آخر علم من حقبة "العبودية" في الولايات المتحدة يسقط بقرار برلماني
أقرّ برلمان ميسيسيبي، أمس الأحد، مشروع قانون لإزالة شعار الكونفدرالية عن علم الولاية الأميركية الجنوبية، آخر ولاية كانت لا تزال ملتزمة بهذا الرمز الذي يذكر بحقبة العبودية.
وصوت المشرعون في ميسيسيبي، مساء الأحد، لصالح إزالة شعار الكونفدرالية عن علم الولاية، في خطوة تلبي أحد مطالب الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة، والتي تدعو لاجتثاث وإسقاط كل رموز الماضي العنصري للبلاد.
وميسيسيبي هي الولاية الأميركية الوحيدة التي ما زالت رايتها تحتفظ بعلم "الولايات المتحدة الكونفدرالية" منذ عام 1894، المؤلف من مستطيل أبيض في أعلى زاويته اليسرى مربع أحمر يتوسطه صليب أزرق قطري بداخله نجوم صغيرة بيضاء.
وهذا العلم، الذي كان يمثل الولايات الجنوبية التي رفضت إلغاء العبودية خلال حرب الانفصال (1861-1865)، يمثل بالنسبة إلى كثيرين رمزاً للماضي العنصري للبلاد.
وخلال الاحتجاجات الضخمة المناهضة للعنصرية، التي هزت الولايات المتحدة في مايو الفائت، كان أحد مطالب المحتجين التخلص من هذا العلم وإزالة تماثيل الجنرالات الكونفدراليين والشخصيات التي كانت مناهضة لإلغاء العبودية واجتثاث سائر المظاهر التكريمية لهؤلاء.
وكانت بطولة ناسكار للسيارات منعت رفع أعلام الكونفدرالية على مدرجاتها حيث غالباً ما يرفع المشجعون هذه الأعلام ولا سيما في الجنوب حيث تشتهر هذه السباقات.
وميسيسيبي، التي لديها ماض طويل في الفصل العنصري، هي الولاية الوحيدة التي ما زالت تحتفظ بالشعار الكونفدرالي على علمها بعد أن تخلت عنه جورجيا في 2003.
وقبل عامين، رفض المشرعون في ميسيسيبي التخلص من علم اعتبروه جزءاً لا يتجزأ من تراث الجنوب وثقافته.
لكن الضغط المتزايد لدوائر الأعمال والرياضة والثقافة والمجتمع المدني في الولاية أثمر تحولاً في موقف هؤلاء المشرعين، الذين وافقوا السبت بأغلبية ثلثي أعضاء كونغرس الولاية بمجلسيه (مجلس النواب ومجلس الشيوخ) على قرار يجيز مناقشة مشروع قانون لإعادة رسم علم الولاية.
ومشروع القانون نص على إزالة هذا الرمز المحرج من علم الولاية واستبداله بعلم آخر ستقترحه لاحقاً لجنة برلمانية ويعرض على ناخبي الولاية لإقراره في استفتاء عام في نوفمبر.
والسبت أعلن حاكم الولاية تيت ريفز، الذي سبق له وأن عارض تغيير علم الولاية، أنه لن يستخدم حق النقض الذي يتمتع به لرد هذا القانون، بل سيوقع عليه إذا ما تم إقراره.
وخلال المناقشات الساخنة التي جرت السبت حول هذه المسألة، لفت عضو كونغرس الولاية إدوارد بلاكمان وهو ديموقراطي أسود، إلى مدى صعوبة مروره أمام العلم الكونفدرالي كل يوم تقريباً.
وقال "آمل أن يجعلنا (العلم المقبل) عندما ننظر إليه نشعر بالفخر جميعاً، وليس بعضنا فقط".