السيناتور الديمقراطي كريس مورفي يتهمه بإطلاق كذبة كل 5 ثوانٍ

ترامب يكسر الرقم القياسي للمزاعم غير المثبتة

ترامب يواجه انتقادات متزايدة جراء سوق المزاعم من دون دليل. أ.ب

بدا الأمر كأنه موقف يائس أخير من رجل قوي خائف يشعر بأن قوته تتلاشى من حوله بلا هوادة. عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الخميس إلى غرفة الإحاطة بالبيت الأبيض، مشهد صولاته وجولاته السابقة، مثل تلك المرة التي اقترح فيها استخدام مادة التبييض كعلاج لفيروس كورونا.

استعرض ترامب موقفاً خطيراً وغير نزيه بشأن انتخابات هذا الأسبوع، حيث تشير اتجاهات عد الأصوات الحالية إلى أنه سيخسر. ربما كانت محاولة منه لتخويف وردع شبكات التلفزيون من إعلان الفائز في الساعات القليلة المقبلة، ويبدو أنه يخاطر بتحريض مؤيديه على الاحتجاجات والعنف بعد أن شجعهم على اعتبار جو بايدن، إذا حالفه الحظ بالفوز، أنه رئيس منتخب بطريقة غير شرعية.

كان كئيباً ومتشائماً، وقدم ادعاءات كاذبة من بيان معد مسبقاً، وقال بشكل صريح: «إذا تم عد الأصوات القانونية، فسأربح بسهولة، ولكن إذا عُدت الأصوات بطريقة غير قانونية، فيمكنهم محاولة سرقة الانتخابات منا، إذا عددتم الأصوات التي جاءت في وقت متأخر، فنحن نرفض ذلك بقوة، فقد جاءت الكثير من الأصوات في وقت متأخر».

لقد كان ادعاءً جريئاً ودرامياً له تداعيات هائلة ولا أساس لها على الإطلاق، فبعد أن رفض في كثير من الأحيان أهمية تدخل قراصنة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أربع سنوات، أشار ترامب إلى أن استطلاعات الرأي تشكل تهديداً أكثر خطورة. وقال: «استطلاعات الرأي كانت تدخلاً في الانتخابات بالمعنى الحقيقي لتلك الكلمة.. هذه الاستطلاعات الزائفة حقاً.. صُممت لإبقاء ناخبينا في المنزل، وخلق وهم بزخم بايدن وتقليص قدرة الجمهوريين على جمع الأموال».

وأطلق السيناتور الديمقراطي من ولاية كونيتيكت، كريس مورفي، تغريدة تقول «هذا أمر غير عادي، إنه يطلق كذبة كل 5 ثوانٍ، ليست الأكاذيب الصغيرة فقط، ولكن الهائلة من العيار النووي».

ذهب الرئيس إلى أبعد من ذلك عندما أطلق افتراءات عنصرية مستهدفاً فيلادلفيا وديترويت، وكلاهما مدينتان ذات أغلبية من الأميركيين من أصل إفريقي. وقال: «إنهم يحاولون تزوير الانتخابات، ولا يمكننا أن ندع ذلك يحدث». واسترسل «ديترويت وفيلادلفيا معروفتان بأنهما من أكثر الأماكن السياسية فساداً في أي مكان في بلدنا».

بدأ الرجل الذي أتقن الفن المظلم المتمثل في «المبالغة في البهتان»، خلال مسيرته المهنية في تطوير ممتلكاته، بالتحدث بنبرة غير واقعية على الإطلاق «نعتقد أننا سنفوز في الانتخابات بسهولة شديدة». ويقول «نعتقد أنه سيكون هناك الكثير من الدعاوى القضائية لأن لدينا الكثير من الأدلة، الكثير من الأدلة، وسوف ينتهي الأمر ربما في أعلى محكمة في الأرض.. لا يمكن أن تكون هناك انتخابات مسروقة بهذا الشكل».

في حجة أخرى ادعى أنه ظل يتوقع هذه الكارثة طوال الوقت، وفي الواقع كانت أكاذيبه القديمة دليلاً على أكاذيبه الجديدة. قال وهو يشير إلى الصحافة: «لقد كنت أتحدث عن هذا الأمر منذ أشهر عدة معكم جميعاً، وقلت بقوة إن بطاقات الاقتراع عبر البريد ستكون كارثة.. نسمع قصصاً عن رعب حقيقي».

كان هذا أداء محطماً للأرقام القياسية من قبل الرئيس الكاذب، وكتب مدقق الحقائق في «سي إن إن»، دانييل ديل، على «تويتر»: «لقد قرأت أو شاهدت جميع خطابات ترامب منذ عام 2016، وهذا هو الخطاب الأكثر خداعاً الذي ألقاه على الإطلاق».

ربما ستسمح المزاعم الزائفة بالاحتيال في نهاية المطاف لترامب بالابتعاد بهدوء كي يحفظ ماء وجهه، معتبراً أنه كان سيفوز بإعادة انتخابه، لولا خداع قوى مؤسسة خارجة عن سيطرته، فقد اعتاد أن يعد أنصاره «سوف نفوز كثيراً»، لقد تعب من الفوز وهو غير قادر على التفكير في حقيقة الخسارة.

ديفيد سميث: كاتب عمود في «الغارديان»


يبدو أنه يخاطر بتحريض مؤيديه على الاحتجاجات والعنف، بعد أن شجعهم على اعتبار جو بايدن إذا حالفه الحظ بالفوز، أنه رئيس منتخب بطريقة غير شرعية.

أطلق السيناتور الديمقراطي من ولاية كونيتيكت، كريس مورفي، تغريدة تقول «هذا أمر غير عادي، إنه يطلق كذبة كل 5 ثوانٍ، ليست الأكاذيب الصغيرة فقط، ولكن الهائلة من العيار النووي».

تويتر