ترامب يعد بانتعاش سريع.. وبايدن يحذّر من «شتاء قاتم»
بعث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وخصمه الديمقراطي، جو بايدن، برسائل متباينة للغاية في ما يتعلق بجائحة «كورونا»، السبت، في إطار حملة المرشحين لخوض انتخابات الرئاسة، مع ارتفاع عدد الإصابات بـ«كوفيد-19» في الولايات المتحدة مجدداً.
وخاطب ترامب بضعة آلاف من أنصاره في مؤتمر انتخابي مكتظ في الهواء الطلق بولاية نورث كارولاينا، إحدى الولايات الحاسمة في الانتخابات التي ستُجرى الأسبوع المقبل. وقال إن الولايات المتحدة تخطت المراحل الصعبة في مكافحة «كوفيد-19»، وسخر من الحرص الزائد الذي تلتزم به حملة بايدن الانتخابية.
أما بايدن، وهو نائب الرئيس السابق، فخاطب أنصاره الذين مكثوا في نحو 130 سيارة خلال مؤتمر انتخابي بولاية بنسلفانيا المتأرجحة، وحذر من شتاء قاتم ما لم تبذل إدارة ترامب جهداً أفضل لاحتواء المرض الذي أودى بحياة 224 ألف أميركي.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم بايدن على ترامب على مستوى البلاد، لكن النسب أكثر تقارباً بينهما في ولايات مهمة يمكنها حسم نتيجة الانتخابات. وفي لامبرتون بولاية نورث كارولاينا، قال ترامب لأنصاره إنه سيحقق تعافياً سريعاً من الضرر الاقتصادي الناجم عن إجراءات العزل العام التي اتخذت لمكافحة الفيروس، والتي دمرت شركات صغيرة، وجعلت الملايين بلا عمل.
وقال «إنها (الانتخابات) اختيار بين انتعاشة كبرى يحققها ترامب، وعزل عام يفرضه بايدن». وأضاف «تجاوزنا الصعب».
وعلى النقيض من هذا المشهد، حذّر بايدن من أن أشهر الشتاء الوشيكة قد تكون أكثر قسوة، بسبب ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس. وقال «ينتظرنا شتاء قاتم ما لم نغير أساليبنا»، في إشارة إلى محاولات ترامب لاحتواء تفشي الفيروس.
وأدلى بايدن بهذه التصريحات خلال مؤتمر انتخابي في مدينة بريستول، حيث احتشد أنصاره في سيارات وشاحنات لتجنب العدوى بـ«كوفيد-19». وحرصت حملة بايدن الانتخابية على أن يكون في كل سيارة أربعة ركاب كحد أقصى.
وسخر ترامب في لامبرتون من مؤتمر بايدن الانتخابي، الذي قال إنه شاهده على شاشة التلفزيون. وقال «كان هناك عدد قليل للغاية من السيارات. لم أر قط جمهوراً كهذا من قبل. كان حشداً صغيراً جداً جداً».
وسجلت الولايات المتحدة زيادة يومية قياسية في عدد حالات الإصابة الجديدة بـ«كوفيد-19»، تجاوزت 84 ألف إصابة يوم الجمعة، وفقاً لإحصاء جمعته «رويترز»، وتركزت الزيادة في ولايات متأرجحة، مثل أوهايو وميشيغان ونورث كارولاينا وبنسلفانيا وويسكونسن.
ومددت العديد من الولايات فترة التصويت بالحضور الشخصي في الانتخابات المبكرة، وكذلك التصويت عبر البريد قبيل يوم الانتخابات، تحاشياً للمخاطر في ظل جائحة «كورونا».
وأدلى ترامب بصوته في ولاية فلوريدا، لينضم بذلك إلى ما يربو على 56 مليون أميركي أدلوا بأصواتهم مبكراً.
وأدلى ترامب بصوته داخل مكتبة في وست بالم بيتش بالقرب من منتجع مار الاجو الذي يملكه، بعدما غير مقر إقامته الدائم وعنوانه في سجلات الناخبين العام الماضي من نيويورك إلى فلوريدا، وهي من الولايات التي يتعين عليه الفوز بها لدعم مسعاه لاقتناص فترة رئاسة ثانية. وقال ترامب للصحافيين بعد الإدلاء بصوته «منحت صوتي لرجل يُدعى ترامب». وقد يسهم العدد الكبير من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم مبكراً في أعلى نسبة إقبال على التصويت خلال ما يربو على 100 عام، وفقاً لبيانات مشروع الانتخابات الأميركية. وتلقى بايدن دعماً آخر من الرئيس السابق باراك أوباما، الذي شارك في مؤتمر انتخابي لدعم المرشح الديمقراطي بمدينة ميامي. وقال أوباما «لم يبد (ترامب) أي اهتمام بإنجاز العمل أو مساعدة أي شخص باستثناء نفسه وأصدقائه، أو التعامل مع الرئاسة على أنها أحد برامج تلفزيون الواقع لجذب مزيد من الانتباه لشخصه». وأضاف «يتعين على من تبقوا منا التعايش مع تبعات ما فعله. لقد مات ما لا يقل عن 220 ألف أميركي».