القيود الجديدة لمكافحة «كورونا» تثير احتجاجات في ألمانيا وإيطاليا
بدأت ألمانيا، أمس، فرض قيود إغلاق واسعة تستمر لمدة شهر، فيما أعلنت الحكومة الإيطالية فرض حظر تجول ليلي لوقف تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، كما بدأت بلجيكا تطبيق إجراءات جديدة لاحتواء التفشي السريع للفيروس بإغلاق جميع المحال التي لا تبيع البضائع الضرورية، وأدت القيود الجديدة إلى احتجاجات في ألمانيا وإيطاليا.
وتوقفت الحياة العامة في ألمانيا تقريباً، أمس، مع دخول قيود واسعة على الاختلاط وإغلاق الأعمال خلال شهر نوفمبر الجاري، في محاولة لكبح الزيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا قبل حلول عطلة عيد الميلاد. واقتصرت التجمعات في الأماكن المفتوحة على تجمع أفراد لا يزيد على أسرتين، حداً أقصى 10 أشخاص، وفقاً للقواعد التي قررتها الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات. وسيتم أيضاً حظر حضور المشجعين لمباريات كرة القدم في الدوري الألماني، ولن تقام فعاليات رياضية للهواة، كما سيتم إغلاق الصالات الرياضية وحمامات السباحة واستوديوهات التجميل وصالات التدليك وأماكن رسم الوشم.
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في مؤتمر صحافي أمس، إن فيروس كورونا المستجد يتصرف بشكل مختلف، ويصبح أكثر شراسة في درجات الحرارة الأقل، وكان على ألمانيا أن تتحرك بفرض قيود جديدة على الحياة العامة لحماية نظامها الصحي. وأضافت: «لا يمكن أن نسمح لهذا الانتشار السريع للفيروس بأن يثقل كاهل نظامنا الصحي»، مشيرة إلى أن عدد من يعالجون في وحدات العناية المركزة بسبب «كورونا» تضاعف في الأيام العشرة الماضية، محذرة من «حالة طوارئ حادة» في المستشفيات.
وسجلت ألمانيا 12 ألفاً و97 إصابة جديدة بالفيروس، خلال 24 ساعة، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 532 ألفاً و930 حالة، فيما بلغ إجمالي الوفيات 10 آلاف و481 حالة، بزيادة قدرها 29 حالة جديدة.
وقالت الشرطة الألمانية إن نحو 1900 شخص احتجوا، في مدينة ميونيخ، ضد إجراءات الإغلاق.
وبالمثل، اندلعت احتجاجات ضد القيود الجديدة في إيطاليا، وتظاهر أصحاب وعمال المطاعم في روما، احتجاجاً على قرار إغلاق محالهم في السادسة مساءً.
وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، أمس، أنه سيتم تطبيق حظر تجول ليلي ضمن إجراءات جديدة لاحتواء تفشي فيروس كورونا، وقال في خطاب أمام مجلس النواب إنه سيتم إغلاق المتاحف، كما سيتم إغلاق المراكز التجارية في عطلات نهاية الأسبوع، وسيتم تمديد التعليم عن بُعد ليشمل طلاب المدارس الثانوية.
وأوضح أنه سيُسمح بوجود أعداد أقل من الركاب في وسائل النقل العامة، وسيتم تقييد التنقل من وإلى المناطق التي سجلت حالات إصابات مرتفعة.
وأشار كونتي إلى أنه سيُفرض مزيد من القيود المحلية في المناطق التي بها معدلات إصابة مرتفعة بالفيروس. ووصف كونتي تطور جائحة كورونا في إيطاليا بـ«المقلق للغاية».
وتابع أنه سيجري تقسيم البلاد إلى ثلاث مناطق اعتماداً على مستوى خطر التفشي، وحذر من أن وحدات الرعاية المركزة قد تفيض بالمرضى في 15 إلى 20 منطقة إيطالية خلال الشهر المقبل إذا لم تتخذ خطوات لمواجهة ذلك، قائلاً إن مناطق بعينها واجهت قيوداً أكثر صرامة عن غيرها.
وفي فرنسا، اشتكى أصحاب المتاجر الصغيرة من إجبارهم على الإغلاق، فيما يُسمح للمتاجر الكبيرة (السوبر ماركت) ببيع سلع غير أساسية، مثل الأحذية والملابس ومنتجات التجميل والزهور، لأنها تبيع الطعام.
وقال وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، أمس، إن المتاجر الكبرى ستخضع للقيود نفسها المتعلقة ببيع السلع غير الأساسية، لكن لن يتم السماح لأصحاب المتاجر بتحدي قواعد العزل العام التي تفرضها الحكومة.
بدوره، أكد رئيس الوزراء الفرنسي، جان كاستكس، أنه سيتعين على المتاجر الفرنسية الكبرى إغلاق ممرات المنتجات غير الأساسية اعتباراً من اليوم، بعد احتجاجات من رؤساء البلديات المحليين الذين قالوا إن إغلاق البلاد بسبب فيروس كورونا يضر بشكل غير عادل بصغار تجار التجزئة.
ومن المقرر أن يستمر الإغلاق الفرنسي حتى بداية ديسمبر المقبل على الأقل. وحذر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي، من أن «فيروس كورونا ينتشر بسرعة لم تتنبأ بها حتى أكثر التوقعات تشاؤماً».
وبدأ، أمس، في بلجيكا تطبيق إجراءات جديدة لاحتواء التفشي السريع لفيروس كورونا، مع إغلاق جميع المحال التي لا تبيع البضائع الضرورية، على الرغم من أنها ستستمر في توصيل الطلبات للمنازل.
وفي ما يتعلق بالاختلاط، يمكن للمواطنين التواصل مع شخص واحد فقط خارج منزلهم. والذين يعيشون بمفردهم يمكنهم التواصل مع شخصين. ومن المقرر أن تبقى هذه الإجراءات حتى 13 ديسمبر المقبل.
• ألمانيا تفرض إغلاقاً واسعاً لمدة شهر.. وبلجيكا تبدأ تطبيق قيود جديدة لاحتواء تفشّي الفيروس.
• رئيس وزراء إيطاليا يؤكد أن تطوّر الجائحة في بلاده «مقلق للغاية».. ويحذّر من فيضان وحدات الرعاية بالمرضى.