«كورونا» يتباطأ في معظم مناطق العالم.. رغم استمرار انتشاره
أظهرت بيانات جديدة لمنظمة الصحة العالمية أن وباء «كوفيد-19» يتباطأ في معظم مناطق العالم، لاسيما في الأميركيتين، رغم استمرار تفشيه، وفي وقت أعلنت فيه شركة الأدوية البريطانية أسترازينيكا، التي تعد لقاحاً مضاداً لـ«كوفيد-19»، أمس، أنها بدأت تجارب المرحلة الأولى على دواء أعدته، بهدف توفير الوقاية من المرض وعلاجه، قال مدير مجموعة اللقاحات في جامعة أوكسفورد، آندرو بولارد، إن لقاحاً تجريبياً مضاداً تطوره الجامعة، بالتعاون مع «أسترازينيكا» قد يُقدم للجهات التنظيمية هذا العام، إذا تمكن العلماء من جمع ما يكفي من البيانات.
وتفصيلاً، تم تسجيل أكثر من 1.7 مليون إصابة جديدة، ونحو 39 ألف وفاة إضافية بفيروس «كورونا» الأسبوع الماضي، كما أفادت منظمة الصحة، في تقرير تقييمي، نشر في وقت متأخر الإثنين.
وتبين معدلات الأسبوع، الذي انتهى في 23 أغسطس، تراجعاً بنسبة 5% في عدد الإصابات بالعالم، وبنسبة 12% في عدد الوفيات، بالمقارنة مع الأسبوع الذي سبقه.
ورغم هذا التباطؤ، فقد بلغ عدد الإصابات بالوباء 23 مليوناً، والوفيات أكثر من 813 ألفاً.
وباستثناء جنوب شرق آسيا وشرق المتوسط، سجلت كل المناطق تراجعاً في عدد الإصابات والوفيات الجديدة، بحسب المنظمة.
وتبقى الأميركتان إلى حد بعيد أكثر المناطق تضرراً في العالم، إذ سجلتا، الأسبوع الماضي، أكثر من نصف الإصابات الجديدة عالمياً، و62% من الوفيات.
لكن المنطقة سجلت، أيضاً، التباطؤ الأكبر مع تراجع عدد الإصابات الجديدة بمعدل 11%، والوفيات بمعدل 17%، مقارنة بالأسبوع السابق. ويعود ذلك خصوصاً إلى تراجع عدد الإصابات المعلنة بالولايات المتحدة والبرازيل، الدولتين الأكثر تضرراً في العالم، كما أظهرت البيانات.
في المقابل، حذرت المنظمة من أن عدداً من الدول والأقاليم في منطقة الكاريبي سجلت ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات، مشيرةً إلى أن ذلك قد يكون مرتبطاً بتنامي النشاط السياحي.
وسجلت منطقة جنوب شرق آسيا، ثاني أكثر مناطق العالم تضرراً من الوباء، 28% من إجمالي إصابات الأسبوع الماضي، و19% من إجمالي الوفيات، بارتفاع نسبته 4% عن الأسبوع الفائت.
وتسجل الهند العدد الأكبر من الإصابات والوفيات في تلك المنطقة، مع 455 ألف إصابة جديدة الأسبوع الماضي، ما يرفع إجمالي الإصابات فيها إلى أكثر من ثلاثة ملايين، مع 6700 وفاة جديدة، ترفع الحصيلة إلى أكثر من 56 ألفاً و700 حالة.
وواصل عدد الإصابات الارتفاع، أيضاً، في منطقة شرق المتوسط الأسبوع الماضي، بزيادة 4% على الأسبوع الذي سبقه، لكن الوفيات الجديدة انخفضت للأسبوع السادس على التوالي.
وفي أوروبا، التي ارتفع فيها تدريجياً عدد الإصابات الجديدة، خلال الأسابيع الأخيرة، أظهر المسار الوبائي تباطؤاً محدوداً، وفق البيانات.
وواصل عدد الوفيات الجديدة في أوروبا التراجع، وانخفض بنسبة 12%، مقارنة مع الأسبوع السابق.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه شركة الأدوية البريطانية أسترازينيكا أنها بدأت تجارب المرحلة الأولى على دواء، لتوفير الوقاية من «كورونا» وعلاجه. وتلقى المشاركون الأوائل في هذه التجربة جرعتهم من هذا الدواء، وهو مزيج من اثنين من الأجسام المضادة، كما أوضحت الشركة في بيان.
وستحدد المرحلة الأولى، التي تضم 48 متطوعاً بريطانياً، يتمتعون بصحة جيدة، تراوح أعمارهم بين 18 و55 عاماً، ما إذا كان الدواء (واسمه الرمزي هو AZD7442) آمناً، وتراقب كيف يستجيب له جسم الإنسان.
وتمول التجربة حكومة الولايات المتحدة، من خلال وزارة الدفاع، ووزارة الصحة. وتصف المجموعة هذه التجارب بأنها «خطوة مهمة»، للدواء الذي يمكن أن يستخدمه الأشخاص المعرضون للفيروس، والمصابون به بالفعل.
ومن المتوقع ظهور نتائج المرحلة الأولى في النصف الثاني من السنة، وإذا كانت نهائية، فستنتقل «أسترازينيكا» إلى تجارب المرحلتين الثانية والثالثة، على نطاق أوسع لتقييم فاعلية الدواء.
وتعمل «أسترازينيكا»، أيضاً، مع جامعة أكسفورد، على تطوير لقاح ضد الفيروس، بلغ تجارب المرحلة الثالثة بمشاركة آلاف الأشخاص، ويتوقع صدور نتائجها اعتباراً من سبتمبر.
ويثير هذا المشروع الكثير من الترقب، لدرجة أنه وفقاً لتقارير صحافية، يفكر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في تسريع عملية السماح باستخدامه في الولايات المتحدة.
من جانبها، أكدت الحكومة البريطانية، أول من أمس، أن المملكة المتحدة ستكون أول من يستفيد منه، إذا تمت الموافقة عليه.
بدوره، قال مدير مجموعة اللقاحات في جامعة أوكسفورد، آندرو بولارد، إن اللقاح التجريبي، الذي تطوره الجامعة، بالتعاون مع «أسترازينيكا» قد يُقدم للجهات التنظيمية هذا العام، إذا تمكن العلماء من جمع ما يكفي من البيانات.
وأضاف بولارد، لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «من الممكن أن نقدم هذه البيانات للجهات التنظيمية هذا العام، إذا زادت الحالات سريعاً في التجارب السريرية، ومن ثم ستكون هناك عملية يمر بها، من أجل إجراء تقييم كامل للبيانات».
وأثار لقاح أوكسفورد آمالاً مبكرة في أولى تجاربه على البشر، عندما أثار استجابة مناعية، ما يسلط الضوء على مكانته كأحد اللقاحات الرائدة في السباق، لإنتاج لقاح مضاد للمرض الذي أصاب الاقتصاد العالمي بالشلل.
وتصدرت التجربة العناوين هذا الأسبوع، عندما قالت صحيفة «فايننشال تايمز» إن الإدارة الأميركية تدرس تعجيل إجراءات استخدام اللقاح في الولايات المتحدة، قبل انتخابات الرئاسة، المقررة في الثالث من نوفمبر.
وأضافت الصحيفة أن أحد الخيارات المطروحة، هو أن تصدر إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية تصريحاً باستخدام اللقاح المحتمل «في حالات الطوارئ» بأكتوبر.
واصل عدد الوفيات الجديدة في أوروبا التراجع، وانخفض بنسبة 12%، مقارنة مع الأسبوع السابق.
أثار لقاح أوكسفورد آمالاً مبكرة في أولى تجاربه على البشر، عندما أثار استجابة مناعية.