انتخابات الرئاسة الأميركية تنتظر الحسم.. وبايدن يرفض إعلان ترامب الفوز
للمرة الأولى منذ العام 2000، استفاق الأميركيون أمس، من دون أن يعرفوا هوية الرئيس المقبل، بعد اقتراع شهد نسبة مشاركة قياسية مع استمرار فرز الأصوات في ولايات أساسية حيث لاتزال نتيجة الانتخابات عصية على الحسم إلا بعد ساعات أو أيام، رغم إعلان الرئيس دونالد ترامب فوزه في مواجهة خصمه الديمقراطي جو بايدن دون أن يقدم أي سند، وحديثه عن اتهامات لا أساس لها بالتزوير. وبعد أن سجل بايدن تقدماً طفيفاً في النتائج الجزئية في ولايات أساسية عدة، منها ويسكونسن وميشيغان، قالت حملة ترامب إنها ستطلب على الفور إعادة إحصاء أصوات ويسكونسن، وهددت باللجوء إلى القضاء للطعن بقانونية بعض بطاقات الاقتراع عبر البريد.
وتفصيلاً، كشفت بيانات مبكرة عن تقدم بايدن في ويسكونسن وميشيغان، وتقدم دونالد ترمب في بنسلفانيا.
وأفاد مركز إديسون بأن بايدن يتقدم في ويسكونسن بعد فرز 99% من الأصوات.
وأعلن المركز، أن بايدن حصل على 49.4% مقابل 48.8% لترامب بعد إحصاء 99% من أصوات ويسكونسن.
وعلى الفور قالت الحملة الانتخابية للرئيس الجمهوري إنها ستطلب إعادة إحصاء الأصوات في ويسكونسن.
وأعلن مدير حملة ترامب، أنّ الأخير سيطلب إعادة فرز الأصوات في ولاية ويسكونسن حيث يبدو منافسه جو بايدن متقدماً بشكل طفيف.
وقال بيل ستيبيين في بيان: «أفيد بمخالفات في مناطق عدة من ويسكونسن، من شأنها أن تثير شكوكاً جدية حول صحة النتائج».
وأضاف أن «الرئيس ضمن الهامش الذي يتيح طلب إعادة فرز للأصوات وسنقوم بذلك فوراً».
وبدا الفارق ضئيلاً جداً، نحو 20 ألف صوت بين المرشحين بعد احتساب كل الأصوات تقريباً.
من جهة أخرى، قال ترامب في تغريدة نشرها على «تويتر»، إن سير الفرز في ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن سيئ لبلادنا، مؤكداً أنهم «يحاولون إخفاء 500 ألف صوت لصالحي في بنسلفانيا»، لافتاً إلى أنه «يتم إقحام أصوات لبايدن في بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان».
ولاتزال هناك مسارات أمام ترامب وخصمه بايدن للفوز بالعدد اللازم من أصوات المجمع الانتخابي لدخول البيت الأبيض، وهو 270 صوتاً من أصل 538، حيث تواصل الولايات فرز الأصوات البريدية التي ارتفع عددها في ضوء جائحة فيروس كورونا المستجد.
وبعد وقت قصير من قول بايدن (77 عاماً) إنه واثق بتحقيق الفوز في المنافسة بمجرد الانتهاء من فرز الأصوات، ظهر ترامب (74 عاماً) في البيت الأبيض ليعلن النصر.
وقال: «كنا نستعد للفوز في هذه الانتخابات. بصراحة لقد فزنا بهذه الانتخابات»، ثم وجه هجوماً استثنائياً على العملية الانتخابية من رئيس في السلطة، وقال «هذا احتيال كبير على أمتنا. نريد تطبيق القانون بطريقة ملائمة. لذلك سنذهب إلى المحكمة العليا. نريد أن يتوقف كل التصويت».
وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها مساء الثلاثاء، لكن ولايات كثيرة تحتاج عادة لأيام حتى تنتهي من فرز بطاقات الاقتراع. وأدلى الكثيرون بأصواتهم عن طريق البريد بسبب الخوف من جائحة كورونا، وهو ما يرجح أن إحصاء وفرز الأصوات سيستغرق وقتاً أطول من المعتاد.
والنتائج في ولايات «الجدار الأزرق» الثلاث، وهي ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا، لاتزال عصية على الحسم، وكانت هذه الولايات قد أوصلت ترامب إلى البيت الأبيض على نحو غير متوقع عام 2016.
وبايدن متفوق بفارق طفيف في ولاية نيفادا التي قال مسؤولوها إنهم سيستأنفون فرز الأصوات اليوم الخميس.
ولم تُحسم النتيجة أيضاً في ولايتين جنوبيتين، هما جورجيا ونورث كارولاينا، ويتقدم ترامب في كليهما. وفوز بايدن في أي منهما سيحد كثيراً من فرص ترامب في الفوز.
وإذا فاز بايدن في ولاية أريزونا، وهو ما توقعته قناة «فوكس نيوز» و«وكالة أسوشيتد برس»، فإن ذلك سيجعل أمامه سبلاً عديدة لدخول البيت الأبيض. وإذا صوتت نيفادا لصالحه، فيمكنه الفوز بالرئاسة إذا انتصر في ولايتي ويسكونسن وميشيغان اللتين يتقدم فيهما بفارق طفيف، وذلك حتى إذا خسر ولاية بنسلفانيا. والطريق الأكثر ترجيحاً بالنسبة لترامب يمر من بنسلفانيا، فإذا فاز بالولاية يمكنه ضمان فترة رئاسية أخرى إذا احتفظ أيضاً بالولايات الجنوبية وفاز بواحدة على الأقل من ولايات الغرب الأوسط.
وقال مركز إديسون للأبحاث إن بايدن يتفوق على ترامب في أصوات المجمع الانتخابي، حيث حصل المرشح الديمقراطي جو بايدن على 238 صوتاً مقابل 213 صوتاً للرئيس.
وتبددت آمال بايدن في الحصول على فوز حاسم مبكر منذ مساء الثلاثاء عندما حقق ترامب الفوز في ولايات فلوريدا وأوهايو وتكساس الحاسمة، لكن بايدن الذي شغل من قبل منصب نائب الرئيس عبر عن ثقته في أنه في طريقه للوصول إلى البيت الأبيض عبر الفوز في ثلاث ولايات رئيسة تعرف باسم ولايات «حزام الصدأ».
وقال بايدن في مسقط رأسه بولاية ديلاوير، رافعاً صوته وسط ضجيج أنصاره الذين راحوا يطلقون أبواق سياراتهم تأييداً له: «يحدونا شعور طيب حيال وضعنا». وأضاف «نعتقد أننا على طريق الفوز في هذه الانتخابات»، داعياً الأميركيين إلى الصبر. وقال أمام أنصاره «حافظوا على إيمانكم.. سنفوز».
وكان ترامب قد أشار خلال الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية إلى أنه سيعلن الفوز إذا كان متقدماً في ليلة الانتخابات، وسيسعى لوقف فرز الأصوات الإضافية.
وقال بيل ستبين مدير حملة ترامب إن الحملة ستمضي قدماً في مساعيها القانونية لضمان إحصاء جميع الأصوات الصحيحة وليس التي جرى الإدلاء بها بطريقة غير قانونية.
وقال ستبين في مؤتمر صحافي عبر الهاتف «إذا أحصينا جميع الأصوات الصحيحة سنفوز.. سيفوز الرئيس».
من جهتها قالت مديرة حملة بايدن الانتخابية جين أومالي ديلون في بيان «تصريحات الرئيس عن محاولة وقف فرز الأصوات التي تم الإدلاء بها بطريقة سليمة كانت مشينة وخاطئة ولم يسبق لها مثيل». وكان ترامب (74 عاماً) قد كتب على «تويتر» قبل ظهوره في البيت الأبيض «نتقدم بفارق كبير لكنهم يحاولون سرقة الانتخابات. لن ندعهم يفعلون ذلك أبداً. لا يمكن الإدلاء بأصوات بعد إغلاق مراكز الاقتراع».
وكتب ترامب أيضاً في تغريدة «مساء الثلاثاء كنت متقدماً في كثير من الولايات الرئيسة»، مضيفاً «بعد ذلك، بدأت الواحدة تلو الأخرى تختفي بطريقة سحرية مع ظهور بطاقات انتخابية مفاجئة واحتسابها». والبطاقات التي يتحدث عنها ترامب هي تلك التي وصلت عبر البريد ومن الممكن أن تستمرّ عملية فرزها أياماً عدة في بعض الولايات.
واستدعى ذلك رداً من معسكر بايدن الذي اعتبر كلام الرئيس الجمهوري «فاضحاً» و«غير مسبوق».
وكتب بايدن على «تويتر» رداً على ترامب «ليس من حقي ولا من حق دونالد ترامب إعلان الفائز في هذه الانتخابات، إنه حق الناخبين».
ولم يتضح ماذا كان يعني ترامب عندما قال إنه سيطلب من المحكمة العليا وقف «التصويت».
وقال فريق حملة المرشح الديمقراطي «إنها محاولة متعمدة لحرمان المواطنين الأميركيين حقوقهم الديمقراطية» مؤكداً أنه مستعد «لمعركة» قضائية في حال لجأ ترامب إلى المحكمة العليا.
وتعهّد بايدن في تغريدة أيضاً بأن حملته «لن يهدأ لها بال حتى احتساب كل صوت».
ولا تنظر المحكمة العليا في الطعون المباشرة لكنها تبت في قضايا رفعت إليها من محاكم أدنى درجة.
لكن خبراء قانونيين قالوا إن نتيجة الانتخابات قد تتعطل بسبب طعون في كل ولاية على حدة بشأن عدد من القضايا، بما يشمل إمكانية إحصاء الولايات للأصوات التي تصل متأخرة عبر البريد وأرسلت في يوم الانتخاب ذاته.
وحتى قبل يوم التصويت الثلاثاء، شهدت الحملات الانتخابية عدداً قياسياً من الدعاوى القضائية في عشرات الولايات، إذ أجبرت جائحة كورونا مسؤولي الانتخابات على الاستعداد لاقتراع لم يسبق له مثيل. وحشدت الحملتان فرقاً من المحامين استعداداً لأي نزاع.
وفي بنسلفانيا، قال حاكم الولاية الديمقراطي توم وولف إن لدى ولايته أكثر من مليون صوت عبر البريد لم تُفرز بعد، ووصف تصريحات ترامب بأنها هجوم له دوافع حزبية.
وقال مركز إديسون للأبحاث إن أكثر من 2.4 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم مبكراً في تلك الولاية، 1.6 مليون منهم من الديمقراطيين المسجلين ونحو 555 ألفاً من الجمهوريين.
ومن دون مفاجآت كبرى، فاز ترامب وبايدن بسرعة بالولايات التي كان من المتوقع أن يفوزا فيها، فقد صوتت إنديانا وكنتاكي وآلاباما وايداهو وتينيسي بين ولايات أخرى لصالح ترامب، فيما أعطت كاليفورنيا وفرجينيا ونيويورك وكولورادو وديلاوير أصواتها لبايدن.
وشهدت الانتخابات أكبر نسبة مشاركة منذ السماح للنساء بالتصويت، فقد أدلى 160 مليون أميركي بأصواتهم مع تقدير نسبة المشاركة بـ66.9%، في مقابل 59.2% عام 2016، بحسب «يو أس إيليكشنز بورجيكت».
فرز الأصوات قد يستغرق أياماً عدة.. وفريق بايدن يصف تصريحات ترامب بـ«الفاضحة» و«غير المسبوقة».
ترامب يندّد بعمليات تزوير.. وبايدن يريد احتساب كل الأصوات.