"كورونا" سبب الوفاة الأول في أميركا.. تحذيرات سبقت الأزمة ومسؤولون يتقاذفون المسؤولية
يعد فيروس كورونا المستجد “كوفيد19” السبب الأول للوفاة في الولايات المتحدة الأميركية إذ يقتل يوميا 2000 أميركي، بعد أن كان في المركز الثالث لأسباب الوفاة بين الأميركيين خلال الأسبوع الماضي في تغيرات متسارعة في المشهد، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وتجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا في أميركا إلى الآن 550 ألف حالة، وتسبب الفيروس بوفاة 21733 شخصا في أميركا، معظمهم في نيويورك بواقع 6898 وفاة، بحسب احصاءات معهد جونز هوبكنز.
بدأت حالات الإصابة بالتصاعد منذ منتصف مارس الماضي، وفجرت سلسلة من الرسائل الإلكترونية التي أرسلها عدد من الخبراء من الوكالات الحكومية والمنظمات الصحية والجامعات في أميركا تحت عنوان "RED DAWN" أو الفجر الأحمر، ما اعتبر بالقنبلة التي أظهرت تحذيرات تستدعي قرع جرس الإنذار أرسلها الخبراء في وقت مبكر منذ شهر يناير بشأن التأثير المدمر لفيروس كورونا المستجد.
حيث سخر الدكتور جيمس لولر، الذي عمل في عهد الرئيس أوباما وجورج دبليو بوش، من التقصير الكبير الذي تتحمله الحكومة معتبرا أن كورونا ليس مجرد موسم إنفلونزا سيء.
وعبر الخبراء في سلسلة رسائل البريد الإلكتروني المكونة من 8 رسائل، من إحباطهم من الاستجابة البطيئة للحكومة في مواجهة الفيروس.
وتظهر الرسائل أن الخبراء كانوا على علم بتهديد الفيروس للبلاد وأن مكتب مجلس الأمن القومي المسؤول عن تتبع الأوبئة قد تلقى تقارير في أوائل يناير حول فيروس كورونا وتوقع التقرير الدمار الذي سيلحقه الفيروس بالولايات المتحدة بمجرد أن يضرب.
وكشف التقرير عن تجاهل دونالد ترامب للتحذيرات، وانتظاره حتى مارس لتنفيذ إجراءات من شأنها منع انتشار الفيروس بما في ذلك إغلاق المدن.
من جهة أخرى صرح كبير خبراء مكافحة الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي، صباح أمس الأحد أنه كان من الممكن إنقاذ المزيد من الأرواح لو بدأ دونالد ترامب بإجراءات إيقاف انتشار فيروس كورونا قبل منتصف مارس.
حيث قال فاوتشي إنه كان من الممكن إجراء المزيد التدابير التي من شأنها إبطاء انتشار الفيروس وتقليل تداعياته.
وأشار إلى أن العديد من التقارير تفيد بأن مسؤولي المخابرات أخبروا البيت الأبيض أن هناك تهديدا بالفيروس قادما من الصين في وقت مبكر منذ نوفمبر، مما يشير إلى أن الرئيس كان يعرف بفيروس كورونا في وقت مبكر.
على صعيد آخر، وصلت مستويات البطالة في أميركا إلى أعلى معدلاتها الإطلاق، حيث تم تقديم أكثر من 15 مليون طلب جديد للحصول على الإعانات في الأسابيع القليلة الماضية إثر إغلاق الكثير من الأعمال لأنشطتها وتسريح العديد من الشركات لموظفيها إثر تداعيات انتشار الفيروس على الاقتصاد.