مصطفى الكاظمي.. من باب «السلطة الرابعة» إلى رئاسة الحكومة
يعد رئيس جهاز المخابرات العراقي مصطفى الكاظمي الذي كلفه الرئيس العراقي برهم صالح،الخميس، كمرشح لرئاسة الوزراء، بعد إعلان المكلف عدنان الزرفي انسحابه، شخصية سياسية «مستقلة»، استهل طريقه السياسي مع المعارضة العراقية في لندن ومن باب الصحافة وكتابة المقالات السياسية التي تناولت الأوضاع العراقية في الداخل والخارج.
كُلِّف رئيس الاستخبارات العراقي، مصطفى الكاظمي، الخميس، بتشكيل الحكومة، التي ستحل محل تلك التي سقطت، العام الماضي، بعد اعتذار عدنان الزرفي، ومن قبله محمد توفيق علاوي عن تشكيلها، في خضم أشهر من الاحتجاجات.
وفي أول خطابٍ متلفزٍ له، بعد تسميته رئيساً للحكومة، قال الكاظمي إن الأسلحة يجب أن تكون في أيدي الحكومة فحسب، مشيراً إلى أن الأهداف الأساسية لحكومته تتمثل في محاربة الفساد وإعادة النازحين إلى ديارهم. السطور القليلة القادمة تستعرض محطات من مسيرة الكاظمي السياسية، وتحمل إضاءاتٍ على بعض جوانب شخصيته.
من الصحافة إلى الاستخبارات
ولد مصطفى عبد اللطيف مشتت الملقب بـ «الكاظمي» في بغداد عام 1967، ودرس القانون في العراق وحصل على شهادة البكالوريوس في القانون، قبل أن يعمل بالصحافة.
ترك العراق في أوائل الثمانينيات بعد صدور قرار بإعدام كل من ينتمي لحزب الدعوة،
وعُرف الكاظمي بمناهضته لحكم الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، من المنفى في إيران والسويد وبريطانيا.
واشتهر كاتباً لمقالات الرأي، ومديراً لتحرير قسم العراق في موقع «مونيتور» الأميركي.
حيث ركّزت مقالاته على «تكريس روح السلم الاجتماعي». كما ألّف عدداً من الكتب أبرزها «مسألة العراق» و«المصالحة بين الماضي والمستقبل».
وأدار الكاظمي من بغداد ولندن مؤسسة «الحوار الإنساني». وعاش سنوات في المنفى لكنه لم ينضم إلى أي من الأحزاب السياسية العراقية.
وبعد الغزو الأميركي للعراق، عام 2003، عاد الكاظمي إلى بلاده، وشارك في تأسيس شبكة الإعلام العراقي، تزامناً مع عمله كمدير تنفيذي لـ«مؤسسة الذاكرة العراقية»، وهي منظمة تأسست لغرض توثيق جرائم النظام السابق.
وتسلم الكاظمي رئاسة جهاز المخابرات الوطني العراقي، في يونيو 2016، في ظل احتداد المعارك ضد تنظيم «داعش».
وقد نسج، خلال توليه هذا المنصب، الذي أبعده عن الأضواء، روابط عدة مع عشرات الدول والأجهزة التي تعمل ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
قال سياسي مقرب من الكاظمي لوكالة «فرانس برس» إن للكاظمي شخصيةً لا تعادي أحداً، وهو صاحب عقلية براغماتية، ولديه علاقات مع كل اللاعبين الأساسيين على الساحة العراقية.
ولا يعتبر الكاظمي شخصية جديدة على طاولة السياسة العراقية؛ فقد كان اسمه مطروحاً منذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي، في ديسمبر الماضي، وحتى قبل ذلك كبديل للعبادي، عام 2018.
لكن عوامل عدة حالت حينها دون نيله توافق الأحزاب السياسية كافة. والآن بعد أن رُشّح اسمه لرئاسة الوزراء بإجماع أقطاب «البيت العراقي»، ليكون بذلك خلف المستقيل عادل عبد المهدي، فهل ينجح في المهمة وتجاوز عقبات سلفيه توفيق علاوي وعدنان الزرفي!.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news