بصوت أعلى من ترامب.. مسحراتي القدس يزعج الاحتلال والمستوطنين
"يا نائم قم اتسحر، وادعو للأقصى يتحرر".. هكذا يصدح مسحراتي القدس عرين زعانين، منذ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك، بصوته الشجي، أثناء تجوله بعد منتصف الليل في أحياء البلدة القديمة، وحي وادي الجوز في مدينة القدس.
الدور الذي يؤديه الشاب الزعانين إلى جانب حسه الوطني والديني بالدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، لم يرق لسلطات الاحتلال الإسرائيلي التي سرعان ما وقفت حائلا لمنعه من القيام بعمله، والتهديد باعتقاله وتغريمه مبالغ مالية باهظة في حالة عودته للعمل مرة أخرى.
ويقول مدير مركز معلومات وادي حلوة – سلوان المقدسي جواد صيام،" إن قوات الاحتلال منعت، الليلة الماضية، مسحراتي حي وادي الجوز في المدينة المقدسة الشاب عرين زعانين من الخروج إلى أزقة البلدة القديمة، وإيقاظ الصائمين للسحور، وهددته بالاعتقال وبدفع غرامة مالية عالية في حال خروجه".
وتتذرع قوات الاحتلال التي منعت مسحراتي القدس من العمل، بأنه يتسبب بإزعاج المستوطنين القاطنين داخل الأحياء المقدسية.
ويشير صيام لـ"الإمارات اليوم"، إلى أن الاحتلال يلاحق الشباب الذين يعملون على إيقاظ المقدسيين وقت فجرا طيلة أيام شهر رمضان المبارك، ويعتدي عليهم، لمنعهم من تأدية واجبهم الديني والوطني، منوها إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت العام الماضي عددا منهم، وحررت غرامات مالية ضدهم، وأصدرت قرارات بمنعهم من عملهم بحجة إزعاج المستوطنين.
ردود غاضبة
ولاقت حادثة منع مسحراتي القدس من تأدية واجبه، إدانة واسعة على الصعيدين الشعبي والرسمي في الشارع الفلسطيني.
ويقول المقدسي صفوت الفتياني من سكان حي وادي الجوز بالبلدة القديمة في المدينة المقدسة: "منذ ساعات فجر الليلة عقب منع المسحراتي الزعانين، ساد الغضب على وجوه المقدسيين سكان البلدة القديمة، والذين اعتادوا على الاستيقاظ وقت السحور على صوته وحرصه على تذكير السكان بالدعاء للمسجد الأقصى بالتحرير".
ودانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، تهديدات الاحتلال الإسرائيلي، لمسحراتي حي وادي الجوز، عرين زعانين، بالاعتقال ودفع غرامة مالية، ومنعه من العمل في الحي والبلدة القديمة من القدس.
وقالت الوزارة في تصريح صحافي: "سيبقى صوت مسحراتي وادي الجوز أقوى وأعلى من ضجيج قرارات ترامب".
واعتبرت الخارجية الفلسطينية، تهديدات الاحتلال لمسحراتيي القدس، امتدادا لحرب الاحتلال المفتوحة على المدينة المقدسة ومواطنيها وهويتها الحضارية، ومحاولة لضرب الوجود الفلسطيني فيها، وتهويد الحياة في القدس ودفع مواطنيها لتركها.
إصرار رغم الملاحقة
المسحراتي الشاب بهاء الدين نجيب يجول برفقة 4 شبان شوارع باب حطة بالبلدة القديمة في مدينة القدس منذ عام 2010، لإيقاظ المقدسيين وقت السحور، وما زال يؤدي واجبه هذا حتى اليوم، رغم المضايقات والاعتداءات التي يتعرض لها من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين.
ويقول نجيب لـ"الإمارات اليوم": "في كل عام نتعرض لحملات واسعة من الاعتراض والمنع والاعتداء علينا، بل وصل الأمر للاعتقال، وفرض غرامات باهظة".
ويضيف: "هذا العام أثناء مرورنا في أزقة حارة باب حطة وقت السحور، لتأدية واجبنا في إيقاظ المقدسيين، اعترض طريقنا جنود الاحتلال المتواجدين بشكل دائم في شوارع القدس، وبعد أن دققوا في بطاقات الهوية لكل شاب منا، منعونا من مواصلة الطريق الذي كنا نتجول فيه، واشترطوا علينا بأن لا نصل إلى الأماكن التي يقطن فيها المستوطنين لعدم إزعاجهم".
ويشير نجيب إلى أن المستوطنين يتواجدون داخل الأحياء المقدسية في المنازل التي سلبوها من أصحابها المقدسيين، ففي كل حي مقدسي يوجد العديد من المنازل التي يستوطنها اليهود.
ويمضي مسحراتي باب حطة قائلا: "إذا كان صوتنا وعملنا في شهر رمضان المبارك يزعج الاحتلال والمستوطنين، فإن احتلالهم لأرضنا يزعجنا منذ عشرات السنين، ولذلك سنواجه الإزعاج بمثله، وسنبقى نتجول في أزقة مدينتنا المقدسة، نحافظ على هويتها، وعلى موروث الآباء والأجداد".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news