احتجاجات أميركا تزداد عنفاً
حرائق قرب البيت الأبيض وحظر تجوّل في مدن كبرى على خلفية وفاة فلويد
اندلعت حرائق قرب البيت الأبيض وتعرضت متاجر للنهب واخترقت شاحنة مسيرات في مدينة مينيابوليس الأميركية، واشتبك متظاهرون مع الشرطة في بوسطن وواشنطن العاصمة، فيما فرض حظر تجوّل في مدن أميركية كبرى في الوقت الذي تكافح فيه الولايات المتحدة لاحتواء احتجاجات فوضوية بشأن التمييز العرقي وأساليب الشرطة.
وجرى نشر قوات الحرس الوطني في 15 ولاية أميركية وواشنطن العاصمة في محاولة لاحتواء الليلة السادسة من العنف أول من أمس (الأحد). وبدأت الاضطرابات باحتجاجات سلمية على مقتل جورج فلويد، وهو رجل أسود، أثناء احتجازه من قبل الشرطة.
وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن ما لا يقل عن خمسة أشخاص لقوا مصرعهم في الاحتجاجات والاضطرابات التي تشهدها أغلب المدن الأميركية منذ أكثر من ستة أيام، على خلفية مقتل الشاب الأميركي جورج فلويد على يد شرطي.
وأكدت الصحيفة أن أغلب الوفيات في مدينتي ديترويت وإنديانابوليس، وقد نفت قوات الشرطة تورط أي من أفرادها في هذه الحوادث.
وقال مراسلو وكالة «فرانس برس» إنّ الغاز المسيل للدموع استُخدم لتفريق حشود الناس الذين تجمّعوا خارج البيت الأبيض، وهم يهتفون ويشعلون النيران ويحملون لافتات احتجاجيّة.
ودعا قادة محليون المواطنين إلى التعبير عن غضبهم إزاء وفاة المواطن الأسود فلويد في مينيابوليس، بشكل بناء فيما فرض حظر تجول ليلي في مدن عدة بينها واشنطن ولوس أنجلوس وهيوستون.
وفُرض حظر للتجوّل، أول من أمس، في واشنطن، بعد خروج تظاهرات جديدة قرب البيت الأبيض، حسب ما أعلنت رئيسة بلديّة العاصمة موريل باوزر.
وكتبت باوزر على «تويتر» أنّ حظر التجوّل سيكون ساري المفعول بدءاً من الساعة «23.00 الأحد حتى الساعة 06.00 الإثنين»، مضيفة أنّها أمرت بنشر الحرس الوطني في المدينة لدعم الشرطة.
وتجمع مئات الأشخاص مساء الأحد أمام البيت الأبيض الذي وُضع تحت حراسة مشدّدة. وأفاد صحافيّ في وكالة «فرانس برس» بأنّ بعض المتظاهرين ألقوا زجاجات ماء باتّجاه الشرطة.
وكانت وفاة جورج فلويد في ولاية مينيسوتا في 25 مايو سبباً لاحتجاجات عنيفة أجبرت قوّات الحرس الوطني على تسيير دوريّات في مدن أميركيّة عدّة، أول من أمس. وحاولت شاحنة صهريج شق طريقها الأحد بين آلاف المتظاهرين على جسر في وسط مينيابوليس في مينيسوتا، وهو الأمر الذي استدعى تدخلاً لعدد كبير من عناصر الشرطة.
وقالت الشرطة المحلية في بيان إنّه لم تُسجَّل على الأرجح إصابات في صفوف المتظاهرين، واصفة ما حصل بأنه واقعة «مزعجة جداً».
وأصيب سائق الشاحنة بجروح لكنّ حياته ليست في خطر، وقد اعتُقل ونُقل إلى المستشفى.
والتظاهرة التي خرجت احتجاجاً على وفاة جورج فلويد بأيدي الشرطة، انطلقت من الكابيتول في سانت لويس حيث برلمان مينيسوتا. واتجهت التظاهرة التي ضمت نحو 2000 شخص في أجواء سلمية نحو وسط مينيابوليس.
وزار المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن الأحد موقعاً يحتج فيه مناهضون للعنصرية، في ولاية ديلاوير، قائلاً إن الولايات المتحدة «تتألم». وكتب بايدن في «تويتر»، «نحن أمة تتألم الآن، ولكن يجب ألا نسمح لهذا الألم بتدميرنا».
ودارت مواجهات في أكثر من 20 مدينة بينها لوس أنجلوس وشيكاغو وأتلانتا، ما دفع السلطات في هذه المدن إلى فرض حظر تجول ليلي، في حين استدعت ولايات عدة قوات الحرس الوطني للمساعدة في السيطرة على الاضطرابات الأهلية التي لم تشهد الولايات المتحدة مثيلاً لها منذ سنوات عدة.
ومن سياتل إلى نيويورك تظاهر عشرات الآلاف للمطالبة بتوجيه تهمة القتل العمد وتوقيف آخرين في قضية فلويد، الذي قضى اختناقاً بعدما ثبّته الشرطي الأبيض ديريك شوفين على الأرض بساقه.
وفي لوس أنجلوس أطلق عناصر الأمن الأعيرة المطاطية واستُخدمت الهراوات لتفريق متظاهرين أحرقوا سيارة تابعة للشرطة.
وفي مدن عدة بينها نيويورك وشيكاغو وقعت مواجهات بين المحتجين والشرطة التي استخدمت رذاذ الفلفل رداً على رشقها بمقذوفات، في حين تم تكسير الواجهات الزجاجية لمحال عدة في فيلادلفيا.
وفي نيويورك اعتقلت الشرطة 350 شخصاً وأصيب 30 شرطياً بجروح في اشتباكات.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنه تمت تعبئة نحو 5000 عنصر من الحرس الوطني في 15 ولاية، وكذلك في العاصمة واشنطن مع تجهيز 2000 آخرين احتياطياً.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتهم اليسار المتطرّف بإثارة أعمال العنف التي شملت النهب وإشعال الحرائق. وقال ترامب الذي دان مرات عدة الموت «المفجع» لجورج فلويد، إن المتظاهرين يلحقون العار بذكرى الرجل.
وتسبب قضية وفاة فلويد بتظاهرات خارج الولايات المتحدة أيضاً لا سيما كندا وبريطانيا.
مواجهات في أكثر من 20 مدينة بينها لوس أنجلوس وشيكاغو وأتلانتا، ما دفع السلطات في هذه المدن إلى فرض حظر تجوّل ليلي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news