«رسائل هيلاري» تكشف خطط قطر لإثارة الفوضى والإرهاب
رفعت وزارة الخارجية الأميركية، أول من أمس، السرية عن عدد من الرسائل الإلكترونية الخاصة بوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، التي شغلت هذا المنصب أثناء ولاية الرئيس السابق باراك أوباما، وتضمنت الرسائل الالكترونية أموراً سياسية مهمة غاية في الحساسية السياسية. وكشفت رسائل «البريد الإلكتروني» عن الكثير من الأسرار والمكائد التي كانت تحاك ضد دول عربية، من بينها خطط لإثارة الفوضى والإرهاب في منطقة الشرق الأوسط والتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وتضمنت تلك الرسائل معاملة قطر السيئة للعمال الوافدين، و«العمل القسري» الذي يواجهونه، حيث حذرت منظمة هيومان رايتس ووتش في 13 يونيو 2012، من أن عمال البناء الوافدين إلى قطر، التي تستعد لاستضافة كأس العالم 2022، يتعرضون لخطر الانتهاكات الجسيمة التي تصل إلى حد «العمل القسري»، وطلبت مديرة «هيومان رايتس ووتش» في الشرق الأوسط، سارة ليا ويتسن، من حكومة قطر التأكد من أن الملاعب المتطورة ذات التقنية العالية التي تخطط لبنائها لمشجعي كأس العالم ليست مبنية على ظهور العمال الذين يتعرضون للإساءة والاستغلال.
وذكرت الرسائل المسربة أن هيلاري وفريقها تحدثوا عن إنشاء شبكة إعلامية ضخمة لدعم «تنظيم الإخوان»، بدعم قطري يصل إلى 100 مليون دولار، تحت إدارة مدير قناة الجزيرة السابق، وضاح خنفر، على غرار وكالة «صوت أميركا». وكشفت وزارة الخارجية الأميركية عن عدد من رسائل البريد الإلكتروني التي تشير الى مواقف متقلبة للإدارة الأميركية من دعم حلفائها في المنطقة، وخطط مشبوهة لدعم الفوضى والحركات الإسلامية السياسية.
وأشارت الرسائل إلى أن هيلاري، خلال زيارة لها للدوحة، فضلت لقاء العديد من قادة شبكة «قناة الجزيرة» والتحدث معهم لساعات خلال زيارتها للقاعدة العسكرية الأميركية في قطر. وشملت زيارات هيلاري للدوحة لقاءات خاصة مع مدير عام شبكة «الجزيرة» القطرية السابق وضاح خنفر، والمدير العام لقناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية طوني بورمان، وتبع ذلك لقاء مع أعضاء مجلس إدارة قناة الجزيرة في مقر القناة، شاركت فيه قيادة الشبكة القطرية. وشملت المباحثات التنسيق والاتفاق على زيارة وفد من «الجزيرة» إلى واشنطن في وقت لاحق في عام 2010، ولقاء مع رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، واستغلت هيلاري الزيارة لبث تقرير باللغة العربية يعرض على «الجزيرة» مدته 15 دقيقة يسلط الضوء على التزام الإدارة الأميركية تجاه المجتمعات المسلمة في العالم، بالإضافة إلى اجتماع مائدة مستديرة بين هيلاري والإعلام القطري المحلي، والذي ركز على العلاقات الثنائية بين إدارة أوباما والنظام الحاكم في قطر. وأكدت الرسائل المسربة حادثة إغلاق وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل الهاتف في وجه هيلاري، بعد أن طلبت من الرياض عدم إرسال قوات سعودية إلى البحرين عام 2011. وتضمنت «رسائل هيلاري الإلكترونية» العديد من القضايا والترتيبات التي كانت تدبر ضد دول الشرق الأوسط في مصر وتونس وليبيا والعراق وغيرها.
جدير بالذكر أن الإدارة الأميركية، برئاسة دونالد ترامب، كانت قد وعدت برفع السرية والحماية عن البريد الإلكتروني لهيلاري، والذي تم تنفيذه خلال الساعات الماضية.