أميركا تدرس إجراءات ضد شحنات وقود إيرانية لفنزويلا
قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الخميس إن الولايات المتحدة تدرس إجراءات يمكن أن تتخذها ردا على شحنة وقود أرسلتها إيران إلى فنزويلا التي تعاني من أزمة.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن واشنطن على «درجة كبيرة من اليقين» بأن حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تدفع لإيران بأطنان من الذهب.
وقال المسؤول «هذا ليس مستهجنا من الولايات المتحدة فحسب، بل مستهجنا من المنطقة ونحن نبحث إجراءات يمكن اتخاذها».
ويخضع قطاعا النفط في البلدين العضوين بأوبك والخصمين للولايات المتحدة، لعقوبات أميركية صارمة. ورفض المسؤول تحديد الإجراءات التي يتم بحثها لكنه قال إن الخيارات ستعرض على ترامب.
ووفقا لبيانات تتبع السفن من ريفينتيف أيكون الأربعاء، فقد أبحرت ناقلة واحدة على الأقل جرى تحميلها بالوقود من ميناء إيراني صوب فنزويلا، الأمر الذي قد يساعد البلد على تخفيف النقص الشديد في الوقود.
وعبرت الناقلة المتوسطة كلافيل التي ترفع علم إيران، في وقت سابق يوم الأربعاء قناة السويس بعد تحميل الوقود في نهاية مارس في ميناء بندر عباس الإيراني، وفقا للبيانات.
وفنزويلا في حاجة ماسة للبنزين ومنتجات الوقود المكرر الأخرى للحفاظ على مظاهر الحياة في البلاد في ظل الانهيار الاقتصادي الذي حدث في عهد مادورو. وتنتج البلاد النفط الخام لكن بنيتها التحتية أصيبت بالشلل خلال الأزمة الاقتصادية.
وتمثل الشحنة أحدث مؤشر على التعاون بين إيران وفنزويلا. ومنذ الشهر الماضي، حملت العديد من الرحلات الجوية من طهران مواد إلى فنزويلا لمساعدتها في إعادة تشغيل وحدة التكسير في مصفاة كاردون التي تنتج 310 آلاف برميل يوميا. وقوبلت هذه التحركات باستنكار من الولايات المتحدة.
وانهارت شبكة التكرير في فنزويلا التي تنتج 1.3 مليون برميل يوميا تقريبا بسبب نقص الاستثمار ونقص الصيانة في السنوات الأخيرة تحت حكم مادورو الاشتراكي.
وفي العام الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة النفط الحكومية في فنزويلا في إطار جهود إدارة ترامب للإطاحة بمادورو، الذي اعتبرت معظم الدول الغربية إعادة انتخابه عام 2018 تزويرا.
واعترفت الولايات المتحدة وعشرات الدول الأخرى بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيسا مؤقتا العام الماضي. لكن مادورو، الذي يصف غوايدو بأنه دمية أميركية، لا يزال في السلطة، مدعوما من الجيش الفنزويلي وكذلك من روسيا والصين وكوبا وإيران.
وقال بعض المسؤولين الأميركيين إن هذا كان مصدرا متزايدا للإحباط بالنسبة لترامب.
وتواصل الولايات المتحدة أيضا فرض عقوبات على إيران بهدف احتواء نفوذها في الشرق الأوسط، وهي إجراءات أعيد فرضها بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الدولي مع طهران.
وهناك أربع سفن أخرى من نفس حجم السفينة كلافيل، وكلها ترفع علم إيران ومحملة بالوقود من بندر عباس أو بالقرب منه، على وشك عبور المحيط الأطلسي بعد عبور قناة السويس. وأظهرت البيانات أنها لم تحدد بعد وجهاتها النهائية.
ووفقا لشخص مطلع، فإن إحدى هذه السفن وتحمل اسم فورتشن تظهر على قائمة من الناقلات التي من المقرر أن تدخل ميناء فنزويليا. وقال ساسة من المعارضة إنهم تلقوا معلومات تفيد بأن الناقلات الخمس متجهة لفنزويلا.
وقال المسؤول الأميركي إن حاجة فنزويلا للحصول على الوقود الإيراني أظهرت «يأس» حكومة مادورو.
وأضاف المسؤول دون الخوض في تفاصيل «تحدثنا إلى عدد كاف من الناس ورأيت ما يكفي لكي أكون على درجة كبيرة من اليقين» بأن إيران تتقاضى «كمية كبيرة من الذهب».