معاهد الصحة الأميركية: عقار "رمديسيفير" يسرع من تعافى مرضى "كورونا"

قالت معاهد الصحة الأميركية، التي أجرت أكبر وأوسع دراسة تجري حتى الآن حول التجارب السريرية لعلاج وباء فيروس كورونا المستجد بعقار رمديسيفير المضاد للفيروسات، أن العقار أدى الى تسريع فترة تعافي مرضى كورونا بنسبة 31%.

وأوضح البيان أنه مقارنة مع المرضى الذين تلقوا دواء وهميا، تعافى المرضى الذين عولجوا بعقار رمديسيفير الذي ينتجه مختبر غيلياد الأميركي خلال 11 يوما بدلا من 15 يوما.

وشملت التجربة 1036 مريضاً في 47 موقعاً في الولايات المتحدة و21 في أوروبا وآسيا. وهي تعد حتى الآن الدراسة الأوسع نطاقا حول هذا العقار التي باتت نتائجها متوافرة.

بالنسبة لمعدل الوفيات، لم تكن النتيجة بارزة، أي أن الفارق كان طفيفا بين المجموعتين او قد يكون ذلك مصادفة.

لكن المجموعة التي تلقت علاج رمديسيفير سجلت نسبة وفيات بلغت 8% مقابل 11% لدى المجموعة التي تلقت علاجا وهمياً، ما يشير الى ان الدواء يعزز فرص النجاة من المرض.

ونشرت الشركة المنتجة لعقار رمديسيفير "غيلياد ساينسس"، أمس الأربعاء، أيضاً نتائج لتجربة سريرية، "سيمبل"، جرت في الولايات المتحدة، آسيا وأوروبا، وكانت تهدف إلى مقارنة جرعتين مختلفتين من رمديسيفير.

وبحسب النتائج، فإنّ من شأن علاج لخمسة ايام تحسين الحالة السريرية للمرضى بالطريقة نفسها لعلاج لعشرة أيام.

لكن مجلة "ذي لانسيت" الطبية نشرت أمس الأربعاء، أيضاً نتائج مخيبة للآمال لدراسة صينية أضيق نطاقا تمت عبر المقارنة مع دواء وهمي، وأظهرت ان المرضى الذين عولجوا بعقار رمديسيفير لم تظهر عليهم نتائج أفضل من تلك التي سجلت بالأدوية الوهمية.

والتعارض بين دراسات ليس أمراً غير معتاد، لكن دراسة معاهد الصحة الأميركية تعد بين الاكبر وكانت موضع ترقب شديد، مع التجربة الاوروبية "ديسكوفري" التي لا تزال نتائجها منتظرة.

وكان رمديسيفير طوّر بداية لمواجهة وباء ايبولا ولكنه لم يعتمد لأي مرض.

وقد أجريت الدراسة الصينية من 6 فبراير حتى 12 مارس في عشرة مستشفيات في ووهان. وكانت نتائجها تسربت في 23 ابريل لفترة وجيزة على موقع منظمة الصحة العالمية الالكتروني.

شارك فيها 237 مريضا، ثلثاهم عولجوا بعقار رمديسيفير. وكان الأطباء يريدون أكثر من 450 مشاركا لكن الوباء توقف في ووهان قبل التمكن من بلوغ هذا الرقم.

وجاء في ملخص عن الدراسة التي نشرتها "ذي لانسيت" أن "العلاج بواسطة رمديسيفير لا يسرع الشفاء ولا يخفض نسبة الوفيات المرتبطة بكوفيد-19 مقارنة مع إعطاء دواء وهمي".

وكتب معد الدراسة الرئيسي البروفسور بين كاو كما نقلت عنه المجلة "للاسف، تجربتنا أظهرت انه رغم أن المرضى يتحملون جيدا عقار دمديسيفير لكن لم تظهر له فائدة مهمة مقارنة مع دواء وهمي".

واضاف "ليست هذه النتيجة التي كنا نأمل بها، لكن يجب الاخذ بالاعتبار اننا لم نتمكن من اشراك سوى 237 مريضا من اصل هدف 453 لان الوباء تمت السيطرة عليه في ووهان".

وتم اعطاء 158 مريضا عقار رمديسيفير بشكل يومي و79 دواء وهميا طوال فترة عشرة أيام.

ولم تظهر الدراسة أي فارق مهم بين المجموعتين من حيث تحسن الحالة السريرية للمرضى (21 مقابل ما معدله 23) كما أن معدل الوفاة كان هو نفسه لدى المجموعتين وكان بحدود 14% لكل منهما.

تويتر