المستوطنات الإسرائيلية.. بوابة "كورونا" للتسلل تجاه القرى الفلسطينية
زهير دوله – الضفة الغربية:
جميع القرى والبلدات الفلسطينية في مدينة القدس، ومدن ومحافظات الضفة الغربية، تجثم على أراضيها عشرات المستوطنات والبؤر الاستيطانية، منذ سنوات طويلة، والتي تجاور أراضي المزارعين الفلسطينيين، فيما لا تبعد سوى أمتار قليلة عن منازلهم.
تلك المستوطنات باتت في الظروف الراهنة، بوابة لتسلل فيروس كورونا من المستوطنين المصابين بالمرض، إلى القرى التي تقام على أرضها المستوطنات، وانتشاره بين سكانها الفلسطينيين.
ونظرا لإحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية، فإن القرى التي أصيب أفرادها بالفيروس أو الذين وافتهم المنية هم من قرى الأرياف والبلدات التي تجاور المستوطنات، أبرزها قرية بدو، شمال غرب مدينة القدس، وقرى أرطاس، ونحالين، وحوسان في الجنوب الغربي من مدينة بيت لحم.
خطر حقيقي
وأمام تلك الحقائق يؤكد الخبير في شؤون الاستيطان بالضفة الغربية عبد الهادي حنتش، أن المستوطنات الإسرائيلية المقامة في مدينة القدس، وقرى وبلدات الضفة الغربية، والمجاورة لأراضي الفلسطينيين ومنازلهم، باتت بؤرة مركزية لتفشي كورونا داخل التجمعات الفلسطينية.
ويقول حنتش، لـ"الإمارات اليوم": "إن المستوطنات القريبة من الفلسطينيين تمثل خطرا كبيرا، فيما يتعلق بتفشي كورونا، فغالبيتها تقع على سفوح جبال القرى، وتطل مباشرة عليها، إلى جانب أن المستوطنين يقتحمون بشكل دائم أراضي الفلسطينيين الملاصقة بالمستوطنات، ويعتدون عليهم، وتوجد بسبب ذلك مواجهة مباشرة، عدا عن تسرب مخلفات المياه من المستوطنات إلى بلداتنا".
ويشير إلى أن المستوطنين يستغلون الراهنة في البلدات والقرى الفلسطينية، بفعل إجراءات الحد من تفشي كورونا، حيث يقتحمون أراضي المواطنين الفلسطينيين، ويعلمون في الأراضي الزراعية، ويحطمون المزروعات، والأشجار.
ويتابع الخبير في شؤون الاستيطان حديثه قائلا،" جنوب مدينة بيت لحم، شق المستوطنون من مجمع "غوش عتصيون" الاستيطاني طريقا وعبدوه، ونصبوا عددا من البركسات على أراضي خلة النحلة، فيما حطم آخرون 50 شجرة عنب وزيتون من أراضي بلدة الخضر".
وباء المستوطنين
قرى الجنوب والغرب من بيت لحم، خاصة قرى أرطاس ونحالين وحوسان ووادي فوكين، قد أعلنت كافة مداخلها ومخارجها الرئيسية والفرعية ضمن المرحلة الثانية من إعلان حالة الطوارئ في مواجهة كورونا، وذلك بسبب ارتفاع عدد المصابين بالفيروس في صفوف المستوطنين، القاطنين في المستوطنات المقامة على أراضي تلك القرى، فقرية نحالين، تحيطها 3 مستوطنات تقام على أراضيها، وهي تجمع غوش عتصيون، ومستوطنة "روش تسوريم"، ومستوطنة "ألون شيفوت".
وبلغت عدد الإصابات في قرى وبلدات مدينة بيت لحم 46 إصابة، بينما سُجلت 38 إصابة في قرى القدس، و13 إصابة في بلدات رام الله، فيما بلغ العدد الإجمالي المصابين في كورونا 116 حالة.
قرية أرطاس الواقعة جنوب غرب مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، تجثم على أراضيها التاريخية مستوطنة إفرات، التي تشهد أعلى إصابة في صفوف المستوطنين بفيروس كورونا، والتي بلغت ٥٠ آصابة.
وسجلت قرية أرطاس في تاريخ 27 من شهر مارس للعام 2020 إصابة شاب من القرية يعمل في محطة محروقات بمستوطنة إفرات داخل تجمع غوش عتصيون، إلى جانب إصابة والدته، التي تعمل في مجال التنظيفات في المستوطنات الجاثمة على أراضي جنوب غرب مدينة بيت لحم.
ويقول رئيس لجنة الطوارئ في قرية أرطاس سمير أبو صوي،" إن لجنة الطوارئ أغلقت كافة مداخل القرية، بعد أن جرى تسجيل إصابتين للشاب ووالدته، بسبب العمل في المستوطنات، والاختلاط بالمستوطنين، حيث أغلقنا المدخلين الرئيسين للقرية، ومنع الدخول إليها أو الخروج منها، إلا للحالات الطارئة".
ويلفت إلى أن لجنة الطوارئ نقلت 30 مواطنا ممن اختلطوا بالمصابين، دخلوا في الحجر الصحي، لوقايتهم من الإصابة بفيروس كورونا، ومنع انتشاره بين المواطنين في قرية أرطاس.
بيئة خصبة لـ "كورونا"
وفقا لمعطيات الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، فإن عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس يصل لقرابة مليون مستوطن، بينهم 671 ألف في الضفة، ويبلغ معدل النمو السكاني للمستوطنين نحو 2.7%، فيما يبلغ عدد المستوطنات والبؤر الاستيطانية 448 مستوطنة في الضفة، و128 بؤرة، و29 مستوطنة في المدينة المقدسة.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية كشفت في عددها صباح يوم السبت 28 مارس للعام 2020، عن إصابة أكثر من 200 مستوطن يسكنون في الضفة الغربية، أصيبوا بفيروس كورونا، فيما سجلت مستوطنة "أفرات" المقامة داخل تجمع "غوش عتصيون" جنوب مدينة بيت لحم، أعلى نسبة إصابات في صفوف المستوطنين، والتي بلغت 50 حالة.
وحسب معطيات يديعوت احرونوت، توزعت الإصابات على 20 مستوطنة من شمال الضفة حتى جنوبها، ففي مستوطنة "عيناف" شرقي طولكرم جرى رصد 26 إصابة، وفي مدينة الخليل أظهرت المعطيات وجود 8 إصابات في مستوطنة "كريات أربع" وسط الخليل، والتي تعد كبرى وأقدم المستوطنات في الضفة الغربية.
وانتقالا إلى المستوطنات في المدينة المقدسة، سجلت 25 إصابة في مستوطنة "بيتار عيليت"، و19 إصابة في مستوطنة "مودوعين عيليت"، وفي "معاليه أدوميم" سجلت 13 إصابة في صفوف المستوطنين.
وبخصوص المستوطنات القريبة من مدينة رام الله، جرى رصد إصابة 6 مستوطنين في مستوطنة "بساغوت"، أما مستوطنة "نيفي دانييل" فقد سجلت إصابة 7 مستوطنين، بالإضافة الى 3 إصابات في مستوطنة "جيفع بنيامين" جنوبي شرق رام الله، كما أصيب 3 مستوطنين في مستوطنة "عوفرة" شمالي المدينة، وفي مستوطنة "معاليه مخماس" القريبة جرى رصد إصابة 7 مستوطنين.