بالأرقام: عمل منظمة الصحة العالمية وميزانيتها.. وتأثيرات قطع التمويل الأميركي على برامجها
أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قطع التمويل عن منظمة الصحة العالمية نتيجة ما وصفه بإخفاق المنظمة القيام بواجبها تجاه أزمة فيروس كورنا المستجد وعدم شفافيتها بالتعامل مع الأزمة على الرغم من إعلان منظمة الصحة العالمية تحذيرات من خطر انتقال عدوى فيروس كورونا من شخص لآخر في أوائل يناير وإعلانها بأن الفيروس هو حالة طارئة تستدعي القلق الدولي قبل يوم واحد من إعلان ترامب الحظر الجزئي على الرحلات الجوية من الصين، الكثير من الأسئلة عن تأثير ذلك على عمل منظمة الصحة العالمية وبرامجها الصحية حول العالم، ونستعرض في هذا التقرير عمل منظمة الصحة العالمية واختصاصاتها وتأثيرات قطع التمويل على المديين الطويل والقصير.
اختصاصات منظمة الصحة العالمية
تعمل منظمة الصحة العالمية كمركز لتبادل المعلومات والبيانات والتوصيات الفنية بشأن تهديدات الأمراض الناشئة مثل فيروس كورونا وإيبولا وغيرها، كما تقدم المنظمة الدعم للقضاء على الأمراض الموجودة مثل الملاريا وشلل الأطفال وتسعى لتعزيز الصحة العالمية العامة.
وتأسست منظمة الصحة العالمية كهيئة صحية عالمية تابعة للأمم المتحدة في عام 1948 في أعقاب الحرب العالمية الثانية لتعزيز الصحة العالمية والحماية والتوعية بالأمراض المعدية ومساعدة البلدان غير القادرة على مواجهة تفشي الأمراض في أزماتها.
وجاءت فكرة إنشائها من المؤتمرات الصحية الدولية التي أقيمت في القرن التاسع عشر لمكافحة الأمراض المعدية مثل الكوليرا والحمى الصفراء والطاعون.
وتسعى المنظمة في برنامجها الحالي لتقديم الرعاية الصحية الشاملة والحماية في حالات الطوارئ للمليارات من الحالات حول العالم.
لماذا تتعرض منظمة الصحة العالمية لانتقادات من ترامب؟
أعلن ترامب تجميد التمويل الأميركي لمنظمة الصحة العالمية كرد مباشر على ما يدعي أنه رد فعل المنظمة البطيء في دق ناقوس الخطر بشأن التهديد العالمي لفيروس كورونا المستجد، وأشار إلى أن «اعتماد المنظمة على المعلومات التي قدمتها الصين تسبب في تضاعف الإصابات».
إلا أن فكرة قطع تمويل منظمة الصحة العالمية ليس فكرة جديدة لدى الحكومة الأميركية التي اقترحت في 7 فبراير خفض مساهمات الولايات المتحدة الأميركية الخارجية والتي تبلغ حوالي 400 مليون دولار سنويا إلى النصف كجزء من خطة تخفيض بقيمة 3 مليارات دولار لتمويل المشروعات والمنظمات الصحية حول العالم.
وقد طلبت منظمة الصحة العالمية، التي تساهم الولايات المتحدة نظريا بما يقارب من 10 إلى 15٪ من ميزانيتها والتي تعد أكبر مساهم لها، الحصول على مليار دولار إضافية للمساعدة في مكافحة الفيروس كورونا المستجد.
ميزانية المنظمة وتمويلها
تعاني منظمة الصحة العالمية نقصا كبيرا في التمويل، وبلغت ميزانيتها في عام 2018، 4.8 مليار دولار ارتفعت إلى 5.7 مليار دولار بعد إدراج تمويل حالات الطوارئ.
تأثير قطع التمويل الأميركي على منظمة الصحة العالمية
في حين أن تأثير تعليق التمويل من الولايات المتحدة لمدة 60-90 يوما صغير نسبيا، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الولايات المتحدة متأخرة حتى الآن في مدفوعاتها السنوية وفقا لما جاء في صحيفة "الغارديان" البريطانيد، فإن احتمال انسحاب الولايات المتحدة بشكل كامل من التمويل الصحي العالمي سيؤثر بشكل كبير على بعض البلدان التي تعتمد على مساعدات منظمة الصحة العالمية في قطاعها الصحي، وخصوصا تلك المشاريع التي كانت بحاجة لمزيد من التمويل من قبل منظمة الصحة العالمية مثل برامج التطعيم ضد الأمراض المعدية وأمراض مثل الإيبولا في البلدان الأفريقية.