حكام الولايات الأميركية يهربون معدات الحماية الخاصة بـ"كورونا"
اضطرت ولايات أميركية إلى تهريب شحنات معدات الحماية الشخصية من فيروس كورونا بعد قيام المسؤولين الفيدراليين بمصادرة الامدادات التي طلبتها الولايات من دون إبلاغ المسؤولين.
واشتكى حكام الولايات من أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، تركتهم في حالة ارتباك مع السوق المفتوحة للحصول على الامدادات المهمة من أجل العاملين في المجال الصحي. ولكن العديد من المسؤولين قالوا أخيراً إن الحكومة الفيدرالية صادرت الإمدادات التي طلبتها الولاية.
وقال حاكم ولاية كولورادو الديمقراطي جاريد بوليس، لمحطة "سي إن إن" إن الولاية اشترت 500 جهاز تنفس صناعي قبل أن يتم "اختطافها" من قبل وكالة ادارة الطوارئ الفيدرالية.
وقال حاكم ولاية ماساشوستس الجمهوري تشارلي بيكر، إن ادارة ترامب "صادرت" طلبية ولايته التي كانت عبارة عن 3 ملايين كمامة طبية.
وبناء عليه أصبح مسؤولو المشافي يخفون شحنات المعدات عن الحكومة الفيدرالية تجنبا لمصادرتها. وقام حاكم ايلينوي الديمقراطي جي. بي. برتزكر، بشراء ملايين الكمامات والقفازات بصورة سرية من الصين. وحافظ على تفاصيل الصفقة طي الكتمان خوفا من المصادرات.
وقال مصدر مقرب من صحيفة "شيكاغو صن-تايمز": "لأننا سمعنا تقارير تفيد بأن ادارة ترامب تحاول أخذ معدات الحماية الشخصية من الصين، وحتى التي تصل إلى الولايات المتحدة" وقال متحدث باسم برتزكر "أصبح التعامل مع المعدات الطبية الان مثل أفلام الغرب المتوحش، فبعد شراء المعدات فإن ضمان وصولها إلى الوجهة المطلوبة تعتبر مغامرة غير معروفة العواقب".
وكشف الرئيس التنفيذي لمستشفى "بايستيت" في ولاية ماساشوستس، الدكتور أندرو ارتنستين، في رسالة نشرت في مجلة "نيو انغلند جونال ميديسن" إنه تم التحقيق معه من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالية بعد أن عمل موظفو المستشفى على مدار الساعة لتأمين شحنة معدات حماية شخصية.
وذكر أندرو في رسالته تفاصيل الاجراءات التي تواجه من يحاولون تأمين المعدات للمستشفى "بعض الصفقات التي كلفتنا مبالغ خيالية فشلت في اللحظة الاخيرة عندما جاء من دفع مبلغا أكبر مما دفعناه أو جاء من هو أقوى منا سلطة، وأحيانا تدخلت الحكومة الفيدرالية. وأحيانا أخرى يحالفنا الحظ ولكن الحصول على الامدادات ليس بالأمر السهل".
واضاف الدكتور اندرو في رسالته "قمنا بتحميل شحنة معدات حماية شخصية في شاحنتين وجعلناهما تبدوان بأنهما تحملان مواد غذائية وطلبنا من السائقين الذهاب في طريقين مختلفين نحو ماساشوستس. ومع ذلك جاء ضابطين من التحقيق الفيدرالي وفتحا التحقيق معي، ومن ثم حاولا أخذ الشحنتين رغم أنه تم إبلاغهما بحاجتنا الماسة دون جدوى، ولم نتمكن من الاحتفاظ بالمواد إلا بعد أن اتصل ممثلنا في الكونغرس بهم، فانصرفا".
من جهته، قال المعلق السياسي المخضرم ديفيد فوروم، إن ما ورد في الرسالة "يشبه القصص التي كانت ترد من الاتحاد السوفيتي في أيامه الاخيرة" وقال السيناتور الديمقراطي مارك وارنر "لقد سمعت عن حالات مصادرات المعدات الطبية. وأعتقد أن الإدارة الامريكية يجب أن تنسق توزيع المواد وليس جعل الوضع أكثر سوءاً على المشافي".
ووصلت أخبار المصادرات إلى لجان الكونغرس، بعد أن نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" خبراً، قالت فيه إن صهر الرئيس جاريد كوشنر "أدهش" وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية عندما أعاد ارسال المعدات إلى مكان آخر.
وكان كوشنر نفسه قال خلال المؤتمر الصحافي اليومي المتعلق بفيروس كورونا إنه غير الوجهة التي كان من المفروض إرسال إمدادات طبية إليها، وتم توجيه هذه المواد
إلى نيويورك بعد أن حصل ترامب على "مكالمة من أصدقائه" تتعلق بالظروف الصعبة التي تعاني منها مشافي المدينة.