المحكمة العليا الأميركية تنتصر لـ«الحالمين».. وترامب يعلق على القرار

أيدت المحكمة العليا الأميركية الخميس الإبقاء على الحماية القانونية الممنوحة لـ700 ألف مهاجر شاب، وأسقطت بالتالي قرار الرئيس دونالد ترامب إلغاء برنامج «داكا» الذي وضعه سلفه.

وأيدت أعلى هيئة قضائية في الولايات المتحدة، رغم تعيينات ترامب فيها، الحفاظ على الحماية القانونية للمهاجرين الشباب الذين دخلوا البلاد بطريقة غير نظامية في طفولتهم، ويطلق عليهم وصف «الحالمين».

وعلّق ترامب على القرارات في «تويتر» معتبرا أنها «رهيبة وسياسية»، وقال متسائلا «هل لديكم انطباع أني لا أعجب المحكمة العليا؟».

واعتبرت أعلى محاكم البلاد، بأغلبية خمسة أصوات من بين تسعة، أن قرار الإدارة الجمهورية إلغاء الحماية «تعسفي» و«اعتباطي».

بناء على ذلك، سيتمكن الشباب المعنيون من البقاء على الأراضي الأميركية والاحتفاظ بأرقام الضمان الاجتماعي الضرورية للدراسة والعمل والحصول على رخص قيادة السيارات التي منحها لهم الرئيس السابق باراك أوباما.

من بين هؤلاء خيسوس كونتريراس الذي قدم من المكسيك وهو طفل ويعمل حاليا في مجال الصحة في مدينة هيوستن، وقال لوكالة فرانس برس «كنت أستعد للأسوأ».

منذ انتخاب ترامب، عاش «الحالمون» حالة من اللايقين، خاصة أن الرئيس الجمهوري جعل من مكافحة الهجرة غير النظامية إحدى ركائز سياسته.

 وقرر ساكن البيت الأبيض عام 2017 إلغاء برنامج «داكا» الذي أطلقه باراك أوباما لحماية هؤلاء الشباب، معتبرا أنه «غير قانوني».

لم تتأخر حينها المحاكم في تعليق تطبيق القرار، ما وفر حماية موقتة للمهاجرين المعنيين الذين يفتقد كثير منهم لروابط مع بلدانهم الأصلية.

وطعنت الإدارة في القرارات القضائية وصولا إلى المحكمة العليا التي قررت أخيرا إلغاء القرار لأسباب إجرائية.

وقال رئيس المحكمة دون روبرتس في القرار الذي وافق عليه أربعة قضاة تقدميين آخرين «لا نقول إن كان إصدار داكا أو إلغاؤه سياسة مرتكزة. رجاحة هذه القرارات ليست مسؤوليتنا».

وأضاف «فحصنا فقط إن اتبعت الحكومة الشروط الإجرائية وقدمت تفسيرا معللا لفعلها»، وقد «أخفقت» في فعل ذلك في هذا الملف.

وفيما أغضب القرار البيت الأبيض، أشادت به المعارضة الديموقراطية وفاعلون اقتصاديون ومن المجتمع المدني.

وقال السناتور بيرني ساندرز على «تويتر» إن «قرار ترامب إيقاف برنامج داكا أحد أبشع وأقسى القرارات التي اتخذها رئيس في التاريخ الحديث. لقد انهزم». وهنأ ساندرز «الحالمين» وداعميهم على «النصر الكبير».

من جهتها، قالت منظمة «تك.نت» التي تمثل مشغّلي قطع التكنولوجيا العالية إن «أمتنا تعتمد على مهنيين موهوبين على غرار المستفيدين من داكا».

أما منظمة «أكلو» للدفاع عن الحقوق المدنية، فاعتبرت أن القرار «يؤكد ما كنا نعرفه دائما: أميركا بلدهم».

شدد داعمو هؤلاء الشباب طوال أطوار القضية على أهمية مساهمتهم في حياة الولايات المتحدة. وقدموا في أبريل أدلة للمحكمة على الدور المهم الذي يلعبه «الحالمون» في مكافحة وباء كوفيد-19.

وقالوا محذرين من الأثر «الكارثي» لإنهاء برنامج «داكا» إن «نحو 27 ألف مستفيد من برنامج داكا يعملون في قطاع الصحة، بينهم ممرضون وأطباء أسنان وصيدلانيون ومساعدون طبيون ومساعدون للمرضى إلخ، ونحو 200 منهم طلبة طب».

من جهته، ورغم وعيه بشعبيتهم لدى الرأي العام، لم يتوقف ترامب عن مهاجمة «الحالمين»

وقال على «تويتر» يوم عقد جلسة المحكمة، في 12 نوفمبر، إن «كثيرا من المستفيدين من داكا، الذين لم يعودوا صغارا، ليسوا ملائكة. بعضهم مجرمون عتاة»، لكنه وعد بإيجاد حلّ يسمح ببقائهم في الولايات المتحدة.

وحاول الرئيس الجمهوري سابقا استعمالهم كورقة مقايضة مع المعارضة، مقترحا أن يمنحهم وضعا دائما مقابل الموافقة على تمويلات لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.

و«الحالمون»، وهو لقب يطلق على المهاجرين دون الثلاثين عاما الذين وصلوا الولايات المتحدة في طفولتهم بطريقة غير نظامية، ومنحهم أرقام ضمان اجتماعي ضرورية للحصول على عمل أو رخصة قيادة أو الدراسة في الولايات المتحدة.

الأكثر مشاركة