سر السحابة البرتقالية في انفجار بيروت
يبدو أن الألعاب النارية، ونترات الأمونيوم كانت الوقود الذي أشعل انفجار بيروت الضخم والذي هز العاصمة اللبنانية وفق ما ذكره خبراء وما أظهرته تسجيلات الفيديو. وتشبه الأضرار التي وقعت من مركز الانفجار في مرفأ بيروت وفي أماكن أخرى تبعد بضعة كيلومترات، انفجارات أخرى نجمت عن مُركب كيماوي يستخدم عادة كسماد زراعي كيماوي.
ولكن المُركب لا ينفجر لوحده، وإنما يتطلب مصدر إشعال آخر، الذي جاء ربما من النيران التي اندلعت في البداية، وظهرت بأنها ألعاب نارية كانت مخزنة في الميناء.
وتظهر اللحظات الأولى المصورة عبر الفيديو للكارثة اندلاع الشرر والضوء داخل الدخان المتصاعد من النيران، قبيل الانفجار. وهو الأمر الذي يشير إلى وجود ألعاب نارية، وقال خبير الصواريخ الأميركي في معهد الدراسات الدولية في كاليفورنيا، جيفري لويس: "يبدو الأمر مثل حادث. ففي البداية كان هناك حريق قبل الانفجار الذي لم يكن هجوما. وتظهر بعض تسجيلات الفيديو صوت طقطقة، ومن الشائع أن نرى حريقا يؤدي إلى انفجارات. فإذا اندلع حريق بجانب مادة متفجرة ولم يتم إطفاء الحريق بسرعة فسيحدث الانفجار".
وقال لويس إن السحابة التي ترافقت مع الانفجار الضخم ظهرت وكأنها سحابة متكثفة وهي تظهر عادة عند وقوع الانفجارات الضخمة في ظروف الرطوبة المرتفعة التي تأتي بعد أمواج صدمة الانفجار.
سر السحابة البرتقالية
وبحسب لويس، فإن السحابة البرتقالية التي ظهرت بعد الانفجار، ربما أنها بسبب غاز ثاني أوكسيد النتروجين السام، الذي ينطلق بعد الانفجار الناجم عن النترات.
ويتعين على الخبراء تحديد قوة التفجير عن طريق قياس الحفرة الناجمة عنه، والتي بدت كبيرة إثر التصوير الجوي صباح اليوم الأربعاء. ولكن من غير المعروف ما الذي أشعل النار في البداية في مرفأ بيروت.
وقال وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي لإحدى محطات التلفزة المحلية إن الانفجار ناجم عن انفجار 2750 طن من نترات الأمونيوم، التي كانت مخزنة في أحد مستودعات الميناء منذ مصادرتها من سفينة شحن في عام 2014، دون أن يأتي على ذكر الألعاب النارية المشتعلة.
ومن غير المعروف ماهي الظروف التي تم فيها تخزين نترات الامونيوم، أو حتى أسباب تخزين أطنان من مادة متفجرة في الميناء لعدة سنوات، خاصة وسط أزمة اقتصادية خانقة نجم عنها تظاهرات واسعة خلال الأشهر الماضية.