الإمارات تستنكر العمل الإجرامي في فرنسا وتؤكد رفضها الدائم لجميع أشكال العنف
استنكرت دولة الإمارات بشدة العمل الإرهابي والإجرامي الذي وقع في كونفلان سان أونورين بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس، وأدى إلى مقتل مواطن فرنسي. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان لها، أمس، أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الجريمة النكراء ولجميع الأعمال الإرهابية، مشددة على أن القتل جريمة لا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال. كما شددت على رفضها الدائم لجميع أشكال العنف التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية.
وجددت الوزارة دعوتها الدائمة إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف، أياً كان شكله أو مصدره أو سببه، ووجوب احترام المقدسات والرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة إلى الأديان. كما أعربت الوزارة عن خالص تعازيها ومواساتها لأهل الضحية وللشعب الفرنسي.
في سياق متصل، أدان المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، بشدة، العمل الإرهابي الذي وقع في منطقة «كونفلان سان أونورين»، وجدد المجلس دعوته الدائمة إلى توحيد كل الجهود والمبادرات لمحاربة الإرهاب، واستئصال جذوره الفكرية، وملاحقة جماعاته، ومواجهة خطاب الكراهية والتحريض على العنف، أياً كان مصدره، مع احترام المقدسات وما يعتبر رمزاً دينياً عند جميع الطوائف الدينية، ودعا المجلس الجميع إلى الابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة إلى الأديان، واحترام دساتير الدول والنظم القانونية المنظمة للشأن العام.
ودعا المجلس إلى أهمية تفعيل القوانين والتشريعات الخاصة بالحد من استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر خطاب الكراهية والتطرف العنيف، وأشار إلى ضرورة تفعيل ما جاء في «إعلان أبوظبي لتجريم الإرهاب الإلكتروني» في عام 2017.
وأكد المجلس ضرورة تحصين المجتمعات المسلمة في بلدانها من خطر تفشي الفكر الديني المتطرف ونشاط الجماعات العنيفة، وذلك من خلال تفعيل الآليات الأكاديمية والمهنية والإلكترونية والإعلامية، لبلورة خطاب إسلامي حضاري قادر على ترسيخ القيم الإنسانية المشتركة بين كل المكونات المجتمعية، ونشر مبادئ الاعتدال والتسامح والمحبة، وترسيخ الانتماء للوطن، واحترام القانون والحوار والتعايش مع الأديان والثقافات الأخرى.
إلى ذلك، قالت مصادر بالشرطة الفرنسية إنه تم القبض على تسعة أشخاص، بعدما قام شاب يشتبه في أن له ميولاً متشددة بقطع رأس مدرس في الشارع في إحدى ضواحي باريس، أول من أمس.
ويحاول المحققون معرفة ما إن كان المهاجم، الذي أردته الشرطة قتيلاً بالرصاص بعد تنفيذ جريمته، تصرف بشكل منفرد أم له شركاء.
وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن الجاني يبلغ من العمر 18 عاماً، ومن أصول شيشانية.
وذكرت مصادر بالشرطة أن أربعة من أقارب المهاجم، من بينهم قاصر، اعتقلوا في الساعات التي تلت الهجوم في ضاحية كونفلانس سانت أونورين، التي تقطنها الطبقة المتوسطة. كما ألقت الشرطة القبض على أربعة خلال الليل، منهم اثنان من أولياء أمور تلاميذ مدرسة كوليج دو بوا دو لون التي يعمل بها المدرس.
وندد زعماء للجالية الإسلامية بالحادث الذي يعتبره كثيرون من الشخصيات العامة هجوماً على جوهر الدولة الفرنسية، وقيمها المتمثلة في حرية العقيدة والتعبير.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس، أمس، إن فرنسا ستتصرف بأشد درجات الحزم بعد هذا الحادث.