شارع استيطاني يعزل الفلسطينيين.. ومستوطنة جديدة تلتهم 12 ألف دونم
«معاليه إفرايم».. مفتاح إسرائيل لربط «الغور» بالقدس
157 كيلومتراً هي المسافة الفاصلة بين مدينة القدس وغور الأردن، يخطط الاحتلال الإسرائيلي لضمها ضمن مناطق التوسع الاستيطاني، بموجب مخطط «E1» الذي من خلاله سيفرض الاحتلال سيادته على غور الأردن، وشمال البحر الميت، ومناطق الأغوار في فلسطين.
الربط الاستيطاني بين القدس وغور الأردن سيتم من خلال بناء مستوطنة «E1»، أو كما تطلق عليها إسرائيل «مفسيرت أدوميم» التي ستنطلق من مستوطنة «معاليه إفرايم» في غور الأردن، وربطها بتجمع «معاليه أدوميم» الاستيطاني، الجاثم على أراضي القدس، فيما سيلتهم الاحتلال 12 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين، من أجل ضمها لهذا المشروع الاستيطاني الجديد.
في حين صادق وزير الحرب الإسرائيلي، نفتالي بينيت، على مشروع طريق استيطاني جديد شرق القدس، يطلق عليه طريق السيادة، ضمن مخطط «E1»، لفصل جنوب غرب الضفة الغربية عن وسطها من جهة، وتصاعد وتيرة التوسع الاستيطاني في المنطقة المخصصة لمخطط «E1» من جهة أخرى، للوصل بين مستوطنة معاليه أدوميم ومناطق الأغوار والبحر الميت في مدينة أريحا.
توسع خطير
ويقول مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، إن «الاحتلال يواصل مخططاته الاستيطانية بتنفيذ مشروع (E1) في أكثر المناطق الاستراتيجية بالضفة الغربية، وهي الأغوار الشمالية، وربطها بمستوطنة معاليه أدوميم في مدينة القدس».
ويوضح أن مخطط منطقة التوسع الاستيطاني (E1)، ومستوطنة معاليه أدوميم، والبؤر الاستيطانية المرتبطة بها، من أخطر المشروعات الاستيطانية القائمة»، لافتاً إلى أن المخطط الجديد سيقضي على التواصل الجغرافي بين جنوب الضفة الغربية وشمالها، والعزل بينهما في أقرب نقطة من مدينة القدس.
ويقع تجمع «معاليه أدوميم» الاستيطاني على التلال التي تمتد شرق القدس، والتي تشكّل موقعاً استراتيجياً مهماً، كونها تطل على المدينة المقدسة، وعلى منطقة الأغوار، وذلك بحسب دغلس.
وتعد مستوطنة معاليه أدوميم كبرى المستوطنات الجاثمة على أراضي مدينة القدس، بمساحة تصل إلى 50 كيلومتراً مربعاً، وبداخلها 41 ألف مستوطن، فيما تشكّل مستوطنة معاليه إفرايم عاصمة المستوطنات الإسرائيلية في غور الأردن، حيث تطل على سفوح الجهة الشرقية للغور، ومرتفعات مدينة نابلس، وتعد امتداداً للكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية، إذ تضم 25 بؤرة استيطانية.
فرض السيطرة
من جهته، يقول مدير قسم الخرائط في جمعية الدراسات العربية بالقدس، خليل تفكجي، إن «الاحتلال يسابق الزمن مستغلاً الدعم الأميركي المشمول بصفقة القرن، وانشغال العالم بفيروس (كورونا)، لتنفيذ مخطط التوسع الاستيطاني المتمثل في ضم غور الأردن، والتوسع الاستيطاني في منطقة (E1)، حيث سيفرض الاحتلال سيطرته على غور الأردن، بإقامة مستوطنة مفسيرت أدوميم (E1)، وربطها بمستوطنة معاليه ادوميم بالقدس الشرقية، عبر أراضي بلدة العيسوية والطور، وحرم جبل المشارف».
ويلفت تفكجي إلى أن الاحتلال سيلتهم مساحات شاسعة تصل إلى 12 ألف دونم، من أراضي القدس والأغوار، لضمها إلى مستوطنة «E1»، منوهاً إلى أن إسرائيل تتذرع بأن هذه الأراضي مصنفة أراضي دولة ضمن المنطقة المسماة (ج)، وفقا لتقسيم «أوسلو».
وصادق الاحتلال، أخيراً، على إيداع مخطط بناء 3500 وحدة استيطانية كنواة انطلاق لمستوطنة مفسيرت أدوميم، وبناء مشروعات صناعية، وما يزيد على 10 فنادق جديدة في الامتداد الهيكلي للمستوطنة، التي تمتد عبر أراضي أربع قرى مقدسية، وهي: العيسوية والطور وعناتا وشعفاط.
وبحسب تفكجي، تعد مستوطنة معاليه إفرايم، الواقعة وسط الأغوار، ذات مكانة استراتيجية، حيث إن منطقة نفوذها تقطع الطريق الاستيطاني رقم (90) بين شمال غور الأردن وجنوبه، وبسبب ذلك فإنها ستزحف خلال الفترة المقبلة نحو شارع (90) جنوب غور الأردن، لتشكل كتلة استيطانية ضخمة.
ويتابع مدير قسم الخرائط في جمعية الدراسات العربية بالقدس حديثه قائلاً: «إن مخطط مستوطنة معاليه إفرايم كبير، بحيث تتوسع شمالاً وجنوباً، وباتجاه الشرق على كامل التلال المرتفعة، وباتجاه مدينة نابلس غرباً، فيما يعتبرها حزب الليكود واليمين المتطرف مفتاح الأغوار، وفي حال أغلق الشارع الرئيس (90) من قبل المستوطنين في «معاليه إفرايم»، فلا يستطيع أي فلسطيني من الضفة الغربية دخول الأغوار الشمالية، تماماً كما يخطط له الاحتلال».
تهجير جديد
تنفيذ مخطط «E1»، وربط مستوطنة معاليه إفرايم في غور الأردن بمستوطنة معاليه أدوميم في المدينة المقدسة، يتسببان في تهجير 3500 فلسطيني من سكان التجمعات البدوية في المنطقة التي يصنفها الاحتلال ضمن مخطط «E1»، وذلك بحسب رئيس التجمعات البدوية في منطقة الأغوار الشمالية، عارف دراغمة.
ويقول دراغمة لـ«الإمارات اليوم»: «إن المنطقة الواقعة بين شرق مدينة القدس والأغوار، تعد موطن عرب الجاهلين البدوية، الذين يقيمون فيها منذ خمسينات القرن الماضي، داخل 18 تجمعا بدوياً، أما اليوم فهذه التجمعات تواجه خطر التهجير والتشريد القسري، بسبب الأطماع الاستيطانية في الأغوار الشمالية، وهذا الطرد من منطقة (E1) لا يعد الأول، حيث طردوا من موطنهم الأصلي في صحراء النقب عام 1948، فيما رُحّلوا من المنطقة المقام عليها مستوطنة معاليه أدوميم عام 1998».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news