مصر والسودان تنتقدان أديس أبابا في بداية محادثات جديدة
السيسي: التفاوض بشأن سد النهضة الإثيوبي «معركة ستطول»
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حرص بلاده على التعامل مع قضية سد النهضة الإثيوبي من خلال التفاوض الذي قد يطول، مشدداً على عدم التوقيع على شيء لن يحقق المصلحة القومية، فيما انتقدت مصر والسودان، أول من أمس، إثيوبيا، بسبب ما وصفته الدولتان بملئها خزان سد النهضة المشيد على النيل الأزرق على نحو أحادي، وذلك في بداية جولة جديدة من المحادثات الهادفة إلى تنظيم تدفق المياه من المشروع الضخم.
وتفصيلاً، قال السيسي، أمس، خلال افتتاح المدينة الصناعية بالروبيكي، على الطريق بين القاهرة والسويس، إن «قلق الشعب المصري من سد النهضة قلق مشروع، لكن علينا أن نعلم ونتأكد بعدالة موقفنا في سد النهضة».
وأضاف: «هذه القضية، تاريخية، مثل الهرم والحضارة المصرية، قامت منذ آلاف السنين على ضفاف هذا النهر العظيم، ومن هنا تأتي عدالة موقفنا وقضيتنا في سد النهضة، ولكن في الوقت ذاته فإن الموقف المصري الثابت أنه إذا كان من حق الدول استخدام المياه في التنمية، فمن حقنا نحن عدم تعرضنا لأي ضرر».
وتابع: «نحن في معركة تفاوض ربما ستطول، ولكن لن نوقع على شيء لن يحقق المصلحة القومية»، لافتاً إلى ضرورة أن يقوم الإعلام بدوره، دون استخدام لغة التهديد.
وأضاف: «أطمئن المصريين بخصوص ملف سد النهضة، لن يستطيع أحد أن يجور علينا أو يجور على حقوق مصر وأمنها القومي، سواء في قضية المياه أو غير ذلك».
واستكمل السيسي: «شواغلنا هي العمل، لأن العمل يمنحنا القوة والردع لمن يحاول المساس بحقوقنا»، داعياً إلى تكثيف العمل وزيادة الإنتاج.
ويخشى السودان ومصر أن يؤدي السد، الذي يهدف إلى توليد الكهرباء، وتبلغ كلفته أربعة مليارات دولار، إلى نقص في حصة كل منهما من المياه. ويثير المشروع مخاوف في مصر من تناقص أكبر في مياه النيل. والنيل الأزرق رافد من روافد نهر النيل، وتحصل مصر على 90% من مياهها العذبة منه.
وأخفقت مفاوضات شاقة جرت على مدى نحو عقد في التوصل لاتفاق لتنظيم كيفية ملء إثيوبيا لخزان السد وتشغيله، دون المساس بحصص المياه الشحيحة لدولتي المصب.
ويقام سد النهضة الكبير على بعد نحو 15 كيلومتراً فقط من الحدود مع السودان على النيل الأزرق، مصدر أغلب مياه النيل.
وفي الأسبوع الماضي، قالت إثيوبيا، التي تعتبر أن السد حيوي لتوفير احتياجات شعبها من الكهرباء، إنها أنجزت ما كانت تستهدفه في العام الأول في ما يتعلق بملء خزان سد النهضة، وذلك بفضل موسم الأمطار الغزيرة.
وقالت وزارة الري المصرية في بيان «أعربت دولتا المصب عن شواغلهما إزاء الملء الأحادي الذي قامت به إثيوبيا، الأمر الذي ألقى بظلاله على الاجتماع، وأثار تساؤلات كثيرة حول جدوى المسار الحالي للمفاوضات والوصول إلى اتفاق عادل للملء والتشغيل».
وقالت وزارة الري السودانية في بيان إن السودان يعتبر تصرف إثيوبيا «بالبدء في الملء الأول للسد، قبل التوصل لاتفاق ملزم بين الدول الثلاث، سابقة مضرة ومقلقة في مسار التعاون بين الدول المعنية».
ولم يرد تعليق من إثيوبيا بعد. ومن بين القضايا التي تناقشها المحادثات، التي يستضيفها الاتحاد الإفريقي، كيفية تشغيل السد خلال الأعوام الجافة التي تقل فيها معدلات هطول الأمطار، وما إذا كان الاتفاق وآلياته لفض المنازعات يجب أن يكون ملزماً قانوناً.
السيسي: لن يستطيع أحد أن يجور علينا أو يجور على حقوق مصر وأمنها القومي، سواء في قضية المياه أو غير ذلك.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news