مذبحة «سفاح تايلاند».. تفاصيل مرعبة في «فيس بوك» وكاميرات المراقبة

صورة

بالرغم من بشاعة جريمته المروعة، تحلى الجندي التايلاندي الذي ارتكب السبت مذبحة في مدينة كورات شمال شرق تايلاند، بقدر كبير من برودة الأعصاب، سمح له بأن يظهر بسلاحه الرشاش متماسكاً تماماً داخل المركز التجاري الذي احتمى به أثناء العملية.

فإلى جانب بث جزء من هجومه الدامي عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ونشر صورته مع سلاحه، أظهرت كاميرات المراقبة الجندي جاكابانت توما يتمشى في أروقة المركز التجاري بالمدينة، حاملاً الرشاش الذي نفذ به جريمته.

كما نشر الجندي صوراً له على «فيس بوك»، وكتب منشورات عدة على صفحته، بينها «هل يجب عليّ أن أستسلم؟»، و«لا أحد بإمكانه الفرار من الموت».

وأظهر فيديو بُث على «فيس بوك» وحُذف لاحقاً، الجندي يقول وقد ارتدى خوذة للجيش داخل سيارة جيب مكشوفة: «أنا متعب (...) لا أستطيع أن أرفع إصبعي»، ثم يحرك إصبعه وكأنه يضغط على الزناد.

وفي أحدث حصيلة للضحايا، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع التايلاندية لـ«رويترز»، إن الجندي قتل 20 شخصاً على الأقل ليرتفع العدد لاحقا إلى 27 قتيلا بمن فيهم المهاجم.

ولم يكشف المتحدث كونغشيب تانتراوانيت عن عدد المصابين، مضيفاً أنه لم يتضح بعد ما إذا كان الجندي قد احتجز رهائن داخل المركز التجاري.

وأظهر بث حي لشبكة «أمارين» التلفزيونية المحلية، فرار عشرات الأشخاص من المركز التجاري الذي احتمى به الجندي القاتل.

وخرج الناس في مجموعات، وكان بعضهم يحمل أطفالاً، في حين ساعد آخرون كبار السن على الخروج من المكان.

ولم تعرف الأسباب التي دفعت الجندي إلى قتل قائده وعسكريين معه قبل أن ينتقل إلى المركز التجاري لقتل وجرح كل من صادفه.

وبينما لم تتضح دوافع الجندي هل هي شخصية أو مرتبطة بتنظيم إرهابي أو أسباب أخرى، بدأت وسائل الإعلام المحلية بعد وقت قصير من الهجوم، بسرد تفاصيل الواقعة المأساوية التي هزت تايلاند.

وذكرت صحيفة بانكوك بوست أن «المذبحة بدأت عندما قام المهاجم بسرقة أسلحة وذخيرة، وقتل بالرصاص قائده واثنين آخرين في معسكر سوراثامثاك التابع للجيش، قبل أن يفر هارباً في سيارة هامفي عسكرية».

وعلى طول الطريق المؤدية إلى مركز التسوق «تيرمينال 21» في منطقة موانغ، أطلق الجندي النار على مدنيين.

وقال المتحدث باسم الشرطة كريسانا باتاناكرون: «استخدم المسلح مدفعاً رشاشاً، وأطلق النار على ضحايا أبرياء، ما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى».

وعرضت وسائل الإعلام المحلية شريط فيديو للجندي وهو يخرج من السيارة أمام المركز التجاري في نحو السادسة مساء بالتوقيت المحلي، ويطلق عدداً من الطلقات، فسارع الأشخاص لمحاولة الاحتماء من الرصاص.

ثم أطلق المهاجم النار على أسطوانة غاز الطهي، ما أدى إلى انفجار وحريق. وأظهرت مقاطع الفيديو أشخاصاً وهم يفرون ويهرعون خلف السيارات. وتحدثت تقارير، غير مؤكدة، عن أن الجندي بحوزته قنابل يدوية.

وأرسلت السلطات قوات خاصة إلى المركز التجاري، حيث قيل إن المهاجم يحتجز 16 رهينة في الطابق الرابع.

وشوهدت قوات الكوماندوز التابعة لشرطة مكافحة الجريمة في الموقع أيضاً، وحاولت الشرطة نقل والدة الجندي إلى موقع الحادث، على أمل أن تتمكن من إقناعه بالاستسلام.
 
وقال شهود من «رويترز» إنهم سمعوا زخات أعيرة نارية من بنادق آلية في الساعات الأولى من صباح الأحد بالتوقيت المحلي في المركز التجاري، حيث تحصن الجندي بداخله.

وطلب الجيش من وسائل الإعلام التوقف عن التغطية الحية لتجنب إعطاء معلومات للمشتبه فيه حول ما يحدث.

وبعد ليلة طويلة شهدت تبادل إطلاق نار وهرب حشود من المركز التجاري الذي شهد المجزرة، قتلت القوات الخاصة المهاجم عند الفجر، ووضعت حدا لـ17 ساعة حبست خلالها البلاد أنفاسها.

وأعلن رئيس الوزراء التايلاندي برايوت شان-أو-شا أن المجزرة التي ارتكبها الجندي أسفرت عن سقوط 27 قتيلا بمن فيهم المهاجم، موضحا أن دوافع مطلق النار «شخصية» وأن الحدث «غير مسبوق» في البلاد.

 

 

تويتر