ترامب ينتفض أمام احتمال الخسارة.. وبايدن متفائل
جدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فجر أمس، الاتهامات بحصول عمليات تزوير، دون أن يقدم أي دليل عليها، مكرراً تأكيد أنه الفائز في الانتخابات الرئاسية، ما يتعارض مع النتائج التي تميل دفتها إلى منافسه الديمقراطي، جو بايدن.
وقال ترامب، أمام الصحافيين بالبيت الأبيض، في تصريحات مبهمة، لم يراعِ فيها جانب الحقيقة في كثير من الأحيان: «إذا أُحصيت الأصوات القانونية سأفوز بسهولة. وإذا أُحصيت الأصوات غير القانونية فيمكنهم أن يحاولوا سرقة الانتخابات منّا».
ويبدو الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، بعد أكثر من يومين على الانتخابات، معزولاً داخل حزبه، في حملته على «سرقة» الاقتراع، والتي يقول إنه ضحية لها.
وقال حاكم نيوجيرزي السابق وحليف الرئيس، كريس كريستي، عبر محطة «أيه بي سي»: «لم نسمع الحديث عن أي دليل»، محذراً من خطر تأجيج التوتر دون عناصر ملموسة.
وصباح أمس، أكد ترامب، مجدداً، في تغريدة، أنه قادر «على الفوز بالرئاسة، بسهولة، مع الأصوات القانونية المدلى بها».
وكان ترامب تلقى دعماً من عضوين جمهوريين في مجلس الشيوخ، هما: ليندسي غراهام، وتيد كروز. وقال الأخير لمحطة «فوكس نيوز»: «أقول لكم إن الرئيس غاضب، وينبغي على الناخبين أن يغضبوا أيضاً».
وبعد كلام ترامب، دعا منافسه المرشح الديمقراطي، جو بايدن، مجدداً، إلى الهدوء والصبر. وكتب في تغريدة: «لن يسلب أحد منا ديمقراطيتنا.. لا اليوم ولا أبداً».
وقبل ساعات من ذلك، أبدى المرشح الديمقراطي ثقته بفوزه القريب، خلال كلمة اتسمت بلهجة رئاسية.
وقال بايدن للصحافيين، في مسقط رأسه ويلمينغتون بولاية ديلاوير: «أطلب من الجميع التزام الهدوء، العملية تسير كما يجب، والفرز جارٍ، وسنعرف النتيجة قريباً جداً(..) لا نملك أدنى شك في أنّه مع انتهاء تعداد الأصوات، سيُعلن فوزنا».
وكانت أعين الأميركيين، الذين ينتظرون معرفة هوية الرئيس الذي سيحلف اليمين في 20 يناير، شاخصة إلى بنسلفانيا، لوضع حد لحالة الترقب هذه.
ففي حال فاز بايدن، نائب الرئيس السابق، في عهد باراك أوباما، بهذه الولاية الصناعية، يصبح الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.
فالناخبون الكبار الـ20، في هذه الولاية، سيسمحون له بتجاوز عتبة الـ270 ناخباً كبيراً، والتي تؤمن له الفوز، وتجعله يدخل البيت الأبيض، فيما يكتفي دونالد ترامب بولاية رئاسية واحدة.
ويتقلص تقدم ترامب، المسجل في يوم الانتخابات بشكل كبير، مع فرز الأصوات الواردة عبر البريد، التي نال المرشح الديمقراطي 80% منها.
وخلافاً للوضع في بنسلفانيا وجورجيا، يستفيد ترامب مباشرة من تأخر الفرز في أريزونا.
فهو يقلص الفارق مع جو بايدن، ما قد يحرم المرشح الديمقراطي أصوات 11 ناخباً كبيراً، كانت وكالة «أسوشييتد برس»، ومحطة «فوكس نيوز»، منحتاها لجو بايدن، اعتباراً من مساء الثلاثاء، على أساس نتائج جزئية، ونماذج إحصائية، تعتبر عادة مضمونة جداً.
وكان ترامب أعلن، في ليلة الانتخابات، أنه فاز بالانتخابات، وأنه سيحتكم إلى المحكمة الأميركية العليا، لكنه بقي مبهماً حول الدوافع.
وفي الواقع، باشر محاموه إجراءات قضائية عدة على مستوى الولايات، مطالبين مثلاً بإعادة احتساب الأصوات في ويسكونسن.
ويرى الديمقراطيون أن هذه الشكاوى لا أساس لها، إلا أنها قد تؤخر تأكيد النتائج أياماً عدة، لا بل أسابيع. وفي ميشيغان وجورجيا، رفض قاضيان شكاوى جمهورية. وتشمل إحدى هذه المعارك ولاية بنسلفانيا، حيث تجتهد السلطات لفرز الكم الهائل من الأصوات الواردة بالبريد. وبطلب من معسكر ترامب، أمر قاضي السلطات المحلية بالسماح لمندوبين جمهوريين بالدخول إلى مركز المؤتمرات، في فيلادلفيا، لمتابعة عملية الفرز عن كثب.