14500 حالة وفاة بـ«كورونا» في دور رعاية للمسنين بأميركا وبريطانيا
توفي 7000 شخص على الأقل في دور رعاية بمختلف أنحاء الولايات المتحدة بسبب مرض «كوفيد-19»، الناجم عن فيروس كورونا، في حين أعلنت هيئة «كير إنغلاند» التي تمثل هذا القطاع في بريطانيا وفاة آلاف المسنين في دور للرعاية، مرجحة أن يكون العدد 7500 وفاة.
ووفقاً لتقرير صادر عن صحيفة «نيويورك تايمز» أول من أمس، فإن الحصيلة الصادرة عن الصحيفة والتي بلغت نحو 7000 حالة وفاة، شملت مختلف أنحاء الولايات، حيث انتشر الفيروس إلى أكثر من 4100 من دور الرعاية في الولايات المتحدة ومنشآت أخرى.
ووفقاً للتقرير تعد منشآت الرعاية الأكثر تضرراً بشكل خاص من الوباء، لأن المسنين والأشخاص الذين يعانون ضعف المناعة، هم الأكثر عرضة للمخاطر، وبسبب زيادة خطورة الإصابة عندما يعيش الكثير من الأشخاص، على مقربة من بعضهم بعضاً.
وكانت السلطات الأميركية أصدرت في وقت سابق في مارس الماضي إجراءات إرشادية جديدة لأكثر من 15 ألفاً من دور الرعاية في مختلف أنحاء البلاد.
وفي بريطانيا توفي آلاف المسنين في دور الرعاية في حصيلة أعلى من الأرقام الرسمية، كما أعلنت هيئة «كير إنغلاند» التي تمثل هذا القطاع، مرجحة أن يكون العدد 7500 وفاة.
وأحصت بريطانيا 14576 وفاة بوباء «كوفيد-19» بحسب الحصيلة الأخيرة التي نشرت الجمعة، لكنها لا تشمل سوى وفيات مصابين في المستشفيات.
وأحصى مكتب الإحصاء الوطني الذي يقوم بتعداد الوفيات لكن بفارق 10 أيام، 217 وفاة حتى الثالث من أبريل في دور المسنين في إنجلترا وويلز بحسب آخر حصيلة أسبوعية.
وبعد جمع أرقامها، تقدّر «كير إنغلاند» التي تمثل دور المسنين المستقلة، أن العدد الحقيقي للوفيات أعلى بكثير.
وقال مديرها العام مارتن غرين لصحيفة «التلغراف»: «لو درسنا معدلات الوفيات منذ الأول من أبريل وقارناها بمعدلات السنوات الماضية نقدّر وفاة نحو 7500 شخص جراء وباء كوفيد-19».
وأوضح أنه «في غياب فحوص لكشف الإصابة من الصعب تقديم عدد دقيق» للوفيات.
ورداً على سؤال للجنة برلمانية حول أرقام مكتب الإحصاء الوطني، أقر وزير الصحة مات هانكوك بأن العدد الفعلي للوفيات في دور المسنين «أعلى بكثير»، مؤكداً أن أرقاماً رسمية «ستنشر قريباً جداً».
وفي بريطانيا فقط سجلت حالات «كوفيد-19» في 3084 دار مسنين حتى 15 أبريل بحسب السلطات الصحية المحلية.
والإثنين، كتبت جمعيات إلى وزير الصحة للمطالبة بمزيد من فحوص الكشف ومعدات حماية للعاملين في دور المسنين.
ووعد الوزير بعد يومين بأنه سيقترح على المقيمين والعاملين في دور المسنين الذين ظهرت عليهم أعراض أو عادوا من المستشفى، الخضوع لفحوص، وهو أمر لم يكن يحدث تلقائياً.
ويقلق العاملون الصحيون أيضاً إزاء النقص في الملابس الواقية الذي قد تواجهه مستشفيات اعتباراً من نهاية الأسبوع.
والجمعة أعلن النظام الصحي الوطني أنه قد يطلب من الأطباء والممرضين إعادة استخدام بعض ألبستهم الطبية، «لأنه من الضروري حسن استخدام الألبسة الواقية في زمن شح كبير».
والجمعة لم يؤكد هانكوك أمام لجنة برلمانية أنها ستؤمن للطاقم الطبي الملابس الواقية اللازمة في نهاية الأسبوع، موضحاً أن الأمر معقد بسبب الطلب الكبير العالمي عليها.
وفي كندا تُرك مسنّون في حالة يرثى لها بفضلاتهم ومن دون طعام بعدما هرب القائمون على رعايتهم من دار توفي فيها 31 شخصاً في غضون بضعة أسابيع، لتصبح دار المسنين في مونتريال رمزاً لتداعيات فيروس كورونا المستجد على مؤسسات الرعاية في كندا.
وقد فُتح تحقيق بشأن الوضع في مركز هيرون بضاحية دورفال في مونتريال جراء الإهمال الجسيم، ما أدى إلى المطالبة بالمحاسبة على المستوى الوطني حيال الظروف التي تمر بها دور الرعاية، حيث سُجل أكثر من نصف إجمالي وفيات البلاد بكوفيد-19 التي بلغت أكثر من 1250.
وقالت موريا ديفيس التي توفي والدها ستانلي بينيل في منشأة هيرون في الثامن من أبريل: «شعرت حقاً بحالة غثيان».
ولدى إبلاغ السلطات الصحية بعدما ترك معظم الموظفين المنشأة، عثر المسؤولون على نزلاء الدار وهم يعانون من الجفاف وبلا طعام منذ أيام، بينما استلقوا في أسرّتهم غير قادرين على التحرك، وقد غطت الفضلات أجساد بعضهم، فيما سقط آخرون أرضاً وتوفي شخصان لم يعلم أحد بأمرهما.
ونسبت خمس من 31 من الوفيات الأخيرة في الدار رسمياً إلى فيروس كورونا المستجد، بينما مازال الطبيب الشرعي يعمل على الكشف عن أسباب بقية الوفيات.
ولدى إعلانه عن الوفيات هذا الأسبوع، قال رئيس وزراء كيبك فرانسوا ليغو إن القضية على ما يبدو تتعلق بإهمال جسيم، إذ لم يتبق سوى ممرضتين للاعتناء بـ130 مسناً.
قلق في الأوساط الصحية البريطانية من النقص في الملابس الواقية.