حظر تجول في إيطاليا.. وحصيلة يومية قياسية في الولايات المتحدة
«الصحة العالمية» تدرس سلامة حظائر المنك بالعالم بعد ظهور «كورونا» في مزارع الدنمارك
تدرس منظمة الصحة العالمية السلامة البيولوجية في مزارع تربية المنك في بلدان العالم، بعد أن أمرت الدنمارك بإعدام كل حيوانات المنك بها، بعد ظهور فيروس كورونا بينها، فيما أعادت مناطق واسعة في إيطاليا، أمس، فرض تدابير إغلاق ومنع تجول للحد من انتشار الفيروس، في وقت سجلت فيع الولايات المتحدة حصيلة يومية قياسية من الحالات الجديدة.
وتفصيلاً، قالت كبيرة الخبراء الفنيين المعنيين بفيروس كورونا في منظمة الصحة العالمية، ماريا فان كيركوف، في مؤتمر صحافي في جنيف، أمس، إن انتقال الفيروس بين الحيوانات والبشر «مثار قلق»، لكنها أضافت «التحورات (في الفيروسات) أمر عادي. هذا النوع من التغيرات في الفيروس أمر نتتبعه منذ البداية».
وقال خبير ثانٍ بمنظمة الصحة إن الخطر في الحيوانات الأخرى أقل بكثير منه في حيوانات المنك.
وقالت فان كيركوف «نعمل مع المكاتب الإقليمية في المناطق التي توجد بها مزارع المنك، وندرس الأمن البيولوجي لمنع حالات الانتشار».
وكانت الدنمارك قد قالت هذا الأسبوع إنها تعتزم إعدام كل حيوانات المنك لديها، وأعلنت إجراءات عزل جديدة صارمة في شمال البلاد، لمنع انتشار الفيروس المتحور من الحيوان إلى الإنسان.
وقالت فان كيركوف إن قرار الدنمارك إعدام حيوانات المنك يهدف لمنع نشوء «مستودع حيواني جديد لهذا الفيروس».
وقال كبير خبراء الطوارئ بالمنظمة، مايك رايان، في المؤتمر الصحافي نفسه، إن حيوانات مزارع أخرى، مثل الخنازير والدواجن، تخضع لأمن بيولوجي «صارم للغاية»، لمنع الفيروسات من القفز على الحواجز بين الأنواع.
ولاتزال الولايات المتحدة البلد الأكثر تضرراًبالوباء مع 234 ألفاً و876 وفاة. وسجّلت، أول من أمس، أكثر من 120 ألف إصابة جديدة بالفيروس خلال 24 ساعة، في حصيلة يومية قياسية جديدة، بحسب بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز.
وفي إيطاليا، بدأ تطبيق حظر تجول، أمس، ويستمر حتى الثالث من ديسمبر. وفُرض على المدارس التعليم عن بعد، فيما تغلق المتاحف والمراكز التجارية أبوابها خلال عطلة الأسبوع.
وستُقسّم المناطق الإيطالية الـ20 إلى مناطق خضراء وبرتقالية وحمراء، تبعاً لخطورة الوضع الوبائي فيها، وستُفرض في كل منطقة قيود متفاوتة.
وصُنفت لومبارديا وبييمونته وفاليه داوستا وكالابريا بين «المناطق الحمراء»، ما يعني أنها «عالية الخطورة»، وأعيد فرض تدابير تطال 16 مليون إيطالي، وإن كانت أقل صرامة مقارنة بالربيع الماضي.
وفي ميلانو، عاصمة منطقة لومبارديا، قال مصفف الشعر فرانشيسكو بوتشو، لوكالة «فرانس برس»: «زبائني كانوا خائفين جداً»، مضيفاً: «الأسبوع الماضي استقبلت زبونين فقط، وأحياناً واحداً، لذا لا فائدة لي من إبقاء الصالون مفتوحاً، لم يعد هناك أي شخص في الخارج، المكاتب مغلقة».
وخشية من أن تتخطى الإصابات طاقة المستشفيات الاستيعابية، أعلنت اليونان إعادة فرض حجر يبدأ اليوم، ويستمر ثلاثة أسابيع.
وبموجب التدابير، لن يتمكن اليونانيون من مغادرة منازلهم إلا بعد الحصول على تصريح عبر رسائل نصية عبر الهاتف المحمول.
وأودى الفيروس بحياة 673 شخصاً في اليونان من بين نحو 47 ألف إصابة، لكن عدد المصابين الذين نقلوا إلى المستشفيات، ويرقدون في وحدات العناية المركزة، هو ما يقلق السلطات اليونانية.
وباتت أوروبا في الأسابيع الأخيرة مركزاً للوباء، وتشهد أسرع انتشار له في العالم، ويسجل فيها أكبر عدد من الإصابات، بحسب تعداد لوكالة «فرانس برس». وأحصت أكثر من 11.6 مليون إصابة، نصفها في روسيا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا، ونحو 294 ألف وفاة.
وأكد المدير الإقليمي في أوروبا لمنظمة الصحة العالمية، هانس كلوغه، أن أوروبا تشهد راهناً «طفرة» في عدد الإصابات، مع «تسجيل مليون إصابة إضافية خلال أيام قليلة فقط فيها، ونشهد أيضاً زيادة تدريجية في الوفيات».
وأضاف أنه «مع تعميم وضع الكمامة، والرقابة الصارمة على التجمعات، يمكننا إنقاذ حياة أكثر من 261 ألف شخص بحلول فبراير في أوروبا». وفي فرنسا، التي أعادت فرض إجراءات عزل منذ 30 أكتوبر، قال المدير العام للصحة جيروم سالومون، إن الموجة الثانية «حادة وتنتشر بسرعة»، مع تسجيل 58 ألف إصابة جديدة في الساعات الـ24 الماضية. أما الصين، فقد قررت منع دخول المسافرين الأجانب الآتين من فرنسا، ونحو 10 دول أخرى، من الأكثر تضرراً بالوباء. وتسعى الدولة الآسيوية العملاقة لتجنب عودة الوباء إلى أراضيها.
وبعد إيرلندا وفرنسا، أعادت إنجلترا، البلد الأكثر تضرراً في أوروبا، فرض حجر الخميس الماضي لاحتواء الفيروس الذي أودى بنحو 48 ألف شخص.
«الصحة العالمية» تحذر من تأثيرات الوباء على خدمات التحصين لشلل الأطفال والحصبة
حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس ادهانوم غبريسيوس، في مؤتمر صحافي، أمس، في جنيف من تأثيرات وباء «كورونا»، التي وصفها بالمدمرة، على تعطيل خدمات التحصين الخاصة بشلل الأطفال والحصبة والتهاب الرئتين لدى الأطفال في العديد من بلدان العالم خلال الفترة الماضية.
ودعا مدير عام المنظمة الدولية، وكذلك منظمة يونيسيف، في نداء مشترك، الجهات المانحة إلى توفير تمويل قيمته 655 مليون دولار لمعالجة فجوات المناعة في تلك البلدان، مشيراً إلى أن تعطيل تلك الخدمات يترك ملايين الأطفال معرضين لخطر الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها.
منظمة الصحة ومنظمة «اليونيسيف»، في تقرير مشترك، أمس، أكدتا على أنه، وعلى العكس من الوضع بالنسبة لفيروس «كورونا»، فإن الأدوات والمعرفة اللازمة لوقف أمراض، مثل شلل الأطفال والحصبة، متوافرتان، وأن الحاجة هي فقط إلى الموارد، ووضعها موضع التنفيذ.
وأشار التقرير الذي أصدرته المنظمتان الأمميتان إلى العودة العالمية لمرض الحصبة في السنوات الأخيرة، وبما وصل بأعداد الإصابات بها في عام 2019 إلى أعلى رقم منذ عقدين في الوقت ذاته الذي حذر فيه التقرير من احتمالية زيادة انتقال فيروس شلل الأطفال في العديد من المناطق التي تعاني نقص المناعة في آسيا وإفريقيا.
وشدد التقرير في تحذيره على أن الفشل في القضاء على شلل الأطفال الآن سيؤدي إلى عودة ظهور المرض عالمياً، وبما قد يصل بعدد الحالات إلى نحو 200 ألف حالة جديدة سنوياً.
الاستخبارات الروسية: لا بيانات موثوقة بأن «كورونا» من صنع الإنسان
صرح رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرجي ناريشكين، أمس، بأن بلاده تنطلق من حقيقة أن فيروس كورونا المستجد جاء من فعل الطبيعة، مؤكداً أن موسكو لا تملك بيانات موثوقة تفيد بأن الفيروس تم تخليقه.
وقال ناريشكين في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية، أمس: «لا توجد بيانات موثقة تفيد بأن هذا (الفيروس) جاء نتاج أيدي البشر وذكاء الإنسان، لذلك نميل إلى الاعتقاد بأن هذا من نتاج الطبيعة».
وأضاف أن أصل فيروس كورونا بالنسبة للعلماء الروس المنخرطين في مكافحة العدوى، ليس أساسياً، موضحاً أنه «ليس حالة حرجة، إنهم يصنعون الأدوية، ويصنعون اللقاحات، ويعالجون المرضى».
موسكو ■د.ب.أ
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news