تسونامي الفقر.. "كورونا" يعيد عقارب الساعة لدى بعض البلدان 30 سنة إلى الوراء
يُجمع الخبراء على وصف تأثيرات فيروس كورونا المستجد، أو ما بات يسمى جائحة «كوفيد-19»، بالخراب العالمي، ففي غضون أشهر قليلة فقط تسبب الفيروس في عمليات إغلاق تام بالعديد من البلدان، وأودى بحياة أكثر من 153 ألف شخص، حتى الآن، مع استمرار المرض في الانتشار.
ويتوقع أن يكون نصف مليار شخص تحت خط الفقر، مع انكماش الاقتصادات في جميع أنحاء العالم، بسبب تفشي الفيروس.
وحذر بحث، نشره المعهد العالمي لبحوث التطوير الاقتصادي بجامعة الأمم المتحدة، من أن مستويات الفقر في البلدان النامية قد تتراجع إلى ما كانت عليه حالها قبل30 عاماً.
وسيكون التأثير مدمراً للغاية، الأمر الذي دفع الخبراء إلى تشبيهه بتأثير إعصار تسونامي المدمر، لكن تسونامي الفقر هذه المرة.
واستخدم الباحثون بيانات البنك الدولي، لقياس آثار انخفاض المبالغ المالية، التي تنفق في الاقتصادات عند ثلاثة مستويات من الفقر 1.90 دولار، و3.20 دولارات، و5.50 دولارات في اليوم.
وأظهرت النتائج أنه حتى لو تقلص الاستهلاك بنسبة 5%، فسيؤدي ذلك إلى أول زيادة في الفقر المرتبط بالدخل منذ عام 1990.
من جهة أخرى، دعت منظمة أوكسفام غير الحكومية قادة العالم إلى الموافقة على خطة إنقاذ اقتصادية بقيمة 2.5 تريليون دولار للحفاظ على الدول والمجتمعات الفقيرة التي ستستغرق وقتا يصل إلى 30 عاما لتتعافى من جديد، وهو ما يتعارض مع أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة في عام 2015 ، للوصول إلى الرعاية الصحية الشاملة.
وقالت منظمة العمل الدولية إن أكثر من ملياري عامل غير رسمي في العالم هم الأكثر عرضة للخطر لأنهم مجبرون على مواصلة العمل في بيئات عالية الخطورة وغالبا ما يعيشون في مساكن ضيقة في ظروف صحية تفتقر إلى النظافة والتعقيم.
وبني التقرير على النماذج التي تفترض انكماش الاستهلاك بنسبة 5٪ أو 10٪ أو 20٪، ومن المرجح أن تكون أسوأ الآثار محسوسة في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وستستضيف منطقة شرق آسيا نسبة أعلى.
وقالت منظمة أوكسفام إن خطة اقتصادية عالمية جديدة يجب أن تتضمن إلغاء ديون بقيمة تريليون دولار مستحقة على الدول النامية، مضيفة أنه يجب وضع نفس المبلغ في احتياطي دولي يمكن للدول استخدامه لبناء أنظمتها الصحية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news