خبراء قانونيون يحذرون من أن الانتخابات قد تتعثر وسط دعوات قضائية
بايدن يتوقع الفوز ويتعهد بتوحيد البلاد.. وترامب يلجأ للقضاء
توقع الديمقراطي جو بايدن الفوز على الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية بعد أن حصل على ولايتي الغرب الأوسط المحوريتين ويسكونسن وميشيجان، في حين تحدث الرئيس الجمهوري عن حدوث تزوير وقدم شكاوى قضائية وطالب بإعادة فرز الأصوات.
ولم يصل بايدن إلى حد إعلان فوزه لكنه أطلق موقعا إلكترونيا للتحول إلى بيت أبيض يقوده الديمقراطيون أطلق عليه فريقه اسم "بيلدباك بتر" أي (إعادة بناء للأفضل)، وقال الموقع "إدارة بايدن/هاريس جاهزة للعمل من اليوم الأول".
وفي حين أمضى ترامب جزءاً من يوم الأربعاء في بث شكواه على "تويتر"، تعهد بايدن بتوحيد البلاد إذا فاز في الانتخابات.
وقال بايدن الذي ظهر أمس الأربعاء مع المرشحة لمنصب نائب الرئيس كامالا هاريس في ولايته ديلاوير "ما يجمعنا كأميركيين أقوى بكثير من أي شيء يمكن أن يفرقنا".
وحتى اللحظة، ودون حساب ويسكونسن التي طلب ترامب إعادة فرز أصواتها، يقول مركز إديسون للأبحاث إن بايدن متقدم على ترامب في أصوات المجمع الانتخابي بحصوله على 243 مقابل 213 من الأصوات لترامب.
وتوقعت شبكات التلفزيون فوز بايدن (77 عاماً)، نائب الرئيس السابق الذي يعمل منذ خمس سنوات في الحياة العامة، بولايتي الغرب الأوسط ويسكونسن وميشيجان، وهو ما مثل دفعة قوية لآماله في دخول البيت الأبيض يوم 20 يناير.
وتقل الآن فرص ترامب (74 عاماً)، الذي فاز بالولايتين في انتخابات 2016، في الحصول على فترة ولاية ثانية مدتها أربع سنوات. وهو يأمل ألا يصبح أول رئيس أميركي يخسر فترة الرئاسة الثانية منذ جورج بوش الأب في 1992.
ويسعى ترامب منذ فترة طويلة للتشكيك في مصداقية عملية التصويت إذا ما خسر. وهو يتحدث منذ يوم الثلاثاء عن فوزه، ويتهم الديمقراطيين بمحاولة سرقة الانتخابات دون أن يورد دليلا على ذلك وتعهد برفع دعاوى قضائية على بعض الولايات.
ويقول خبراء الانتخابات الأميركية إن التزوير نادر للغاية.
وجاهدت حملة ترامب للإبقاء على فرصه في الفوز فطالبت بإعادة فرز الأصوات في ويسكونسن ورفعت دعاوي قضائية في ميشيجان وبنسلفانيا لوقف فرز الأصوات. ووصفت جوسلين بنسون وزيرة خارجية ولاية ميشيجان الدعوى القضائية التي أقامتها حملة ترامب على الولاية بأنها "تافهة".
ورفعت حملة ترامب كذلك دعوى في جورجيا للمطالبة بأن تفصل مقاطعة تشاثام التي تضم مدينة سافانا الأصوات التي وصلت متأخرة لضمان عدم فرزها.
وطلبت الحملة كذلك من المحكمة العليا السماح لترامب بالانضمام إلى دعوى رفعها جمهوريون على في بنسلفانيا بشأن ما إذا كان يحق للولاية قبول الأصوات التي تأخر وصولها.
وفي مجملها تبدو مناورات ترامب القانونية بمثابة مسعى للطعن في نتائج انتخابات لم تُحسم حتى الآن بعد يوم من توجه ملايين الأميركيين إلى صناديق الاقتراع خلال جائحة فيروس كورونا التي قلبت الحياة اليومية رأساً على عقب.
وفي إطار سعي ترامب لوقف الفرز في الولايات التي يخشى خسارتها، انتقد الرئيس المؤسسات الإعلامية التي توقعت خسارته في أريزونا ونيفادا وهما ولايتان كان يتوقع الفوز فيهما. وكتب على "تويتر" عن قلقه من التصويت بالبريد.
وكتب في تغريدة "يجدون أصوات بايدن في كل مكان.. في بنسلفانيا وويسكونسن وميشيجان. أمر سيء جدا لبلدنا".
وقال بايدن "يجب احتساب كل صوت. لن ينتزع أحد ديمقراطيتنا منا، لا الآن ولا في أي وقت".
وانتهى التصويت كما هو مقرر مساء الثلاثاء، لكن الانتهاء من فرز الأصوات يستغرق عادة أياما في العديد من الولايات. وكانت هناك زيادة في عمليات الاقتراع عبر البريد على مستوى البلاد بسبب الوباء.
ولا تزال ولايات أخرى احتدمت فيها المنافسة مثل أريزونا ونيفادا وجورجيا ونورث كارولاينا تفرز الأصوات، مما يعني أن نتيجة الانتخابات على مستوى البلاد ككل لم تحسم بعد.
تأثير الوباء
يجيء هذا الشد والخلاف عقب حملة انتخابية طغت عليها التراشقات العنيفة وسط جائحة فيروس قتل أكثر من 233 ألف أميركي وأفقد الملايين وظائفهم. كما مرت البلاد بشهور مضطربة شهدت فيها احتجاجات على العنصرية ووحشية الشرطة.
وقد سجلت الولايات المتحدة رقماً قياسياً لحالات الإصابة اليومية الجديدة بفيروس كورونا المستجد يوم الأربعاء مع رصد ما لا يقل عن 102591 إصابة جديدة، كما أبلغت المستشفيات في عدة ولايات عن ارتفاع في عدد المرضى، وفقا لإحصاء لوكالة "رويترز".
وعبّر أنصار كلا المرشحين عن غضبهم وإحباطهم وخوفهم في ظل عدم وضوح موعد حسم نتيجة الانتخابات.
وفي ولاية بنسلفانيا، انخفض تقدم ترامب إلى حوالي 164 ألف صوت فيما عكف المسؤولون على فرز الملايين من بطاقات الاقتراع التي وصلت عبر البريد والتي يرى كثيرون أنها ستفيد بايدن على الأرجح. ووصف بيل ستيبيان مدير حملة ترامب الرئيس بأنه الفائز في ولاية بنسلفانيا، على الرغم من أن مسؤولي الولاية لم ينتهوا من فرز الأصوات. وقال بايدن إنه يشعر "بارتياح كبير" بشأن فرصه في بنسلفانيا.
وفي التصويت الشعبي على مستوى البلاد، حقق بايدن تقدماً مريحاً، اليوم الأربعاء، بحوالي 3.5 مليون صوت. وفاز ترامب في انتخابات عام 2016 على الديمقراطية هيلاري كلينتون بعد فوزه بولايات حاسمة، على الرغم من أنها حصلت على حوالي ثلاثة ملايين صوت إضافي على مستوى البلاد.
وحذر خبراء قانونيون من أن الانتخابات قد تتعثر وسط دعوات قضائية في الولايات تتعلق بمجموعة من القضايا منها ما إذ كان يحق للولاية حساب الأصوات التي وصلت بالبريد متأخرة. وأعد كل مرشح فريقاً من المحامين للتعامل مع أي نزاعات.
وإذا فاز بايدن سيواجه معركة عنيفة للحكم في ظل سيطرة الجمهوريين التي باتت شبه مؤكدة الآن على مجلس الشيوخ، وهو ما يرجح تعطل الكثير من مشاريع القوانين الواردة على جدول الأعمال التشريعي، الذي يشمل توسيع الرعاية الصحية ومكافحة تغير المناخ.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news