ما نعرفه عن صفقة القرن.. قضايا رئيسة وتفاصيل

بعد مرور أكثر من عامين على اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأول مرة خطة لاستئناف عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة منذ فترة طويلة، تخرج تفاصيل الخطة للنور.

لكن هناك عدم ثقة عميقة بين الجانبين ولم يعد هناك قبول متبادل بأن الولايات المتحدة هي الوسيط الطبيعي لأي حل.

* ما هي القضايا الرئيسة؟:

- وضع القدس التي تضم أماكن مقدسة لدى اليهود والمسلمين والمسيحيين.

- رسم حدود متفق عليها بين الجانبين.

- التوصل لترتيبات أمنية لتهدئة مخاوف إسرائيل من تعرضها لهجمات من الفلسطينيين وجيران معادين لها.

- المطلب الفلسطيني بإقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وهي أراض استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967.

- إيجاد حل لمحنة ملايين اللاجئين الفلسطينيين.

- ترتيبات لتقاسم الموارد الطبيعية الشحيحة، مثل المياه.

- المطالب الفلسطينية بإزالة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية. ويعيش الآن أكثر من 400 ألف إسرائيلي بين نحو ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، إلى جانب 200 ألف مستوطن آخر في القدس الشرقية.

* لماذا إحياء الخطة الآن؟:

يريد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرف الأنظار عن مشاكلهما الداخلية. فترامب يواجه محاكمة في مجلس الشيوخ في إطار مساءلته بينما وجهت لنتنياهو تهم فساد في نوفمبر. وينفي الرجلان ارتكاب أي مخالفات.

وكلاهما مقبل على انتخابات: نتنياهو في مارس وترامب في نوفمبر. وفشل نتنياهو مرتين في الحصول على أغلبية في الكنيست الإسرائيلي بعد جولتي انتخابات العام الماضي.

أرجأ ترامب مرارا طرح خطته لتجنب إثارة أي مشاكل انتخابية لنتنياهو إذ أنها قد تتطلب بعض التنازلات من إسرائيل.

كما يواجه هو نفسه أزمة سياسية وقد لا يستطيع الانتظار لشهور حتى تقرر إسرائيل من هو رئيس وزرائها المقبل وفقا لما قاله مصدر مطلع على فكر فريق خطة السلام.

* ماذا نعرف عن الخطة؟:

يقع الاقتراح في عشرات الصفحات لكن لم يتم الكشف عن الكثير من محتوياته.

وتخشى مصادر فلسطينية وعربية جرى اطلاعها على مسودة الخطة أنها تسعى إلى رشوة الفلسطينيين لقبول الاحتلال الإسرائيلي، تمهيدا لأن تضم إسرائيل نحو نصف الضفة الغربية بما في ذلك معظم غور الأردن القطاع الاستراتيجي الشرقي الخصيب في الضفة الغربية.

ويقول الفلسطينيون إن غور الأردن، أي ما يقرب من 30 في المئة من الضفة الغربية، سيكون جزءا حيويا من دولتهم في المستقبل بوصفه يمثل سلة الخبز للضفة الغربية وحدودها مع الأردن.

ودشن غاريد كوشنر، صهر ترامب والمهندس الرئيس للخطة المرحلة الأولى من مقترح السلام في مؤتمر اقتصادي في البحرين في يونيو الماضي.

ودعا هذا الشق إلى إنشاء صندوق استثماري بقيمة 50 مليار دولار لدعم الاقتصاد الفلسطيني واقتصادات دول الجوار العربية.

* ما هي فرص الخطة؟:

انهارت آخر محادثات سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في عام 2014.

وتشمل العقبات توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة وانعدام الثقة بين الجانبين على مدى عقود.

وشهد العقدان الأخيران أيضا صعود حركة (حماس) إلى السلطة في قطاع غزة. ويدعو ميثاق تأسيس حركة حماس إلى تدمير إسرائيل وهي في خضم صراع مستمر منذ عقود على السلطة مع السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب برئاسة الرئيس محمود عباس.

والمعضلة الكبرى هي حل الدولتين، وهي الصيغة الدولية المطروحة منذ فترة طويلة لإحلال السلام من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل.

وتؤيد الأمم المتحدة ومعظم دول العالم حل الدولتين، الذي بات ركنا أساسيا في أي خطة سلام منذ عقود.

لكن إدارة ترامب رفضت دعم حل الدولتين. وفي نوفمبر، خالفت سياسة أميركية مطبقة منذ عقود عندما أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر مستوطنات إسرائيل على أراضي الضفة الغربية مخالفة للقانون الدولي.

وينظر الفلسطينيون ومعظم المجتمع الدولي إلى المستوطنات على أنها غير قانونية بموجب القانون الدولي. وترفض إسرائيل ذلك.

* هل يمكن للولايات المتحدة أن تكون وسيطا نزيها؟:

قبل نتنياهو «بكل سرور» دعوة ترامب لزيارة واشنطن وقال عشية الكشف عن الخطة «صفقة القرن هي فرصة القرن ولن ندعها تفلت منا».

وزار منافسه الرئيس على مسرح السياسة في إسرائيل الجنرال السابق بيني غانتس الذي ينتمي لتيار الوسط واشنطن أيضا لبحث الخطة مع ترامب ووصفها بأنها «مهمة وعلامة تاريخية».

ويسعى الاثنان لتحقيق أقصى استفادة سياسية ممكنة قبل الانتخابات التي تجري في الثاني من مارس ويسعى فيها غانتس للإطاحة بنتنياهو من رئاسة الحكومة.

لكن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية قال إن الخطة الأميركية «ما هي إلا خطة لتصفية القضية الفلسطينية ونحن نرفضها».

وقالت القيادة الفلسطينية إنه لم يعد من الممكن اعتبار واشنطن وسيطا في أي محادثات سلام مع إسرائيل بعد سلسلة من القرارات أصدرها ترامب أسعدت إسرائيل وأغضبت الفلسطينيين.

ويتضمن ذلك قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس والتوقف عن تقديم مساعدات إنسانية بمئات الدولارات للفلسطينيين.

وينظر إلى هذه التخفيضات في المساعدات على نطاق واسع على أنها وسيلة للضغط على القيادة الفلسطينية للعودة إلى طاولة المفاوضات. لكن ذلك فشل حتى الآن.

 

تويتر