سورية وتركيا تتبادلان إسقاط الطائرات في إدلب
أسقط الجيش السوري، أمس، ثلاث طائرات تركية مسيرة، فيما أسقط الجيش التركي مقاتلتين سوريتين، في إدلب، وبحثت موسكو وأنقرة التحضير لاجتماع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، بشأن الأزمة السورية.
وتفصيلاً، ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن «وحدات الجيش السوري أسقطت طائرة تركية مسيرة خلال عملياتها ضد التنظيمات الإرهابية على محور سراقب بريف إدلب الجنوبي الشرقي»، ونشرت الوكالة شريط فيديو يظهر طائرة محترقة أثناء سقوطها، وذكرت لاحقاً أن الجيش السوري أسقط طائرتين مسيرتين أخريين.
في سياق متصل، ذكرت «سانا» أن النظام التركي استهدف طائرتين سوريتين في منطقة إدلب، وهبط الطيارون بالمظلات وهم بخير.
من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، أن تركيا أسقطت طائرتين حربيتين من نوع «سوخوي 24» تابعتين للقوات السورية، وذلك بعد استهدافهما بصواريخ يرجح أنها «جو – جو»، تمت من قبل طائرات تركية F-16 التي تحلق بكثافة على الحدود السورية مع «لواء إسكندرون»، وأوضح المرصد أن الطائرتين سقطتا ضمن مناطق نفوذ الحكومة السورية في ريف معرة النعمان وجبل الزاوية.
وأعلنت القيادة العامة للجيش السوري إغلاق المجال الجوي لرحلات الطائرات، ولأي طائرات مسيرة فوق المنطقة الشمالية الغربية من سورية، خصوصاً فوق محافظة إدلب، مؤكدة أنه سيتم التعامل مع أي طيران يخترق المجال الجوي السوري على أنه طيران معاد يجب إسقاطه ومنعه من تحقيق أهدافه العدوانية.
وأكد الجيش السوري «مواصلته عملياته العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية المدعومة بإسناد ناري من قبل قوات النظام التركي، على محور كفرعويد بريف إدلب الجنوبي، ومحور سراقب بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وخاض اشتباكات عنيفة مع إرهابيي ما تسمى (جبهة النصرة) المدعومة بإسناد ناري من تركيا، في اتجاه كنصفرة وقسطون في أقصى ريف إدلب الجنوبي».
وعلى محور سراقب بريف إدلب الجنوبي الشرقي، واصلت وحدات من الجيش السوري ضرباتها المركزة على نقاط ارتكاز التنظيمات الإرهابية وخطوط إمدادها وتحركاتها على المحور الغربي برمايات صاروخية ومدفعية، وأوضح الجيش أنه حرر خلال اليومين الماضيين قرى الحواش والحويجة وطنجرة والعنكاوي والعمقية وشيرمغار والعريمة وجبل شحشبو الاستراتيجي في منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين فيها.
وتشن قوات الجيش السوري، بدعم روسي منذ بداية ديسمبر الماضي، هجوماً واسعاً ضد مناطق تسيطر عليها فصائل مسلحة مدعومة من أنقرة، وتنتشر فيها قوات تركية في محافظة إدلب وجوارها، وتمكنت القوات السورية من إحراز تقدم كبير على الأرض خلال الأسابيع الماضية.
وأرسلت أنقرة تعزيزات عسكرية ضخمة إلى إدلب، لتُضاف إلى 12 نقطة مراقبة تقيمها في المنطقة بموجب اتفاق مع موسكو يعود إلى عام 2018، وباتت ثلاث من هذه النقاط على الأقل محاصرة من الجيش السوري.
وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أمس، إن «العملية العسكرية التي أطلقتها بلاده، متواصلة بنجاح»، مضيفاً أنه ليس لدى أنقرة نية للدخول في مواجهة مع موسكو الداعمة لدمشق، وأشار إلى أن «تركيا دمرت طائرة مسيرة، وثماني طائرات هليكوبتر، و103 دبابات، و72 مدفع هاوتزر، وراجمات صواريخ، وستة أنظمة دفاع جوي، ضمن معدات عسكرية أخرى منذ 27 فبراير الماضي»، بحسب قوله.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، أمس، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، اتفقا على ضرورة خلق مناخ موات لتحسين علاقات العمل بين بلديهما، وأوضحت أن الوزيرين أعلنا تأييدهما لتبني إجراءات لخلق مناخ موات لتسهيل فاعلية الحوار من أجل تنفيذ اتفاقات لدعم التوصل لتسوية في سورية، وقضايا أخرى على جدول أعمال العلاقات الروسية التركية، كما بحثا في اتصال هاتفي التحضيرات للاجتماع المنتظر بين الرئيس الروسي، ونظيره التركي.
إغلاق المجال الجوي فوق المنطقة الشمالية الغربية من سورية.. ودمشق تهدد بإسقاط أي طيران معادٍ.