اعتماد إعلان رؤساء الدول والحكومات بمناسبة الإحتفال بالذكرى السنوية 75 لإنشاء الأمم المتحدة
اعتمد الإجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا اليوم ، إعلان رؤساء الدول والحكومات الممثِلة لشعوب العالم بمناسبة الإحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة.
حضر الاجتماع أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، ورؤساء الأجهزة الرئيسية للمنظمة الدولية وممثلو الدول الأعضاء فيها .
تناول مضمون الإعلان توجهات المجتمع الدولي بالدور الهام الذي تضطلع به المنظومة الدولية في مواجهة التحديات العالمية المشتركة، وعلى رأسها الجائحة وتحديات الأمن السلام والتنمية العالمسة وتغيرات المناخ.
وتناول الإعلان 12 محورا لعمل قادة ورؤساء العام خلال العشر سنوات القادمة، وشمل على تعهداتهم بعدم ترك أي أحد من الشعوب خلف الركب، وحماية الكوكب، وتعزيز السلام ومنع نشوب النزاع، والإلتزام بأحكام القانون الدولي وكفالة العدالة، ووضع النساء والفتيات في صميم الجهود المبذولة، وبناء جسور الثقة بين البلدان وداخلها، والعمل نحو تحسين التعاون الرقمي، وضمان توافر التمويل المستدام، وتعزيز الشركات والإصغاء إلى الشباب والعمل معهم، والإرتقاء بأداء الأمم المتحدة، والعمل نحو مواصلة الإستعداد لمواجهة الأزمات المتصلة بالصحة وكافة الأزمات الأخرى الناشبة وتحدياتها عبر توطيد التعاون والتنسيق والتضامن على الصعيد الدولي.
وجدد الإعلان تعهدات قادة العالم بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وتعزيز السلام ومنع النزاعات، واحترام القانون الدولي وسيادة القانون والعدالة، وتعزيز حقوق الإنسان والتنمية المستدامة للشعوب، وضمان المساواة بين الدول في السيادة والاستقلال، واحترام وحدة أراضي الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل النزاعات بالوسائل السلمية.
وحمل الإعلان تعهدات قادة العالم ببذل أقصى الجهود للتصدي لكافة التحديات الراهنة والمستجدة من أجل الوصول إلى عالم ينعم بالسلام والأمن والازدهار والتنمية وحقوق الإنسان، بكونها الركائز الأساسية التي أنشئت عليها الأمم المتحدة.. كما يؤكد قادة العالم في الإعلان بأنه لا توجد منظمة عالمية أخرى تعطي الأمل لتحقيق عالم أفضل وتحقيق المستقبل الذي يتطلع إليه الجميع إلى جانب تعهدهم بتعزيز السلام ومنع الصراعات وإنهاء التهديدات الموجهة للسلم والأمن الدوليين على وجه السرعة بالوسائل السلمية، والتقيد بالميثاق ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتمسك بالاتفاقات الدولية الخاصة بنزع السلاح وعدم الانتشار، وتغير المناخ والمحافظة على البيئة، كما يُشير الإعلان بأن الإرهاب والتطرف العنيف يشكلان تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين.
ودعا الإعلان الأمين العام للأمم المتحدة إلى تعزيز الأدوات اللازمة لمنع اندلاع الأعمال العدائية في البر والبحر والجو، وفي الفضاء السيبراني.. وأكد على دعم قادة العالم الكامل لمبادرة الأمين العام من أجل وقف عالمي لإطلاق النار، واحترام القانون الدولي الإنساني وبناء السلام والحفاظ عليه بكونه إحدى المسؤوليات الرئيسية للأمم المتحدة.
وتطرق الإعلان لجائحة كورونا، وللتحديات الناجمة عنها، لافتا إلى أنه لا يمكن التصدي لها إلا من خلال التعددية النشطة.. وأشار إلى أن هذه الجائحة تُعد أكبر تحدٍي عالمي في تاريخ الأمم المتحدة، فهي لم تتسبب فقط في الموت والمرض فحسب، بل أيضا في خلق ركود اقتصادي عالمي، وتزايد الفقر والقلق والخوف، وفرض ضغط هائل على مجتمعاتنا واقتصاداتنا وأنظمتنا الصحية، وإلحاق الضرر بالبلدان الأكثر ضعفاً وهشاشة، "مما يُلقي على الجميع مسؤولية تكثيف التعاون والتضامن لإنهاء الوباء ومعالجة عواقبه، والتصدي للأوبئة المستقبلية والتحديات العالمية الأخرى." كما أكد الإعلان أيضا على دور المرأة والشباب من أجل السلام والتنمية، وعدم تهميشهم وتعزيز مشاركتهم الهادفة في كافة مناحي الحياة.. كما يتناول كافة المسائل الجوهرية التي تمس البشرية، ويتعهد بتعزيز الشراكة والتعاون لمعالجتها، وبما يتماشى مع روح ونص ميثاق الأمم المتحدة.
وشدّد الإعلان على أن استدامة كوكب الأرض ورفاهية الأجيال لعقود قادمة لن يتحقق إلا من خلال العمل الجماعي والبناء على التقدم المحرز خلال الـ 75 سنة الماضية منذ تأسيس الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن قادة العالم مصممون على العمل لضمان المستقبل الذي ينشده المجتمع الدولي، بما في ذلك تعبئة الموارد وتعزيز الجهود وإظهار الإرادة السياسية غير المسبوقة، والعمل مع الشركاء لتعزيز التنسيق والحوكمة العالمية من أجل المستقبل المشترك للأجيال الحالية والقادمة.
ودعا الإعلان الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن يقدم تقريرا قبل نهاية الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة، يتضمن توصيات لتنفيذ الإعلان والاستجابة للتحديات الحالية والمستقبلية.. كما يتعهد القادة بنقل هذا الإعلان إلى الشعوب روحاً ونصاً.