الإمارات تشارك في المؤتمر الدولي لإغاثة الشعب اللبناني
مؤتمر دعم لبنان يتعهد بتقديم مساعدة بقيمة 250 مليون يورو
شددت الدول التي شاركت عبر الفيديو، أمس، في مؤتمر مساعدة لبنان، الذي عقد بمشاركة دولة الإمارات، على وجوب إيصال هذه المساعدة للسكان «بشكل مباشر»، وفي إطار «الشفافية»، معلنة تقديم مساعدات للبنان بقيمة 250 مليون يورو.
وتفصيلاً، أعلن الإليزيه، أمس، أن المساعدة العاجلة التي تعهد المشاركون في مؤتمر دعم لبنان بتقديمها بعد الانفجار الهائل الذي دمر مناطق واسعة من بيروت، تجاوزت 250 مليون يورو.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن القيمة الإجمالية «للمساعدة العاجلة» هي 252.7 مليون يورو، بينها 30 مليون يورو من جانب فرنسا.
من جهتها، أكدت وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ريم بنت إبراهيم الهاشمي، خلال مشاركتها في أعمال مؤتمر المانحين المخصص لمساعدة الشعب اللبناني، أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات وجهت بتقديم كل دعم ممكن للأشقاء اللبنانيين، حيث تم إرسال 80 طناً من المساعدات من خلال ثلاث رحلات جوية، لتعزيز جهود الطواقم الطبية التي تعمل بشكل دؤوب من أجل إنقاذ المصابين والمتضررين في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، الثلاثاء الماضي، وذلك بالتعاون مع المنظمات والأطراف الدولية الفاعلة، كمنظمة الصحة العالمية، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر، والهلال الأحمر والصليب الأحمر اللبناني، لضمان سرعة الاستجابة ووصول المساعدات إلى مستحقيها.
وأضافت الهاشمي أن «دولة الإمارات تؤكد أن تجاوز الأزمة الراهنة وتداعياتها يتطلب أن تكون كل المنافذ والموانئ والمطارات تحت الإشراف المنفرد للدولة، وتفعيل قرار مجلس الأمن رقم 1701 الهادف إلى نزع الأسلحة، ليكون مقتصراً في يد القوات المسلحة اللبنانية».
وقال المشاركون في بيان صدر في ختام المؤتمر إنهم «توافقوا على وجوب أن تكون مساعدتهم منسقة بشكل جيد برعاية الأمم المتحدة، على أن تقدم مباشرة إلى الشعب اللبناني، مع أكبر قدر من الفاعلية والشفافية».
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد دعا إلى «التحرك سريعاً وبفعالية»، لضمان وصول المساعدات «مباشرة» إلى الشعب اللبناني، وذلك في مستهل المؤتمر الدولي لدعم لبنان. وقال الرئيس الفرنسي إن العالم مدين للشعب اللبناني بالدعم، بعد انفجار هائل دمر عاصمته، وأوقع 158 قتيلاً.وحثّ ماكرون السلطات اللبنانية على «التحرك لتجنيب البلاد الغرق، والاستجابة للتطلعات التي يعبر عنها الشعب اللبناني حالياً بشكل مشروع في شوارع بيروت»، وقال «علينا أن نفعل جميعاً ما أمكن لكي لا يهيمن العنف والفوضى على المشهد في لبنان».
وأضاف ماكرون «لكن اليوم، من يصب هذا الانقسام والفوضى في مصلحتها، هي القوى التي تريد بطريقة أو بأخرى إلحاق الأذى بالشعب اللبناني».
وافتتح ماكرون من مقره الصيفي في بريغانسون في جنوب فرنسا هذا المؤتمر الذي تنظمه باريس والأمم المتحدة بشكل مشترك، ويضم عشرات من قادة العالم، بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي بيروت، أكد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية، أمس، أن المطالبة بالتحقيق الدولي في قضية انفجار مرفأ بيروت الهدف منها تضييع الحقيقة.
وقال المكتب، في بيان صحافي أوردته «الوكالة الوطنية للإعلام»: «نشر موقع أساس الإلكتروني معلومات مغلوطة حول لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، وتناقلت وسائل الإعلام هذه المعلومات حول موقف عون من تولي جهات عربية أو دولية التحقيق في الانفجار الكبير في مرفأ بيروت».
وأكد المكتب أن «لا صحة مطلقاً لرواية موقع أساس، لأن موقف عون عبّر عنه خلال الحوار مع الإعلاميين الجمعة ، حيث اعتبر أن المطالبة بالتحقيق الدولي في قضية المرفأ الهدف منها تضييع الحقيقة».
في الأثناء، أعلنت وزيرة الإعلام اللبنانية، منال عبدالصمد، أمس، استقالتها من الحكومة اللبنانية، لتكون أول عضو في مجلس الوزراء يغادر منصبه، بعد أيام على انفجار مرفأ بيروت. وقالت عبدالصمد في كلمة بثتها وسائل إعلام محلية «بعد هول كارثة بيروت، أتقدم باستقالتي من الحكومة، متمنية لوطننا الحبيب لبنان استعادة عافيته في أسرع وقت ممكن».
وبحسب وسائل إعلام محلية قدم وزير البيئة دميانوس قطار استقالته في وقت يتجه وزير الاقتصاد للاستقالة أيضاً. وفي أول تعليق له، قال قطار: «رفاق ولادي ماتوا».
ويأتي إعلان عبدالصمد، إثر استقالة خمسة نواب من البرلمان، يمثل ثلاثة منهم حزب الكتائب الذي يُعد من أشد معارضي السلطة منذ سنوات، فضلاً عن النائبة المستقلة بولا يعقوبيان ومروان حمادة المقرّب من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.
من جهته، يبدأ مجلس النواب اللبناني عقد جلسات مفتوحة من يوم الخميس المقبل في قصر الاونيسكو، لمناقشة الحكومة بشأن انفجار مرفأ بيروت. من جانبه، دعا البطريك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، خلال عظة الأحد، الحكومة إلى الاستقالة.
وقال «لا تكفي استقالة نائب من هنا ووزير من هناك، بل يجب، تحسساً لمشاعر اللبنانيين وللمسؤولية الجسيمة، الوصول إلى استقالة الحكومة برمَّتها، وإلى إجراء انتخابات نيابيَّة مبكّرة، بدلاً من مجلس بات عاطلاً عن عمله».
وأضاف أن «ما شهدناه من تحركات شعبية غاضبة يؤكّد على نفاد صبر الشعب اللبناني المقهور والمذلول، ويدل على التصميم على التغيير إلى الأفضل».
على صلة، توالت أمس الدعوات للعودة إلى الشارع للتظاهر ضد السلطة الحاكمة، غداة تظاهرات ضخمة ومواجهات عنيفة بين القوى الأمنية ومحتجين اقتحموا وزارات عدة، مطالبين بالمحاسبة بعد انفجار بيروت.
• مجلس النواب اللبناني يناقش الحكومة بشأن انفجار مرفأ بيروت الخميس المقبل.
• استقالة وزيرة الإعلام.. والرئاسة اللبنانية تعتبر التحقيق الدولي في الانفجار تضييعاً للحقيقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news