الطلاب السود في المدارس الأميركية والبريطانية يُعاقَبون بسبب شكل شعرهم

تحبّ الطالبة بمدرسة كابتن شريفي الثانوية العليا في لويزيانا، آسيا سيمو، البالغة من العمر 17 عاماً، ممارسة كرة القدم الأميركية، لكن تم طردها لسبب تافه جداً، حيث تقول عائلتها إن شعرها كان سميكاً للغاية بالنسبة لمعيار حجم الشعر المطلوب لدى اللاعب في الفريق، وتقول والدتها، روزاليند كالواي، إن آسيا تم فصلها في نهاية المطاف من الفريق، على الرغم من أن ذلك لم يكن مشكلة في السنوات السابقة.

وتعد قصة آسيا جزءاً من اتجاه أكبر عبر الولايات المتحدة، حيث يقول المزيد والمزيد من الطلاب السود إنهم يعاقبون فقط بسبب شكل شعرهم. ويقول الخبراء إن المشكلة تكمن في السياسات المدرسية، التي لا تأخذ بالضرورة في الاعتبار التنوع العرقي بشكل متزايد بين الطلاب، ما يضرّ في الغالب بتلاميذ المدارس من السود. ووقعت حوادث مماثلة في جميع أنحاء البلاد، في كنتاكي، ولويزيانا، ونيوجيرسي، وولاية تكساس. وجذبت هذه الأحداث، في السنوات القليلة الماضية، انتباه وسائل الإعلام الاجتماعية وظهرت في التقارير الإعلامية.

وتزايدت أيضاً حالات معاقبة الطلبة السود في بريطانيا بسبب شكل تسريحة شعرهم، ويستبعد نظام المدارس التلاميذ السود والمخلطين، في جميع أنحاء البلاد، من بعض الأنشطة، لأن شعرهم قصير جداً أو طويل جداً أو غزير جداً أو ممتلئ جداً.

قصة شعر «متطرفة»

في عام 2019، تم حظر يوشيا شارب، البالغ من العمر خمس سنوات، من الملعب في أوقات الراحة، وأرسل في نهاية المطاف إلى المنزل من المدرسة بسبب قصة شعره «المتطرفة». سُمح له في النهاية بالعودة عندما نما شعره مرة أخرى إلى ما اعتبرته المدرسة الطول المناسب. في عام 2018 تلميذ آخر في مدرسة فولهام للبنين، خيرته المدرسة بين قطع جدائل شعره أو مغادرة المدرسة، وتراجعت المدرسة فقط بعد أن أطلقت والدته حملة مدعومة من لجنة المساواة وحقوق الإنسان. في الآونة الأخيرة، خرجت الطالبة روبي ويليامز من معركة قانونية لمدة ثلاث سنوات مع مدرستها في هاكني، حيث تم إرسالها مراراً وتكراراً إلى المنزل لأن شعرها الطبيعي الأفرو كان يعد ضد السياسة الموحدة للمدرسة.

وكشفت أول دراسة من نوعها للعنصرية في المدارس الأسترالية، أن واحداً من كل ثلاثة طلاب أفاد بأنه ضحية للتمييز العنصري من قبل أقرانه. وقام باحثون من الجامعة الوطنية الأسترالية وجامعة ويسترن سيدني، بمسح 4600 طالب ابتدائي وثانوي بالمدارس الحكومية في نيو ساوث ويلز وفيكتوريا، حول تجاربهم في التمييز العنصري في المدارس. وأكدت الدراسة أن 40% من الطلاب من المرحلة الدراسية الخامسة إلى التاسعة، من خلفيات غير أنجلو أو أوروبية، أفادوا بأنهم ضحية للتمييز العنصري من زملائهم. وأفاد ما يقرب من 20% من الطلاب من السكان الأصليين وجزر مضيق توريس، عن تجارب التمييز العنصري من معلميهم. وأبلغ واحد من كل ثلاثة طلاب من خلفيات غير أنجلو أو أوروبية، عن تجارب للتمييز العنصري في المجتمع الأوسع. وقالت الكاتبة الرئيسة للتقرير، الأستاذة المساعدة نعومي بريست، إن الاستطلاع قدم نقطة بيانات هي الأولى من نوعها عن انتشار العنصرية في المدارس الأسترالية.

العنصرية جزء من التجربة

وقالت لصحيفة «الغارديان أستراليا»: «أعتقد أن مجتمعات السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس وجماعات الأقليات العرقية، تخبرنا منذ فترة طويلة بأن العنصرية جزء من تجربتهم اليومية المعيشة».

وكشف الاستطلاع أن 78% من الطلاب يقولون إنهم قادرون على تكوين صداقات مع أقرانهم من خلفية عرقية مختلفة، وقال معظم الطلاب الذين شملهم الاستطلاع، إنهم سيشعرون بالراحة للتدخل إذا رأوا نظيراً يعاني من إساءة عنصرية. وفي حين أن بريست تقول إن التمييز العنصري «انعكاس للمجتمع الأوسع»، لكنها تؤكد أن وجوده في المدارس يمكن أن يكون له تأثير في تحصيل الطلاب وتنميتهم.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، نشرت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال ورقة حول دور العنصرية في صحة الأطفال والمراهقين، وصفتها بأنها «محدد اجتماعي أساسي للصحة» و«باعث لعدم المساواة الصحية»، وأثبتت نتائج أخرى أن «الألم العاطفي الناتج عن تجارب العنصرية، يبدو مشابهاً جداً لأنماط نشاط الدماغ التي يسببها الألم الجسدي». وتقول بريست: «إن المدارس صور مصغرة للمجتمع الأوسع، وبالطبع هناك قضايا هيكلية أخرى».

شمل الاستطلاع 55% من الطلاب الذين تم تحديدهم على أنهم من الخلفية الأنجلو سلتيين أو الأوروبية (55%)، 22% من جنوب أو شرق أو جنوب شرق آسيا، 5% من السكان الأصليين وجزيرة مضيق توريس، 5% من الشرق الأوسط، 4% من جزر المحيط الهادئ و3% أفارقة. وأفاد طلاب شرق آسيا عن أعلى معدل للإهانات في ما يتعلق بأسمائهم وخلفياتهم بنسبة 44 %، في حين أفاد 30% من طلاب السكان الأصليين أو جزر مضيق توريس، الذين شملهم الاستطلاع، عن قيام الطلاب الآخرين بالبصق عليهم أو دفعهم أو ضربهم على أساس عرقهم. ومن بين الطلاب الأنجلو سلتيين، قال 15% إنهم تعرضوا للإهانة على أساس خلفياتهم، في حين أفاد 6% أنهم تعرضوا للعنف فقط.

• أثبتت نتائج دراسة أن الألم العاطفي الناتج عن تجارب العنصرية، يبدو مشابهاً جداً لأنماط نشاط الدماغ التي يسببها الألم الجسدي.

• كشفت أول دراسة من نوعها للعنصرية في المدارس الأسترالية، أن واحداً من كل ثلاثة طلاب أفاد بأنه ضحية للتمييز العنصري من قبل أقرانه.

الأكثر مشاركة