عون يكلّف الحريري تشكيل الحكومة الجديدة
كلف الرئيس اللبناني، ميشال عون، أمس، زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، تشكيل الحكومة الجديدة، حيث وعد الحريري الشعب اللبناني بوقف الانهيار الذي يهدد الاقتصاد، وتعهد بأن يشكل «سريعاً» حكومة «الفرصة الأخيرة» للبنان.
وأعلنت الرئاسة اللبنانية، في بيان، بعد انتهاء لقاءات عون مع الكتل النيابية «بعدما أجرى رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة، وبعد أن تشاور مع رئيس مجلس النواب وأطلعه على نتائجها، استدعى الرئيس، سعدالدين الحريري لتكليفه تشكيل الحكومة».
وأعلن الحريري، بعد لقائه مع الرئيس عون، في كلمة مقتضبة أمام الصحافيين، أمس، أنه سيشكل حكومة مؤلفة من «اختصاصيين من غير الحزبيين، مهمتها تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية، التي التزمت الكتل الرئيسة في البرلمان بدعم الحكومة في تطبيقها».
وقال: «سأنكبّ على تشكيل حكومة بسرعة، لأن الوقت داهم، والفرصة أمام بلدنا هي الوحيدة والأخيرة».
وتوجه الحريري في كلمته إلى «اللبنانيين الذين يعانون الصعوبات إلى حد اليأس»، قائلاً: «إنني عازم على الالتزام بوعد مقطوع لهم بالعمل على وقف الانهيار الذي يتهدد اقتصادنا ومجتمعنا وأمننا، وعلى إعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت».
وحاز الحريري 65 صوتاً بحسب الرئاسة، فيما امتنع 53 نائباً عن التسمية، ويتألف مجلس النواب من 128 عضواً.
وعشية تسميته، حمّل عون الحريري، من دون أن يسميه، مسؤولية معالجة الفساد وإطلاق ورشة الإصلاح، ووضع النواب أمام مسؤولياتهم، داعياً إياهم إلى التفكير «بآثار التكليف في التأليف وفي مشروعات الإصلاح ومبادرات الإنقاذ الدولية».
وتأتي تسمية الحريري في وقت يشهد لبنان انهياراً اقتصادياً متسارعاً، وينتظر المجتمع الدولي بقيادة فرنسا من المسؤولين القيام بإصلاحات ضرورية فشلوا في تحقيقها حتى الآن، وهي شرط حصول البلاد على دعم مالي ضروري.
ولم يسمِّ التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون، الحريري، نتيجة خلافات سياسية حادة بين الحريري ورئيس التيار، جبران باسيل، صهر عون.
كما لم يسمِّه «حزب الله»، لكن تحدثت التحليلات عن موافقة ضمنية للحزب على عودة الحريري الذي حظي بدعم أغلبية نواب الطائفة التي ينتمي إليها، وكتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وكتلة حركة أمل، حليفة حزب الله، التي يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري.
وكان الحريري أعلن، الشهر الجاري، ترشحه ضمن ثوابت المبادرة الفرنسية التي أطلقها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لانتشال لبنان من أزمته.
واستقالت حكومة الحريري الثالثة في 29 أكتوبر 2019، بعد نحو أسبوعين على احتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد الطبقة السياسية كاملة.
وشكّل حسان دياب، مطلع العام، حكومة اختصاصيين تسلّمت السلطة لمدة سبعة أشهر، لكنها لم تنجح في إطلاق أي إصلاح.
وإثر انفجار المرفأ المروع في الرابع من أغسطس، استقال دياب، وزار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بيروت للمساعدة في حل الأزمة، ثم عاد مرة ثانية، مطلع سبتمبر، وأعلن عن مبادرة قال إن كل القوى السياسية وافقت عليها، ونصت على تشكيل حكومة تتولى الإصلاح بموجب برنامج محدد، مقابل حصولها على مساعدة مالية من المجتمع الدولي.
لكن القوى السياسية فشلت في ترجمة تعهداتها، ولم يتمكن السفير، مصطفى أديب، الذي سمي لتشكيل الحكومة، من القيام بذلك بسب الانقسامات السياسية.