على طريق مطار بغداد الدولي في مطلع الشهر الجاري. بغداد ■ د.ب.أ
آلاف من مقاتلي «داعش» ناشطون في سورية والعراق
حذّر المبعوث الأميركي الخاص بتحالف مكافحة تنظيم «داعش» جيمس جيفري، من استعادة التنظيم الإرهابي قدراته في سورية والعراق.
وذكر جيفري، أول من أمس، بمقر الخارجية الأميركية أنه يوجد في الدولتين ما بين 14 و18 ألف مقاتل مستعدون للقتال.
وأضاف جيفري أن شمال شرق سورية يعتبر في الواقع تحت السيطرة إلا أن المتشددين ينشطون جنوبي نهر الفرات، حيث ينبغي أن تكون الحكومة السورية مسيطرة على المنطقة.
وأوضح جيفري أن هناك دلائل على أن مقاتلي التنظيم يعيدون تشكيل أنفسهم في العراق أيضاً، خصوصاً محافظتي ديالا وكركوك، مضيفاً: «نحن قلقون بشأن عدد هؤلاء المقاتلين وكيفية تنسيق مواقفهم في ما بينهم».
وقال جيفري إن عمليات تحالف مكافحة التنظيم الذي تقوده الولايات المتحدة توقفت إلى حد كبير في الوقت الراهن في العراق، حيث تنصب الجهود على حماية الجنود العاملين هناك.
وأشار إلى أن القوات العراقية لاتزال تقوم بعمليات في المنطقة، حيث قامت بست عمليات مهمة خلال 24 ساعة، متابعاً «بطبيعة الحال هناك حوار بين رجالنا في التحالف وبين القوات العراقية ونتبادل المعلومات على مستويات مختلفة».
وكان الجنرال الأميركي أليكساس جرنكويتش نائب مدير عملية «العزم الصلب» صرح الأربعاء في واشنطن بأن التحالف عاود استخدام طائرات الاستطلاع والطائرات المقاتلة في العراق، إلا أنه أوضح أن عمليات تدريب القوات العراقية توقفت.
وكان تحالف مكافحة «داعش» أوقف منذ بداية الشهر الجاري عمليات دعم القتال ضد التنظيم، بسبب الوضع الأمني المتوتر في المنطقة. واشنطن ■د.ب.أ
- المرجعية دعت الفرقاء العراقيين إلى أن يعوا حجم المخاطر في هذه المرحلة، وأن يجمعوا أمرهم على موقف موحد من القضايا الرئيسة والتحديات المصيرية.