وزير الخارجية الفرنسي لمواطنيه: التهديد الأمني«في كل مكان»
دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان-إيف لودريان، أمس، مواطني بلاده، الذين يعيشون في الخارج، إلى توخي الحذر، غداة اعتداء نيس، مشيراً إلى وجود تهديد للمصالح الفرنسية «في كل مكان»، فيما حذر وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، أمس، من أنه من المرجح وقوع المزيد من الهجمات على أراضي فرنسا.
وتفصيلاً، قال لودريان، بعد اجتماع الرئيس، إيمانويل ماكرون، بمجلس الدفاع، إنه «تم بعث رسالة بشأن أعلى مستوى الخطر من احتمال التعرّض لهجمات، إلى كل رعايانا في الخارج، أينما كانوا، لأن التهديد في كل مكان».
وذكر لودريان أنه تم توجيه تعليمات لسفراء فرنسا في الخارج، بتكثيف الإجراءات الأمنية في سفاراتهم، وللمواطنين بالخارج، ودعا إلى الحذر الشديد في محيط المدارس.
وأوضح: «اتخذنا قراراً بعدم فتح المؤسسات التربوية، إلا بعد اتخاذ الإجراءات الضرورية، والاهتمام بأولياء الأمور، والمدرسين، والتلاميذ».
وأشار لودريان إلى أن هذه التدابير تتخذ «بالتعاون مع السلطات المحلية، التي تساعدنا عموماً».
من جهة أخرى، قال وزير الداخلية، جيرالد دارمانان، عقب الاجتماع، إنه سيتم إرسال 120 شرطياً إضافياً إلى مدينة نيس، حيث وقع هجوم الخميس.
وأضاف دارمانان: من المرجح وقوع المزيد من الهجمات على أراضي فرنسا، وذلك بعدما شهدت ثاني هجوم دامٍ، خلال أسبوعين.
وكان دارمانان يتحدث، بعد يوم من قيام مهاجم بقطع رأس امرأة، وقتل اثنين آخرين في كنيسة بمدينة نيس الفرنسية. وأصابت الشرطة المهاجم بالرصاص، وهو يرقد الآن، في حالة حرجة بالمستشفى.
وقال دارمانان، لإذاعة «آر.تي.إل»: «نخوض حرباً ضد عدو.. في الداخل والخارج».
وتابع: «علينا أن ندرك أن مثل هذه الهجمات المروعة، التي وقعت، ستقع أحداث أخرى مثلها».
وأمر الرئيس، إيمانويل ماكرون، بنشر آلاف الجنود، لحماية مواقع مهمة، مثل: أماكن العبادة والمدارس، وتقرر رفع حالة التأهب الأمني في البلاد إلى أعلى مستوياتها.
وقال ممثل الادعاء الفرنسي المختص بمكافحة الإرهاب، جان فرانسوا ريكارد، إن منفذ الهجوم المشتبه فيه تونسي، من مواليد 1999، ووصل في 20 سبتمبر إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، المواجهة لسواحل تونس، وهي نقطة وصول رئيسة للمهاجرين القادمين من إفريقيا. وقال مصدر أمني تونسي، وآخر بالشرطة الفرنسية، إنه يدعى إبراهيم العويساوي.
وقال مصدر قضائي إن رجلاً يبلغ من العمر 47 عاماً احتجز، أول من أمس، للاشتباه في صلته بمنفذ الهجوم.
ووقع هجوم نيس، بعد أقل من أسبوعين على قطع رأس مدرس التاريخ، صمويل باتي، في ضاحية بباريس، على يد شاب في الثامنة عشرة من عمره من أصل شيشاني، أغضبه عرض المدرس رسوماً كاريكاتيرية مسيئة، على تلاميذه، أثناء درس عن حرية التعبير.
وتجمع الناس أمام كنيسة نوتردام، حيث وقع الهجوم، صباح أمس، لوضع الزهور وإشعال الشموع.
وقال جان فرانسوا ريكارد إن المشتبه فيه وصل إلى نيس بالقطار، في ساعة مبكرة من صباح الخميس الماضي، واتجه إلى الكنيسة، حيث طعن رجلاً في الخامسة والخمسين وقتله، ثم قطع رأس امرأة عمرها 60 عاماً. كما طعن امرأة تبلغ من العمر 44 عاماً، نجحت في الفرار إلى مقهى قريب، حيث أبلغت بوقوع الهجوم قبل أن تقضي نحبها. ووصلت الشرطة بعد ذلك، وتصدت للمهاجم، وأصابته بالرصاص.
وفي مدينة صفاقس التونسية، قالت أسرة المهاجم إنه أجرى اتصال فيديو بهم من أمام الكنيسة، قبل ساعات من الهجوم، لكنه لم يُبدِ مؤشرات إلى أنه يعتزم ارتكاب أي عنف.
وذكرت شقيقته عفاف أنه ذهب إلى كنيسة نوتردام، فور وصوله إلى نيس، صباح أول من أمس، بحثاً عن مكان للنوم، مضيفة أنه أبلغهم بأنه يعتزم المكوث في مبنى مواجه للكنيسة. وقال أفراد الأسرة لوكالة «رويترز» إنهم في حالة صدمة، ولا يتخيلون ارتكابه مثل هذه الجريمة.
وقال شقيقه الأكبر ياسين: «أخي شخص ودود، ولم يظهر التطرف قط. لقد احترم كل الناس، وتقبل خلافاتهم حتى منذ أن كان طفلاً». وكانت الشرطة ذهبت إلى عائلة العويساوي، أول من أمس، وأجرت تحقيقات مع أفراد العائلة التي نفت أن يكون متشدداً.
وذكرت السلطات التونسية أنه غير مدرج في قوائم الشرطة كمتشدد مشتبه فيه، مشيرة إلى أنها بدأت تحقيقاً بدورها.
غير أن مسؤولاً قضائياً تونسياً كشف، لوكالة «رويترز»، أن المشتبه به في هجوم نيس، سبق أن اعتقل عام 2016، بسبب العنف، واستعمال سلاح أبيض.
وقال المتحدث باسم المحكمة الابتدائية في تونس، محسن الدالي، أمس، إن الملف القضائي يشير إلى توقيفه قبل أربع سنوات، بسبب عنف في المنطقة التي يقطن بها، عندما كان قاصراً.
سياسي ألماني: أردوغان يسكب الزيت على النار ويسهم في الإرهاب
اتهم خبير الشؤون الخارجية في حزب الخضر الألماني المعارض، جيم أوزدمير، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بترويج الإرهاب في أوروبا.
وقال أوزدمير، في تصريحات لصحف شبكة «دويتشلاند» الألمانية الإعلامية الصادرة أمس، إنه يتعين «اتخاذ إجراءات ضد كل هؤلاء المحرضين، الذين يواصلون تأجيج النزعة الدينية لأغراضهم الخاصة بدافع حسابات رخيصة». وأضاف، عقب هجوم الطعن المشتبه في دوافعه المتطرفة بمدينة نيس بجنوب فرنسا: «الرئيس التركي أردوغان يصب الزيت باستمرار على النار، وبالتالي يسهم في العنف والإرهاب».
وقال أوزدمير: «في ألمانيا نحتاج إلى تعامل مختلف مع المنظمات الإسلامية. على هذه المنظمات أن تنشأ بالكامل وفقاً لدستورنا، وأن تصبح مستقلة عن حكومات أجنبية». برلين ■د.ب.أ
تونس تحقق في وجود تنظيم تبنى هجوم نيس
قالت وكالة تونس إفريقيا للأنباء إن تونس فتحت تحقيقاً لتحري حقيقة وصدقية وجود تنظيم، يدعى «المهدي بالجنوب التونسي»، تبنى هجوماً وقع في مدينة نيس الفرنسية، أول من أمس.
ونقلت الوكالة عن القاضي محسن الدالي قوله إن التحقيق بدأ، بعد رصد تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعي، تشير إلى تبني العملية. تونس ■رويترز
- أفراد أسرة منفذ هجوم نيس في حالة صدمة، ولا يتخيلون ارتكابه مثل هذه الجريمة.