الرئيس البرازيلي يقيل وزير الصحة بعد «حرب كلامية» حول «كورونا»
أقال الرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو، الخميس، وزير الصحة في حكومته بسبب خلافات بينهما حول إدارة أزمة تفشي فيروس كورونا في البلاد.
وكتب وزير الصحة البرازيلي لويس هنريك مانديتا في تغريدة «أشكر جميع أعضاء الفريق الذي عمل معي في وزارة الصحة»، متمنيا النجاح لـ«وزير الصحة القادم».
وكان الرئيس قد انتقد علناً مانديتا لحثه المواطنين على الالتزام بالتباعد الاجتماعي والبقاء في المنازل.
واعترض الرئيس البرازيلي على هذه الإجراءات، بل وقلل من خطورة الفيروس واصفاً إياه بأنه مجرد «إنفلونزا صغيرة».
وسلط الرئيس الضوء على تفشي الفيروس وروج لعلاجات لم تثبت فعاليتها، بينما حث مانديتا المواطنين على اتباع الإرشادات التي تطبقها دول عدة في شتى أرجاء العالم.
وأشاد مانديتا أيضا بحكام الأقاليم البرازيلية الذين أمروا بفرض الإغلاق العام، في حين انتقدهم بولسونارو.
وتصاعدت حدة التوتر بين الاثنين، عندما حث وزير الصحة الحكومة على توحيد التصريحات بشأن الأزمة، في انتقادٍ صريح لتصريحات الرئيس بولسونارو.
وأضاف مانديتا أيضا أنه يعرف باختلافه مع بولسونارو، وناقش تحديد بديل له مع كبير موظفي الرئاسة، كما أبلغ مساعديه، يوم الثلاثاء، أنه سيُقال من منصبه هذا الأسبوع،
ويدعو مانديتا إلى العزل الاجتماعي في جميع أنحاء البلاد، مع استمرار نشاط الأعمال الأساسية فقط وبقاء معظم الناس في منازلهم، بينما يدعم بولسونارو ما يسميه «العزلة الرأسية»، مقترحًا أن يبقى السكان المعرضون لمخاطر عالية، مثل كبار السن، في منازلهم مع استئناف الأعمال التجارية لأنشطتها- وهو نهج يهدف إلى إنقاذ اقتصاد كان هشًا بالفعل قبل تفشي الوباء.
واختار جميع حكام الولايات الـ 27 باستثناء اثنين تدابير البقاء في المنزل لجميع السكان، متحدين الرئيس. ويتفجر هذا التحدي في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الإصابات بالفيروس الى28,320 إصابة وبلغ عدد الوفيات جراء ذلك 1700 وفاة، وهي اكبر إحصائية في أميركا اللاتينية لضحايا كورونا. ويتوقع مانديتا أن ترتفع ذروة الإصابات والوفيات في مايو ويونيو.
و مانديتا، وهو طبيب وعضو سابق في الكونغرس، ظل يتصادم مع بولسونارو لعدة أسابيع بشأن أزمة الوباء،إلا أن ظهوره على البرنامج التلفزيوني «فانتاستيكو» الشهير يوم الأحد أدى إلى توترات جديدة بين الرجلين.
وانتقد الوزير بشكل غير مباشر بولسونارو، الذي ينشر مقاطع فيديو عن نفسه وهو يتجول بين حشود من المؤيدين، غير مبالي بدعوات العزل. وقال الوزير إن البرازيليين كانوا مرتبكين ومترددين بشأن ما إذا كانوا سيستمعون لنصيحته هو أو لنصيحة الرئيس فيما يتعلق بكورونا.
واعتذر مانديتا في وقت لاحق في مقابلة أخرى بأنه ذهب بعيداً جداً في تعليقاته على «فانتاستيكو». وهذا الأسبوع، انتقده أعضاء مجلس الوزراء الذين دافعوا عنه في السابق، وذلك بسبب تجاوزه الخطوط الحمراء.
وقال نائب الرئيس، الجنرال هاميلتون وراو يوم الثلاثاء «مانديتا تخطى الخطوط الحمر واقترف خطأ»، لكنه خفف من تصريحاته بقوله أن الوقت غير مناسب لتغيير الحكومة.
ويبدو أن البرازيليين يميلون إلى جانب الوزير أكثر من الرئيس. ووفقًا لشركة In Loco، وهي شركة تقنية متخصصة في بيانات تحديد الموقع الجغرافي، إن أكثر من نصف البرازيليين الذين يمتلكون هواتف ذكية، والذين يمكن تتبعهم، يلتزمون بالبقاء في المنزل.
ومع ذلك، فإن معدلات العزل أقل مما هو عليه الحال في دول أميركا الجنوبية الأخرى، التي فرضت في شهر مارس حجرا صحيا مشدد، وبعضها فرض غرامات على من ينتهكون الحظر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news