السيستاني يطالب بحكومة عراقية جديرة بثقة الشعب
وبّخت المرجعية الشيعية في العراق بزعامة علي السيستاني، قوات الأمن العراقية، أمس، لتقاعسها عن حماية محتجين قتلوا في اشتباكات مع جماعات مناوئة بمدينة النجف، وحث السياسيين على اختيار حكومة جديدة تحظى بثقة الشعب وتعمل على تهدئة الأوضاع.
وتفصيلاً، ندد السيستاني على لسان ممثله أحمد الصافي بخطبة الجمعة في كربلاء بالعنف في النجف، وحمّل قوات الأمن المسؤولية.
وقال السيستاني إنه يجب على قوات الأمن «أن تتحمل مسؤولية حفظ الأمن والاستقرار، وحماية ساحات الاحتجاج والمتظاهرين السلميين، وكشف المعتدين والمندسين، والمحافظة على مصالح المواطنين من اعتداءات المخربين».
وقال إن أي حكومة عراقية جديدة يجب أن تحظى بثقة الشعب ومساندته.
وأضاف «الحكومة الجديدة التي تحل محل الحكومة المستقيلة يجب أن تكون جديرة بثقة الشعب، وقادرة على تهدئة الأوضاع واستعادة هيبة الدولة، والقيام بالخطوات الضرورية لإجراء انتخابات مبكرة في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال أو السلاح».
وقال أحمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة أمام الآلاف من المصلين وسط مدينة كربلاء: «على الحكومة الجديدة القيام بإجراء انتخابات مبكرة في أجواء مطمئنة دون تدخل خارجي».
وأضاف أحمد الصافي «إنه على الرغم من النداءات المتكررة التي أطلقتها المرجعية الدينية حول ضرورة نبذ العنف والالتزام بسلمية التظاهرات، وتنقية الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح من الأعمال التي تضر بمصالح الناس وتفقده تضامن المواطنين وتعاطفهم، إلا أن ذلك لم يحل دون وقوع حوادث مؤسفة ومؤلمة خلال الأيام الماضية سفكت فيها دماء غالية بغير وجه حق، وكان آخرها ما وقع في مدينة النجف مساء الأربعاء الماضي».
وأضاف «في الوقت الذي تدين فيه المرجعية الدينية كل الاعتداءات والتجاوزات التي حصلت من أي جهة كانت، فإنها تؤكد على ما سبق أن أشارت إليه في مناسبة أخرى من أنه لا غنى عن القوى الأمنية الرسمية لتفادي الوقوع في مهاوي الفوضى والإخلال بالنظام العام، فهي التي يجب أن تتحمل مسؤولية حفظ الأمن والاستقرار، وحماية ساحات الاحتجاج والمتظاهرين السلميين».
ودعا إلى «كشف المعتدين والمندسين، والمحافظة على مصالح المواطنين من اعتداءات المخربين، ولا مبرر لتنصّلها عن القيام بواجباتها في هذا الإطار».
وأدى العنف بمدينة النجف، حيث مقر السيستاني، إلى مقتل ثمانية متظاهرين على الأقل عندما اقتحم أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مخيماً لمحتجين مناهضين للحكومة.
وكشفت الواقعة عن توتر جديد بالعراق، حيث قتل زهاء 500 شخص في الاحتجاجات المستمرة منذ أشهر.
وشهدت الأحداث الأخيرة وقوف محتجين شبان مناهضين للحكومة في وجه العديد من أنصار الصدر المعروفين باسم أصحاب القبعات الزرق.
وكان الرئيس العراقي، برهم صالح، قد كلف في أول فبراير الجاري محمد توفيق علاوي، وزير الاتصالات السابق، بتشكيل حكومة جديدة، غير أن المتظاهرين يرفضون ذلك، ويريدون تكليف سياسي مستقل لم يتولَّ منصباً وزارياً من قبل.
- «المرجعية»: على قوات الأمن حماية ساحات الاحتجاج والمتظاهرين السلميين.