واشنطن تشكك في «مصداقية» أرقام إصابات «كورونا» بالصين
شككت الولايات المتحدة في «مصداقية» الأرقام التي قدمتها الصين والمتعلقة بعدد الإصابات لديها إثر ظهور فيروس كورونا المستجد مجدداً في بكين، داعية إلى إرسال مراقبين «محايدين»، فيما تم عزل العاصمة الصينية بكين عن بقية البلاد، وسط تسجيل 32 حالة إصابة جديدة بالفيروس في المدينة.
وتفصيلاً، أشارت وزارة الصحة الصينية إلى أنه تم تسجيل 158 إصابة بالفيروس منذ الأسبوع الماضي في العاصمة الصينية التي يبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة، مشددة في الوقت نفسه على أن الوباء «تحت السيطرة».
غير أن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشرق آسيا، ديفيد ستيلويل، قال للصحافيين: «أود أن أصدق أن أرقامهم أقرب إلى الواقع مما رأيناه في ووهان وأجزاء أخرى من الصين».
وتتهم واشنطن السلطات الصينية بالكذب في ما يتعلق بالحصيلة الرسمية التي تشير إلى تسجيل نحو 83 ألف إصابة بالفيروس في الصين بينها أكثر من 4600 وفاة منذ ظهور الوباء في مدينة ووهان أواخر 2019.
كما تعتقد إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن بكين أخفت حجم الوباء وشدته، وهو الأمر الذي سهل انتشار الفيروس الذي أودى بأكثر من 450 ألف شخص حول العالم، وأجبر الحكومات على فرض حجْر على السكان وإغلاق الاقتصادات.
وقال ستيلويل: «عندما يتعلق الأمر بالبيانات فإن المصداقية مهمة، وعندما نفقد المصداقية يصبح من الصعب استعادتها»، معتبراً أن «الطريقة الوحيدة لاستعادة» مصداقية الصين هي من خلال «القبول بنشر مراقبين محايدين يساعدون على فهم ما حدث بالضبط» في بداية الوباء.
وأكد أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أعرب بوضوح عن مطلب «الشفافية» هذا خلال لقائه المسؤول الصيني الرفيع يانغ جيشي، أول من أمس، في هاواي.
وأدى الجدل الدائر حول إدارة أزمة الفيروس إلى تدهور ملحوظ في العلاقات المتوترة أصلاً بين الولايات المتحدة والصين.
يأتي ذلك في وقت رأى خبير الأمراض المعدية الأميركي أنطوني فاوتشي، أول من أمس، في مقابلة أجرتها معه وكالة «فرانس برس» أنه لن يكون من الضروري اتخاذ تدابير عزل جديدة في أميركا رغم ارتفاع عدد الإصابات في بعض الولايات الأميركية.
وقال كبير علماء الأوبئة لدى البيت الأبيض ومستشار الرئيس ترامب لشؤون الوباء «لا أعتقد أننا سنتحدث عن الرجوع إلى الإغلاق. أعتقد أننا سنتحدث عن محاولة التحكم بشكل أفضل بتلك المناطق من البلاد التي يبدو أنها تعاني زيادة في عدد الحالات».
وقال فاوتشي بشأن إدارة الولايات المتحدة لأزمة المرض الناجم عن الفيروس: «كان بإمكاننا القيام بالكثير من الأمور بطريقة أفضل».
وشدد على ضرورة اتباع نهج محلي في كل مرحلة من العودة إلى الوضع الطبيعي في البلاد، بما في ذلك ما يتعلق بالمسألة الحاسمة حول موعد إعادة فتح المدارس.
وأشار إلى أنه في «المقاطعات التي لا توجد فيها حالات إصابة على الإطلاق، ليست هناك مشكلة في فتح المدارس». وأضاف أنه في أجزاء أخرى من البلاد «يوجد عدد ضئيل من الإصابات، (وهي أماكن) يمكن فيها تأخير فتح المدارس».
وتابع «هناك أيضاً أماكن في البلاد حيث (معدل) العدوى في حده الأدنى، وينبغي إذاً تغيير الروتين فيها: اتباع التناوب في الأيام، صباحاً أو بعد الظهر، تأمين التباعد بين الناس وفرض وضع الكمامات».
وبدا فاوتشي حذراً جداً بشأن السفر، وقال إنه من الواضح أن هناك مصلحة في العودة إلى «شكل معين من الوضع الطبيعي في مبادلاتنا مع الدول الأخرى».
إلا أن فاوتشي لم يجازف في توقع موعد إعادة تسيير الرحلات مع أوروبا، مؤكداً أنه يتم تقييم الوضع بشكل يومي.
في المقابل، أعلنت الصين، أمس، تسجيل 32 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في الوقت الذي دخلت فيه مزيد من إجراءات عزل بكين عن بقية البلاد حيز التنفيذ، حيث ضرب تفشٍّ جديد أكبر سوق زراعية بالعاصمة وأصاب 183 شخصًا الأسبوع الماضي.
ومن بين الحالات المسجلة حديثاً، تم تشخيص 25 حالة في بكين، كما تم تسجيل حالتين أخريين في مقاطعة هوبي المجاورة، وحالة واحدة في مقاطعة لياونينغ الشمالية الشرقية.
أما بقية الحالات فكانت لوافدين من خارج البلاد في مقاطعتي قوانغدونغ وقانسو.
وتم تعليق عمل جميع خطوط الحافلات بين المقاطعات، أمس، والتي تربط بكين ببقية البلاد.
كما تم إلغاء المئات من الرحلات الجوية من مطارات بكين الدولية مع حظر السفر غير الضروري، كما أنه أصبح من المطلوب إثبات سلبية نتائج الفحوص الأخيرة المتعلقة بالحمض النووي من أجل مغادرة العاصمة.
وتم تعليق الدراسة في جميع أنحاء المدينة في وقت سابق، ووجهت أوامر لكل حي بتنفيذ أنظمة «إدارة مغلقة» تشرف على تحركات السكان وتسيطر عليها.
- أدى الجدل الدائر حول إدارة أزمة الفيروس إلى تدهور ملحوظ في العلاقات المتوترة أصلاً بين البلدين.
- قال فاوتشي بشأن إدارة أميركا لأزمة «كورونا»: «كان بإمكاننا القيام بالكثير من الأمور بطريقة أفضل».