وزير الدفاع الأميركي السابق يتهم ترامب بـ «تقسيم» الولايات المتحدة
تخلى وزير الدفاع الأميركي السابق، جيم ماتيس، عن تحفظه ليشنّ هجوماً لاذعاً على الرئيس، دونالد ترامب، أول من أمس، ويتهمه بالسعي إلى «تقسيم» الولايات المتحدة التي تشهد احتجاجات غاضبة لم يسبق لها مثيل، فيما أصبح رجال الشرطة الأربعة، الذين قتلوا جورج فلويد، ملاحقين قضائياً، بينما أعيد توصيف موته بـ«الجريمة»، وسط تواصل التظاهرات التي رافقتها في بعض الأحيان أعمال نهب وشغب، في الأيام الأخيرة، في عدد من المدن، أول من أمس، من دون أن يُسجل فلتان كبير.
وتفصيلاً، قال ماتيس، الذي استقال من منصبه في ديسمبر 2018 احتجاجاً على انسحاب قوات بلاده من سورية، إن «دونالد ترامب أول رئيس في حياتي لا يحاول توحيد الأميركيين، بل إنه حتى لا يدّعي أنه يحاول فعل ذلك».
وأضاف: «بدلاً من ذلك فإنه يحاول تقسيمنا»، في تصريح نشرته مجلة «ذي أتلانتيك» على موقعها الإلكتروني.
وهذا أول انتقاد من نوعه يصدر عن ماتيس، الجنرال السابق في سلاح المارينز، الذي يحظى بتقدير كبير في بلاده وسبق له أن رفض مراراً توجيه أي انتقاد لترامب، لأنه كان يعتبر أنه من غير المناسب انتقاد رئيس أثناء توليه منصبه.
لكن الجنرال المتقاعد دافع في مرافعته الاتهامية عن المتظاهرين، الذين قال إنهم يطالبون «عن وجه حق» بالمساواة في الحقوق، في تظاهرات غاضبة خرجت احتجاجاً على مقتل شاب أسود بيد شرطي في مينيابوليس في 25 مايو الماضي.
وقال إن الكيل قد طفح، إذ يدفع الأميركيون «عواقب ثلاث سنوات من غياب القيادة الناضجة».
ولم يتأخر ترامب عن الرد، مرسلاً تغريدة وصف فيها ماتيس بأنه «الجنرال الذي يحظى بأكثر تقدير مبالغ فيه بالعالم»، وبأنه «كلب مسعور»، وقال «أنا سعيد لأنه غادر» منصبه.
وفي اختلاف واضح عن موقف الرئيس ترامب، صرح وزير الدفاع مارك اسبر، شخصياً، أول من أمس، بأنه يعارض فكرة نشر الجنود في المدن الكبيرة، وقال «لا أؤيد مرسوم حالة العصيان» الذي يسمح بهذا الإجراء.
يأتي ذلك في وقت أعلنت السلطات الأميركية، أول من أمس، أن رجال الشرطة الأربعة الذين أوقفوا جورج فلويد في مينيابوليس أصبحوا ملاحقين قضائياً، بينما أعيد توصيف موته بـ«الجريمة» كما كان يطالب مئات الآلاف من الأميركيين، الذين يتظاهرون منذ الأسبوع الماضي.
وقد تسمح الاتهامات الجديدة، في إطار التحقيق في موت فلويد، بتهدئة الاحتجاجات في الشارع.
وكان ديريك شوفن، الشرطي الذي وضع ركبته لأكثر من ثماني دقائق على رقبة الرجل الأربعيني، في 25 مايو الماضي، متسبباً في موته اختناقاً، اتهم بالقتل غير العمد.
وأعيدت صياغة الاتهامات الموجهة إليه، أول من أمس، لتصبح «القتل عن غير سابق تصميم»، وهي أخطر، ويعاقب عليها القانون بالسجن 40 عاماً.
ويلاحق الشرطيون الثلاثة الآخرون بتهمة التواطؤ، وجميعهم موقوفون، ما يثير ارتياح عائلة فلويد.
وكانت هذه الملاحقات في صلب مطالب المتظاهرين، الذين يعبرون عن غضبهم في جميع أنحاء البلاد.
ورأى حاكم ولاية مينيسوتا أن اتهام الشرطيين الأربعة يشكّل فرصة «لمعالجة مشكلة العنصرية المؤسسية، والإفلات من العقاب» اللذين أديا إلى موت فلويد.
من جهته، رحب الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، «بتغيير العقلية» الذي يمكن أن يؤدي إلى إصلاحات على المستوى الوطني، برأيه.
وقال أوباما، في لقاء عبر الفيديو مع ناشطين: «تذكروا أن هذا البلد تأسس على حركة احتجاج كان اسمها الثورة الأميركية».
وفي عشرات المدن الأميركية، خرج آلاف المتظاهرين مرة أخرى إلى الشوارع، أول من أمس، بعضهم مصمم على تحدي حظر التجول مجدداً. وقد أوقف عشرات الأشخاص في بروكلين ومانهاتن لعدم احترام الأوقات التي حددها القانون.
وقامت الشرطة، في الأيام الماضية، باعتقال نحو 10 آلاف شخص في جميع أنحاء البلاد.
- ترامب يصف ماتيس ب«الجنرال الذي يحظى بأكثر تقدير مبالغ فيه بالعالم».