ترامب وبايدن واستعادة النفوذ الأميركي

الانتخابات الأميركية تؤثر تأثيراً مباشراً في شكل الاقتصاد العالمي، وفي السياسات المضطربة للديمقراطيات المجاورة، وفي الصراعات التي تعصف بالمجتمعات على بُعد آلاف الأميال.

كثير من البلدان لا يرحب بعودة الرئيس، دونالد ترامب، إلى السلطة، فقد أدى أسلوبه في التعامل مع العديد من الدول إلى إرباك التحالفات الأميركية التقليدية، حيث إن تبنيه لسياسات اليمين المتطرف في الداخل وحروبه التجارية في الخارج، جعل الكثيرين يتشككون في مستقبل النظام العالمي الليبرالي، ويرى خصومه المفترضون، لاسيما الصين وروسيا، في فترة ولاية ثانية له مزيداً من التفكك لتحالفات القرن الـ20، وتسارع انحسار النفوذ الأميركي على المسرح العالمي.

وعلى الرغم من أن منافس ترامب، نائب الرئيس السابق جو بايدن، قد وعد بنوع من استعادة النفوذ الأميركي على المسرح العالمي، فربما تعزز رئاسته العمل الجماعي بشأن التحديات الدولية، مثل تغير المناخ ووباء فيروس كورونا المستجد، لكنها لن تعيد الولايات المتحدة بطريقة سحرية إلى حقبة النفوذ الأميركي الماضية.

وإليكم ما تعنيه هذه الانتخابات بالنسبة لبلدين، هما روسيا والصين، فعلى مدى نصف عقد من الزمن، ظل الوجود الطيفي لروسيا يطارد السياسة الأميركية، فقد لعب نفوذ موسكو دوراً مثيراً للجدل في فوز ترامب المفاجئ بانتخابات 2016، وبمجرد وصول ترامب إلى السلطة انغمس على الفور تقريباً في معارك قانونية بشأن اتصالات حملته مع عملاء في الكرملين.

إلا أن روسيا أصبحت في عام 2020 في وضع أضعف مما كانت عليه عام 2016، واقتصادها متعثر بسبب انهيار أسعار النفط، والآن مع ارتفاع فرص بايدن في الفوز بالانتخابات، وفقاً لاستطلاعات الرأي، يتراجع الروبل الروسي بسبب مخاوف التغيير في الإدارة الأميركية. وفي عهد ترامب، بدأت «حرب باردة» جديدة بين بلاده والصين، فبعد أن فرض ترامب تعريفات جمركية وهدد بكين على «تويتر» بفرض المزيد من العقوبات، اتسعت خطوط الصدع الجيوسياسي، ما مهد الطريق لمنافسة شرسة بين القوتين العظميين، قد تحدد معالم العقود المقبلة.

تويتر