«لصوص كورونا»

كشفت «منظمة الصحة العالمية»، أخيراً، عن تزايد الهجمات الإلكترونية المرتبطة بـ«كورونا المستجد»، لتصبح خمسة أضعاف مستواها وقت بداية تفشي الفيروس، وقررت المنظمة تخصيص جزء من جهدها ووقتها المحدودين أصلاً، لتغيير نظامها المعلوماتي في اتجاه أكثر أماناً.

يسير «لصوص كورونا» الإلكترونيون بحسب منظمة الصحة العالمية في ثلاثة اتجاهات هي، الهجوم على البنية المعلوماتية للمنظمة، واختطاف الحسابات الإلكترونية للعاملين في مجال مكافحة «كورونا»، وتزوير حسابات إلكترونية باسم «الصندوق التضامني للاستجابة ضد جائحة كورونا»، بحيث تصب تبرعات المتطوعين في «صندوق اللصوص».

وتشير المنظمة إلى أن اللصوص اختطفوا حتى الآن 450 حساباً إلكترونياً لعاملين في هيكلها، كما اختطفوا أيضاً آلاف الحسابات لمقاومي «كورونا» من أطباء وصيادلة، افراد طواقم طبية وباحثين بيولوجيين ومسؤولين في شركات أدوية، بهدف الحصول على معلومات بشأن الفيروس أو الأدوية التي تعالج أعراضه، أو تتعلق باللقاحات المحتملة للقضاء عليه، حتى يتسنى لهم - أي للصوص - بيع هذه المعلومات لدول وأجهزة مخابرات وشركات في أسواق بعضها علناً، وبعضها الآخر غير منظور.

وتتماشى هذه الإشارات التي أفصحت عنها «منظمة الصحة» مع البيان الذي أصدرته «الوكالة الأوروبية لاعمال القانون» - اليوروبول - والذي أكدت فيه انتقال كثافة الجريمة من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي، بعد أن نقل العالم حياته كلها لتصبح خلف الشاشة، حيث «يدرس عن بعد» و«يعمل عن بعد».

وطبقاً لبيان «اليوروبول» أيضاً فإن جرائم «لصوص كورونا» شملت إضافة لمحاولات السطو على معلومات الفيروس، الانخراط في شبكة اقتصاد سري كامل مرتبطة به، مثل بيع مستلزمات طبية، حقيقية أو مزورة، أو حتى بيع بضائع أخرى تسبب الحظر في منع انسيابها بسلاسة، ورصد «اليوروبول» حتى لحظة كتابة بيانه 2000 رابط إلكتروني يخص هؤلاء اللصوص، ويمارسون عبرها هذه النشاطات، هذا طبعاً غير ما يسمّى بـ«الشبكة الإلكترونية السوداء».

وتمثل إشارات «الصحة العالمية» وبيان «اليوروبول» مجرد قمة الجليد لعالم خفي كامل لا نراه، مشتبك في حرب معلوماتية أخلاقية ولا أخلاقية تدور حول الفيروس المشؤوم وتشابكاته، عالم نتلمس بعض ملامحه في الهجمة التي تعرضت لها مؤسسات صحية في يوهان، وفي التقارير التي تنشرها شركة «فاير اي» للأمن السيبراني، وفيما نشرته «غوغل» عن ضبط خمس حالات تجسس إلكتروني من حكومات عالمية بشأن الفيروس، ونتلمسه ايضاً من القصص الصحافية الخاصة باختطاف آلاف الأقنعة بين الدول، هذا علاوة على مغامرات «الموساد» شبه المعلنة في القصة.

الأكثر مشاركة