الرئيس العراقي يكلف عدنان الزرفي تشكيل حكومة جديدة
كلف الرئيس العراقي برهم صالح، أمس، محافظ النجف السابق عدنان الزرفي، تشكيل حكومة جديدة خلال 30 يوماً في العراق، حيث استهدفت صواريخ مجدداً قاعدة تؤوي قوات أجنبية، في ثالث هجوم مماثل في أقل من أسبوع.
وقال أعضاء في البرلمان العراقي إن الرئيس برهم صالح لم يكلف الزرفي إلا بعد أن فشلت الأحزاب السياسية الشيعية المنافسة الأكبر في اتخاذ قرار بشأن من سيخلف عادل عبدالمهدي، الذي استقال في نوفمبر الماضي خلال اضطرابات حاشدة قتل فيها المئات.
وينظر إلى الزرفي، الذي عاش في الولايات المتحدة كلاجئ في التسعينات بعد فراره من النظام السابق، على أنه شخصية علمانية نسبياً في بلد تهيمن عليه الأحزاب الطائفية منذ فترة طويلة.
ويتعين عليه الآن الحصول على ثقة البرلمان في حكومته الجديدة، وهي مهمة صعبة، بسبب اعتراض الجماعات الرئيسة المدعومة من إيران على تعيينه.
وقال عضو شيعي في البرلمان، طلب عدم نشر اسمه، إن الزرفي سيواجه مقاومة شديدة داخل البرلمان، وسيحتاج إلى معجزة للموافقة على حكومته.
وإذا تمكن الزرفي من الحصول على موافقة البرلمان على حكومته، فسيتولى إدارة البلاد، حتى يتسنى إجراء انتخابات مبكرة.
والزرفي (54 عاماً) هو السياسي الثاني الذي يكلفه الرئيس العراقي تشكيل حكومة منذ إعلان عبدالمهدي استقالته. وجاء تكليف الزرفي بعد اعتذار محمد توفيق علاوي، الذي تم تكليفه في الأول من فبراير، عن تشكيل الحكومة، لكنه سحب ترشيحه للمنصب بعد شهر، متهماً الأحزاب السياسية بعرقلته، وبالتالي لاتزال حكومة عادل عبدالمهدي المستقيل منذ ديسمبر، تقوم بتصريف الأعمال.
وكان الزرفي محافظاً للنجف التي يغلب عليها الشيعة، ويترأس كتلة «النصر» الصغيرة في البرلمان التي ينتمي إليها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.
ويأتي هذا التكليف بعد أن فشلت اللجنة السباعية (المؤلفة من أبرز سبع كتل شيعية في البرلمان العراقي) في التوافق على اسم موحد لتشكيل الحكومة.
وكان رئيس تحالف «سائرون» نبيل الطرفي، أعلن في بيان الإثنين، أن اللجنة لم تتوصل إلى اتفاق على اختيار مرشح لتكليفه تشكيل الحكومة، بدلاً من الحكومة المستقيلة الحالية، داعياً رئيس الجمهورية إلى «ممارسة صلاحياته الدستورية بالتكليف».
من جهة أخرى، سقط صاروخان على قاعدة عسكرية تؤوي قوات أجنبية قرب بغداد، كما أعلن الجيش العراقي، أمس، في ثالث هجوم من نوعه خلال أقل من أسبوع.
واستهدف الصاروخان في وقت متأخر الإثنين معسكر بسماية الواقع على بعد 60 كلم جنوب بغداد، حيث يتمركز جزء من عناصر الوحدة الإسبانية في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن وقوات من حلف شمال الأطلسي.
وتضم القاعدة أيضاً قوات أميركية وبريطانية وكندية وأسترالية، تقوم خصوصاً بتدريب عسكريين عراقيين على إطلاق النار وتشغيل الدبابات.
ومنذ أواخر أكتوبر، استهدف نحو 24 هجوماً مماثلاً قوات أجنبية في العراق، لم يتبنها أي طرف حتى الآن، لكن واشنطن تنسبها لكتائب «حزب الله» الموالية لإيران.
وتؤكد القوات العراقية، التي تستند إلى دعم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في محاربة فلول المتشددين على أراضيها، أنها لم تتمكن أبداً من كشف هوية المهاجمين، رغم إعلانها في كل مرة عن ضبط منصة الصواريخ.
ورحبت كتائب «حزب الله»، الخميس، للمرة الأولى بالضربات الصاروخية التي قتلت عسكريين أميركيين ومجنّدة بريطانية الأربعاء، دون أن تتبنى الهجوم.
وردت واشنطن ليل الخميس بضربات استهدفت قواعد لكتائب «حزب الله»، كما أكدت الولايات المتحدة.
وتزيد هذه الهجمات والهجمات المضادة المخاوف من التصعيد في العراق.
وفي يناير، ردت الولايات المتحدة على مقتل أميركي بهجمات صاروخية أواخر عام 2019، باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس في ضربة أميركية في بغداد، ما دفع إيران إلى استهداف قاعدة تؤوي أميركيين في العراق بصواريخ.
تكليف الزرفي يأتي بعد أن فشلت اللجنة السباعية في التوافق على اسم موحد لتشكيل الحكومة.
لدى الزرفي 30 يوماً لتشكيل الحكومة ونيل ثقة البرلمان وتنظيم انتخابات نيابية مبكرة.
الزرفي محافظ سابق للنجف ويترأس كتلة «النصر» الصغيرة في البرلمان.